يترقّب المحللون والمستثمرون قرار شركة بي إتش بي الأسترالية بشأن أعمالها النفطية، خلال إعلان نتائجها الأسبوع المقبل، وسط تعرّضها لضغوط متزايدة لخفض الانبعاثات وتوافق أعمالها مع طموحاتها نحو الحياد الكربوني.
وواجهت أكبر شركة تعدين في العالم دعوات لتوضيح كيف ومتى ستتخارج من الوقود الأحفوري، في اقتراح قدمته ماركت فورسيز، وهي مجموعة من الناشطين المساهمين تمثّل أقل من 0.006% من إجمالي رأسمال الشركة.
وطلبت المجموعة من الشركة الأسترالية استنزاف أصولها الأحفورية، بدلًا من بيعها، من أجل الوصول إلى أهداف اتفاق باريس للمناخ، حسبما أفادت صحيفة فايننشال تايمز.
وسيُصوَّت على هذا الاقتراح في اجتماعات بي إتش بي السنوية في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني.
أعمال النفط والغاز
من المقرر أن تعلن بي إتش بي نتائجها السنوية يوم الثلاثاء، ومن المرجح أن يواجه رئيسها التنفيذي مايك هنري أسئلة حول كيفية تناسب أعمال الشركة في مجال النفط والغاز مع طموحاتها الأوسع في مجال إزالة الكربون والتحوّل نحو السلع الصديقة للبيئة.
ومما زاد الضغط على بعض المستثمرين، قرار بي إتش بي هذا الشهر الموافقة على 802 مليون دولار في الإنفاق التنموي على مشروعات النفط في خليج المكسيك الأميركي، قبل أيام فقط من تقرير الأمم المتحدة الذي أصدر تحذيرات بشأن المساهمة البشرية في تغير المناخ.
وقال ويل فان دي بول، من ماركت فورسيز: "إن مزاعم بي إتش بي المتكررة بشأن القلق المناخي تتعارض تمامًا مع رهاناتها المستمرة على التوسع في الوقود الأحفوري".
تحوّل في الإستراتيجية
قالت ماركت فورسيز -في بيان يدعم اقتراحها-: "من خلال تقديم مثال رائد لإدارة أصول الوقود الأحفوري بشكل مسؤول، يُمكن لشركة بي إتش بي الحفاظ على القيمة الحقيقية الموجودة في هذه الأصول وإدراكها، بما يتوافق مع أهداف المناخ العالمية، ودعم أعمالها للانتقال إلى اقتصاد خالٍ من الكربون".
ويسلّط اقتراح ماركت فورسيز الضوء على التحوّل في الإستراتيجية من قِبل النشطاء والناشطين الذين يتزايد قلقهم من أن بيع الأصول الأحفورية لمشغلين أصغر أو الشركات المدعومة من الدولة يُمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاج، وبالتالي التلوث.
ويدعو الاقتراح بي إتش بي إلى الكشف عن تفاصيل خطط الإنفاق على أصولها الأحفورية، وكيف يتماشى ذلك مع دعمها المعلن لهدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
أصول بي إتش بي
يُقدّر المحللون الأعمال النفطية لشركة بي إتش بي -المكوّنة من أصول في أستراليا وخليج المكسيك وترينيداد وتوباغو والجزائر- بما يتراوح بين 10 و17 مليار دولار، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.
وأسهم القطاع بنسبة 5% من أرباح الشركة الأساسية، البالغة 14.7 مليار دولار في النصف الأول حتى نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول، مقارنةً بـ70% حققها خام الحديد.
وينقسم المستثمرون حول مدى ملاءمتهم لمحفظة بي إتش بي، خاصةً أن الشركة تركّز على مواد اقتصادية جديدة مثل النحاس والنيكل والبوتاس.
وقال المحلل في مورغان ستانلي، راهون أناند، إن التخارج من النفط سيشكّل "تحوّلًا كبيرًا" في أوراق اعتماد بي إتش بي البيئية والاجتماعية والحوكمة، والإستراتيجية الكاملة تجاه الوقود الأحفوري.
بيع محتمل
تفحص الشركة خيارات أعمال النفط والغاز -بما في ذلك البيع- وتسعى للعثور على مشترٍ لأصول الفحم الحراري المتبقية في أستراليا.
وتُعدّ أصول الطاقة في الشركة -ذات العائد المنخفض في الغالب في أستراليا- جاهزة للبيع بشكل خاص وسط ارتفاع أسعار النفط والغاز.
ويُنظر إلى وودسايد بتروليوم على أنها المشتري الأكثر منطقية، لأنها ستعزّز التدفق النقدي الحر وتزيد من حصصها في المشروعات الرئيسة، على الرغم من عدم تفضيل جميع المستثمرين مثل هذا الترابط، نظرًا إلى مزيج الأصول والحاجة المحتملة إلى رفع الأسهم.
اقرأ أيضًا..
- نشطاء البيئة يلجؤون إلى القضاء لإيقاف حقل غاز وودسايد الجديد في أستراليا
- وودسايد الأسترالية تستبعد الاستثمارات الصينية في حقل الغاز الجديد
- أستراليا ترفض الالتزام بهدف رسمي لخفض انبعاثات الكربون