آسيا تنقذ "النفط الحامض" الأميركي من أدنى مستوى في 4 سنوات
بمبيعات قدرها 5 ملايين برميل
هبة مصطفى
تعاقدت شركات ومصافٍ آسيوية لتكرير النفط، في كوريا الجنوبية والصين، على شراء حمولة قدرها 5 ملايين برميل من النفط الحامض (عالي الكبريت)، من منصة النفط الأميركية "مارس"، خلال سبتمبر/أيلول المقبل، للاستفادة من انخفاض الأسعار في الأسابيع الأخيرة.
وكشفت بيانات صادرة عن منصة التحليل المالي "ريفينيتيف آيكون" أن مبيعات سبتمبر/أيلول من شأنها رفع النفط الحامض (عالي الكبريت) من أدنى مستوى له في 4 سنوات، في يوليو/تموز الماضي، بعدما أدى ارتفاع الأسعار الأميركية إلى كبح الصادرات.
وكانت العقود الآجلة للنفط الحامضي لـ"مارس" قد شهدت أدنى مستوياتها في يوليو/تموز الماضي، منذ أبريل/نيسان 2020، لكنها عاودت الارتفاع بسبب زيادة الطلب على الصادرات، وجرى تداولها بأقل سعر لقياس العقود الآجلة، في 6 أسابيع، الثلاثاء الماضي.
وأكدت مصادر صناعية أن درجات النفط الأخرى، مثل غرب تكساس المتوسط والخفيف، حُجزت لصالح آسيا أيضًا، حسب وكالة "رويترز".
وأرجعت المصادر اهتمام البلدان الآسيوية بشراء النفط الأميركي الحامض، إلى استمرار ضبط الإنتاج في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تأخر عودة الإنتاج الإيراني للأسواق الدولية.
إقبال آسيوي
اشترت مصفاة تكرير في كوريا الجنوبية 3 ملايين برميل من النفط الحامض، في حين اشترت شركة "يونيبيك" الصينية مليوني برميل.
وبحسب "آيكون"، فقد استأجرت شركة "يونبيك" الصينية الناقلة العملاقة "كوزنيو ليك"، لنقل الخام الحامض من ولاية لويزيانا الأميركية، في 23 سبتمبر/أيلول المقبل.
وتسعى "يونيبيك" -أيضًا- لإصلاح سفينة "سويز ماكس"، وتجهيزها للمغادرة أوائل الشهر المقبل، حسب تصريحات لسماسرة السفن، هذا الأسبوع.
وكانت شركة تكرير تايوانية "فورمزا بتروكيميكال" قد طرحت مناقصة لشراء النفط الحامض من "مارس"، لكن العطاء لم يُرس عليها، نظرًا إلى العروض المرتفعة.
انخفاض الأسعار
نقلت "رويترز" عن تاجر في سنغافورة، أنه ما زال هناك من 2 إلى 4 ملايين برميل لم تُتداول بعد، رجح بيعها إلى صالح آسيا أيضًا.
وأضاف تجار آخرون أن إقبال الشركات الآسيوية على شراء خام منصة "مارس" الأميركي سبّب انخفاضًا جزئيُا في أسعار إمدادات الشرق الأوسط، مثل: خام البصرة العراقي.
من جانبه، أكد المتخصص في شؤون الطاقة بـ"آي سي إيه بي يونايتد"، سكوت شيلتون، أن أسعار الخام الأميركي أصبحت رخيصة نسبيًا، بالمقارنة بباقي العالم، مشيرًا إلى أن الصادرات الأميركية زادت لهذا السبب.
وتوقّع أحد كبار المصدرين في أميركا ظهور عمليات تشغيل لمصافي تكرير أخرى في أميركا، رغم آثار فيروس كورونا، والتوقعات بخفض المتحور دلتا الطلب على الإنتاج، وإطلاق الصين مخزونها الإستراتيجي من احتياطات النفط الخام.
اقرأ أيضًا..
- أميركا تسعى لتضييق الخناق على مبيعات النفط الإيراني
- توقعات بانخفاض نمو واردات النفط الخام في الصين لأدنى مستوى منذ 20 عامًا
- أكبر الدول المستوردة للغاز المسال الأميركي.. وكوريا الجنوبية في الصدارة