بريطانيا تطلق إستراتيجية لإنتاج 5 غيغاواط من الهيدروجين
تركيز لندن على الهيدروجين الأزرق ينفي تحولها بعيدًا عن الوقود الأحفوري
تضع العديد من الدول المتقدمة، ومن بينها بريطانيا، الهيدروجين أحد العوامل الرئيسة لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وفي هذا الإطار، أطلقت الحكومة البريطانية اليوم الثلاثاء إستراتيجية لتحقيق هدفها المتمثل في إنتاج 5 غيغاواط من الهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2030، لتحلّ محلّ الغاز الطبيعي في توفير الكهرباء اللازمة لتشغيل نحو 3 ملايين منزل، فضلًا عن الصناعة والصناعات.
يتطلع صنّاع السياسة والصناعة إلى الهيدروجين لتقليل التأثير البيئي للقطاعات التي كان من الأصعب إزالة الكربون وتقليل استخدام الغاز، إلّا أن الاستثمار المطلوب والتحديات التقنية لتحقيق ذلك كبيرة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
الهيدروجين الأخضر والأزرق
يعتمد كل الهيدروجين المنتج في بريطانيا تقريبًا حتى الآن على الوقود الأحفوري، وتهدف الحكومة إلى استبدال ما يصل إلى 20% من الغاز الطبيعي بالهيدروجين "الأخضر"، المصنوع من خلال التحليل الكهربائي المدعوم بالطاقة المتجددة لتقسيم المياه إلى هيدروجين وأكسجين.
كما ستستخدم بريطانيا الهيدروجين "الأزرق" المنتج من الغاز الطبيعي والبخار، على عكس الهيدروجين الأخضر، فإن الهيدروجين الأزرق ليس خاليًا من الانبعاثات، ولكن يتجري التقاط انبعاثات الكربون وتخزينها واستخدامها في تطبيقات أخرى.
استثمارات الهيدروجين
قالت الحكومة البريطانية، إن نحو 900 مليون جنيه إسترليني (1.25 مليار دولار) من التمويل ستكون متاحة لدعم مشروعات الهيدروجين.
وتوقعت الحكومة أن توفر الاستثمارات الجديدة في الهيدروجين أكثر من 9 آلاف وظيفة بحلول عام 2030.
وبجزء من الإستراتيجية، أطلقت الحكومة استشارات حول أنواع الدعم لمشروعات الهيدروجين التي يمكن أن تخفض التكاليف، على غرار مخططها للعقود مقابل الفروقات (سي إف دي) الذي يحفز الاستثمار في الطاقة المتجددة من خلال ضمان حدّ أدنى للسعر لتلك المشروعات.
ستعمل الحكومة أيضًا بالتعاون مع الشركات على جدوى خلط 20% من الهيدروجين في إمدادات الغاز الحالية، فضلًا عن التشاور بشأن تصميم 240 مليون جنيه (330.61 مليون دولار) صافي الهيدروجين لدعم التنمية التجارية لمحطات الهيدروجين منخفضة الكربون.
التخلّف عن أوروبا
يعقد الاتحاد الأوروبي آمالًا كبيرةً في أن يساعد الهيدروجين في تحقيق أهداف الكربون المنخفض، فخلال العام الماضي، حدّدت المفوضية الأوروبية إستراتيجية لإعطاء الأولوية للهيدروجين الأخضر لاستخدامه في القطاعات التي يصعب إزالة الكربون منها، مثل الصلب.
أكدت شركة الكيماويات البريطانية متعددة الجنسيات "إنيوس"، أكبر منتج للهيدروجين في أوروبا، أن اقتصاد الهيدروجين هو أفضل فرصة للبلاد لتحقيق أهداف خفض الكربون.
وقال مدير شؤون الشركات في إنيوس توم كروتي: " يجب على الحكومة أن تبدأ الالتزام بالاستثمار لتطوير البنية التحتية للهيدروجين في المملكة المتحدة".
وأضاف: "في الوقت الحالي، نحن متخلّفون بشكل كبير عن أوروبا، والكلمات ليست كافية".
تنتج بريطانيا نحو 27 تيراواط/ساعة من الهيدروجين سنويًا، معظمها من الوقود الأحفوري، وفقًا لمستشار تغيّر المناخ التابع لحكومة المملكة المتحدة للّجنة المعنية بتغيّر المناخ، فإن تحقيق هدف الحكومة الصافي للانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050 سيتطلب 270 تيراواط ساعة من الهيدروجين، معظمها أزرق، سنويًا.
اعتراضات بيئية
تقول بعض المجموعات البيئية، إن إدراج الهيدروجين الأزرق في إستراتيجية المملكة المتحدة يمكن أن يُبقي البلاد محاصرة بالوقود الأحفوري.
كما توجّه المجموعات البيئية انتقادات مماثلة لتكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه، والتي لم تُطرَح بعد على نطاق تجاري، وهي ضرورية لاحتواء انبعاثات الهيدروجين الأزرق.
كان بحث أجرته جامعتا كورنيل وستانفورد في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي قد أشار إلى أن الهيدروجين الأزرق يمكن أن يكون أسوأ بنسبة 20% على البيئة من استخدام الغاز في المنازل والصناعة، بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان التي يمكن أن تتسرّب خلال الإنتاج.
اقرأ أيضًا..
- بي بي تخطط لتنفيذ أكبر مشروع لإنتاج الهيدروجين في بريطانيا
- إكوينور تستهدف إنتاج 1.8 غيغاواط من الهيدروجين في بريطانيا
- بريطانيا تُقر بأن هدفها لتحقيق الحياد الكربوني بعيد المنال