بريطانيا تخطط لجذب 5.5 مليار دولار استثمارات في إنتاج الهيدروجين
بحلول 2030
محمد فرج
- الهيدروجين يمكن أن يغطي نسبة تتراوح بين 20 و 35% من استهلاك الطاقة في بريطانيا
- الحكومة البريطانية تلقّت مقترحات من المصنّعين والخبراء للمساعدة في إنشاء نظام لدعم مشروعات الهيدروجين
- دراسة حديثة: الهيدروجين الأزرق قد يكون أسوأ بنسبة تصل إلى 20% للمناخ من الغاز الأحفوري
تستهدف بريطانيا جذب استثمارات بقيمة 4 مليارات جنيه إسترليني (5.5 مليار دولار أميركي) في مشروعات إنتاج الهيدروجين، ضمن خطتها للتحول إلى الطاقة النظيفة وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2030.
ومن المخطط التوسع في إنتاج الهيدروجين للاستغناء عن الوقود الأحفوري في التدفئة والطهي بـ 3 ملايين منزل.
وأعلنت بريطانيا خططها التي طال انتظارها لاقتصاد الهيدروجين على مستوى البلاد، والتي تقول، إن قيمتها قد تصل إلى 900 مليون جنيه إسترليني (1.2 مليار دولار)، وستوفر أكثر من 9 آلاف وظيفة في نهاية العقد، وترتفع إلى 13 مليار جنيه إسترليني (17.3 مليار دولار)، وتوفر 100 ألف وظيفة جديدة بحلول عام 2050.
وتحدد وثيقة الإستراتيجية جهودها لجذب الاستثمار في مشروعات بقدرة 5 غيغاواط من إنتاج الهيدروجين بحلول عام 2030، والتي ستعمل -في الغالب- على تشغيل الصناعات الثقيلة، والنقل، وقرابة 70 ألف منزل، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
آلية لدعم المشروعات
تشير الإستراتيجية إلى أن الهيدروجين يمكن أن يغطي نسبة تتراوح بين 20 إلى 35% من استهلاك الطاقة في بريطانيا بحلول عام 2050؛ ما يوفر بديلًا نظيفًا للنفط والغاز في الصناعات كثيفة الاستهلاك للكهرباء، والنقل.
وتلقّت الحكومة مقترحات من المصنّعين والخبراء للمساعدة في إنشاء نظام لدعم مشروعات الهيدروجين الكبيرة لإزالة الكربون من المناطق التي لا يمكن تشغيلها بالكهرباء.
وعلى الرغم من ذلك، لم تتضح الرؤية بعد بشأن الكيفية التي ستحدد بها الحكومة دعمًا عادلًا للمشروعات التي تبلغ تكلفتها مليارات من الجنيهات الإسترلينية، ووعدت الحكومة بمزيد من الوضوح بعد مشاورات مع الصناعة في وقت لاحق من العام الجاري.
وقال كبير مديري السياسات في البنك المركزي البريطاني، ماثيو فيل، إن الإستراتيجية تضمّنت خطوات مهمة لقطاع الهيدروجين على مستوى الاقتصاد، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان
مشروعات الهيدروجين الأخضر والأزرق
أوضح ماثيو فيل أن هناك رغبة ملحّة للاستفادة من الفرص الاقتصادية، وإطلاق العنان للتمويل المطلوب للقطاع الخاص، وستبحث الشركات الآن عن الحكومة لتقديم سياسات ومعايير مفصلة لإنتاج الهيدروجين وتطبيقه.
وتشمل مشروعات الهيدروجين قيد التطوير مخططات الهيدروجين الأخضر، والهيدروجين الأزرق.
وحذّرت دراسة أجراها أكاديميون في جامعات كورنيل وستانفورد في الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، من أن الهيدروجين الأزرق قد يكون أسوأ بنسبة تصل إلى 20% للمناخ من الغاز الأحفوري؛ بسبب الانبعاثات التي تتسرب خلال إنتاجه.
ضغوط للتخلي عن دعم الهيدروجين الأزرق
تقول الحكومة، إنها تضع معايير الانبعاثات لمشروعات الهيدروجين الأزرق للتأكد من أنها تلتقط ما يكفي من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خلال إنتاج الهيدروجين لاعتمادها على كونها "منخفضة الكربون"، لكن العديد من دعاة حماية البيئة ومنتجي الطاقة الخضراء مارسوا ضغوطًا على الحكومة للتخلي عن دعمها للهيدروجين الأزرق كليًا.
ودعم مستشارو المناخ الرسميون في لجنة تغيّر المناخ البريطانية، خططًا لـ "جسر الهيدروجين الأزرق" لأداء دور مكمّل للهيدروجين الأخضر على المدى القريب؛ لأنه يمكن أن يبدأ في استبدال الوقود الأحفوري عاجلًا وعلى نطاق أكبر من مشروعات الهيدروجين.
طموح للتوسع في المشروعات
يخشى منتقدو الهيدروجين الأزرق من أن الالتزام طويل الأجل يمكن أن يوسّع اعتماد بريطانيا على الوقود الأحفوري.
وحذّر كبير العلماء في منظمة غرين بيس البريطانية، دوغ بار، من أن إنتاج كميات كبيرة من الهيدروجين من الغاز الأحفوري من شأنه أن يكبّد بريطانيا تكاليف باهظة.
فيما قال الرئيس التنفيذي لشركة رينيوبل بريطانيا، دان ماكغريل: "إن الإستراتيجية الوطنية لا تركّز بشكل كافٍ -تقريبًا- على تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر الرائدة عالميًا في بريطانيا، ويجب أن تضع طموحًا واضحًا للهيدروجين الأخضر".
اقرأ أيضًا..