مقالات منوعةالمقالاترئيسيةسلايدر الرئيسيةمنوعات

مقال - مستقبل البلاديوم ودوره في تحول الطاقة

*أحمد الطالب محمد

اقرأ في هذا المقال

  • شهد البلاديوم ارتفاعًا فى سعره بشكل متواصل لمدة 6 سنوات متتابعة
  • ارتفع الطلب على هذا المعدن بعد تشديد اللوائح الخاصة بمعايير انبعاثات المركبات
  • يمكن الاستفادة من البلاديوم على نطاق أوسع في خلايا وقود الهيدروجين
  • يُستخرج البلاديوم من مناطق قليلة في العالم، وأشهرها مجمع نوريلسك الروسي

يتحرك سعر الذهب حاليًا في مستوى يقرب من 1780 دولارًا للأوقية، في حين يبلغ سعر البلاديوم تقريبًا 2650 دولارًا للأوقية، أي بقيمة تزيد 67% عن سعر الذهب.

ما هو البلاديوم؟

البلاديوم عبارة عن معدن ناعم أبيض لونه فضي، يوجد غالبًا مع عدّة عناصر تسمى مجموعة عناصر البلاتينيوم، وتُعرف إختصارًا بـ"بي جي إم" .

وتضم هذه المجموعة كلًا من البلاديوم، والبلاتينيوم، والروثينيوم، والروديوم، والأسميوم، والإيريديوم.

استخدامات البلاديوم

منذ أن دقّ ناقوس خطر الاحتباس الحراري على كوكب الأرض، بدأت الشركات المصنّعة تزويد عوادم السيارات بمعدن البلاديوم، لقدرته على التحفيز لتحويل ما يقارب من 90% من الغازات الضارة المنبعثة من المحركات -خاصة أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين- إلى نيتروجين وثاني أكسيد الكربون الأقلّ ضررًا.

ينتج عن احتراق البنزين 3 ملوثات أولية: الهيدروكربونات وأكاسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون، وتعمل المحولات المحفزة على تغيير هذه المواد الكيميائية السامة والخطيرة في كثير من الأحيان إلى مركّبات أكثر أمانًا وسلامة.

الاستخدام الثاني للبلاديوم، هو خلايا وقود الهيدروجين، التقنية الرائجة هذه الأيام لدورها فى الحفاظ على البيئة واستدامتها.

وأخيرًا، يُستخدم البلاديوم في الطب والأجهزة الإلكترونية ومعالجة المياه الجوفية والجواهر.

والبلاديوم مادة فريدة من نوعها بسبب خصائصها التحفيزية وقابليتها لامتصاص الهيدروجين، ويتمتع بالقدرة على أداء دور رئيس في كل جانب تقريبًا من جوانب اقتصاد الهيدروجين، بما في ذلك تنقية الهيدروجين وتخزينه، ودوره فى خلايا الوقود.

أسباب ارتفاع سعر البلاديوم

شهد البلاديوم ارتفاعًا فى سعره بشكل متواصل لفترة 6 سنوات متتابعة، إذ وصل إلى 3007.73 دولارًا قبل نحو 3 أشهر، وهو أعلى سعر له قبل أن يعود إلى مستواه الحالي.

ورغم عدم استخدامه فى الزينة مثل الذهب والبلاتين، فإنه واصل ارتفاع سعره خلال السنوات الـ9 الأخيرة، بسبب عدم كفاية المعروض العالمي لتلبية الطلب عليه.

ومن أسباب ارتفاع سعره، تشديد اللوائح الخاصة بمعايير انبعاثات المركبات، وهو ما أدّى إلى زيادة الطلب على المعدن الفضي، خاصة مع تنامي الطلب على المركبات التي تعمل بالبنزين، والتي تستخدم البلاديوم في المحولات المحفزة، مقارنة بالمركبات التي تعمل بالديزل وتستخدم البلاتين.

سبائك من البلاديوم
سبائك من البلاديوم - أرشيفية

ولكن قد تنتهي المدة الذهبية لهذا المعدن جراء التحول إلى المركبات الكهربائية، والتي تعتمد على تقنيات أكثر استخدامًا للبلاتين الأرخص، وقد يعوّض -ولو بمقدار أقلّ- النقص فى الطلب من مصنّعي السيارات، الاعتماد على نطاق واسع لتكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين لإبقاء الطلب على البلاديوم مرتفعًا.

إضافةً إلى ذلك، أنه حتى سنة 2040، وعلى الرغم من النقاش الدائر حول مكانة السيارات الكهربائية، فمن المتوقع أن تسير السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين على الطرق مستقبلًا، ونتيجة لذلك ستستمر أنظمة العادم موجودة بمثابة أداة حاسمة في الحدّ من تلوّث الهواء الضار.

أماكن إنتاج البلاديوم

يُستخرج هذا المعدن من مناطق قليلة في العالم، وأشهرها: مجمع نوريلسك في روسيا، ومجمع "بوشفيلد" بجنوب أفريقيا، ومجمع ستيلووتر في ولاية مونتانا بالولايات المتحدة، وحوض سودبيري في كندا.

ومع أن البلاديوم ليس أغلى عنصر في مجموعة عناصر البلاتينيوم "بي جي إم" -إذ يتفوق عليه الروديوم، الذى يبلغ سعره أكثر من 17 ألف دولارًا للأوقية، وذلك لندرته-، فإنه يبقى أغلى المعادن النفيسة الـ7، متفوقًا على الذهب والبلاتين والفضة.

*أحمد الطالب محمد - خبير الموارد المعدنية في موريتانيا

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق