ألبرتا الكندية.. براءة حماة البيئة من تهمة تلقي أموال أجنبية للإضرار بصناعة النفط والغاز
تحقيق يتهمهم بمناهضة صناعة الطاقة غير المتجددة في المقاطعة
حياة حسين
خلص تحقيق أجرته مقاطعة ألبرتا في كندا إلى براءة جماعات حماية البيئة من تهمة تلقي تمويل خارجي، من أجل الإضرار بصناعة النفط والغاز، حسبما ذكر موقع "إنرجيتك سيتي" مساء الجمعة.
وتُعدّ مقاطعة ألبرتا بمثابة خزان كندا النفطي، وتضم أهم آبار النفط في البلاد، وتقع في الجنوب الغربي على حدود ولاية كولومبيا البريطانية -غربًا- ومن الجنوب تحدها أميركا.
عام التحقيق
بدأت مقاطعة ألبرتا التحقيق قبل عام، لتحديد ما إذا كانت مجموعات حماية البيئة قد تلقت تمويلًا خارجيًا، يدعمها في فرض سياسات معينة في إدارة شؤون المقاطعة.
وكان التحقيق ضمن الوعود الانتخابية لرئيس وزراء ألبرتا، جيسون كيني في 2019، الذي قال حينها إنه يريد أن يطمئن من أن التمويل الأجنبي لا يُستخدم كمخالب في صناعة النفط والغاز في المقاطعة.
وقال مسؤول لجنة التحقيق، ستيف آلان، بعد تقديمه التقرير إلى وزيرة الطاقة سونيا سافاغ: "عندما يُنشر التقرير الخاص بالتحقيق، سيستطيع الألبرتيون فهمًا أكثر لكيفية تدخل التمويل الأجنبي في السياسات العامة والنقاشات السياسية".
يُذكر أن معظم سكان ألبرتا يفضّلون أن تضخ استثمارات في قطاع الوقود الأحفوري بشكل متوازٍ مع الطاقة المتجددة، على عكس باقي المقاطعات الكندية، وفق ما توصّل له مسح في 17 يوليو/تموز الجاري.
ورغم أن 12% فقط من الكنديين -بصفة عامة- لا يزالون يرون ضرورة الاستمرار في استثمارات النفط والغاز، و54% يفضلون التوجه إلى المصادر المتجددة، فإن 46% من المشاركين في المسح من ألبرتا، يعتقدون أنه من الأفضل التركيز على الاستثمار في النفط والغاز والطاقة المتجددة بشكل متساوٍ.
نشر التقرير
يكون وزير الطاقة ملتزمًا بنشر التقرير للجميع بعد مرور 3 أشهر، وفقًا لتشريعات العمل في الولاية، وهو ما أكدته الوزيرة في بيان، مشيرة إلى أنه يتضمن نقاطًا مهمة.
وكان من المفترض بدء التحقيق في هذه القضية منذ يوليو/تموز 2019، إلا أنه لم يبدأ إلا منذ عام، بسبب جائحة كوفيد-19، ما رفع التكلفة بنحو مليون دولار، إضافة إلى التكلفة المعروفة عالميًا لمثل هذه التحقيقات التي تدور حول 2.5 مليون دولار، وفق آلان.
ورغم أن مسودة التقرير تشير إلى أن مجموعات حماية البيئة لم ترتكب أي خرق للقانون أو تتصرف بشكل مخالف، إلا أنه أكد أنها تعمل ضد صناعة الطاقة غير المتجددة بذريعة حماية البيئة.
ومن جانبها ردت بعض مجموعات حماية البيئة قائلة، إن التحقيق ما هو إلا محاولة تخويف، خاصة أنها تتم بسرية، ودون أسانيد، مع منح وقت محدود للرد على الاتهامات.
"عجائب أليس"
علق رئيس إستراتيجيات الطاقة في منظمة السلام الأخضر في كندا، كيث ستيوارت، قائلا بسخرية: "إن ما يحدث يشبه قصص أليس في بلاد العجائب.. إنه الاتهام بحصولنا على التمويل من منظمات دولية، رغم أنه لم يكن سوى 2% من إيراداتنا طوال 10 سنوات".
وأكد ستيوارت أن التمويل الذي حصلت عليه المنظمة من الألبرتيين أنفسهم أكبر بمراحل من هذا المبلغ الهامشي.
وأضاف ستيوارت أن منظمته كانت من بين المجموعات المستهدفة بالتحقيق، وأنه طلب من آلان في خطاب مده ببيانات ومعلومات، "لكنهم تجاهلوا خطابه".
وواصل ستيوارت نقده الحاد إلى لجنة التحقيق وآلان قائلا: نحن لم نحصل على فرصة للدفاع عن أنفسنا أمام الناس، أو نطلع على الدلائل ضدنا.. آلان قال إنه أجرى لقاءات مع 100 شخص، ولا نعرف أيًا منهم. كيف سنرد على أشياء لا نعرفها؟".
وطالبت مسؤولة الطاقة في الحزب الديمقراطي المعارض، كاثلين غانلي، وزيرة الطاقة بنشر هذا التقرير في الحال.
اقرأ أيضا..
- مسح: 12% من الكنديين يرون ضرورة الاستمرار في استثمارات النفط والغاز
-
كندا تواجه وضعًا مأساويًا في صناعة النفط والغاز قد يُخرجها من قائمة أكبر 5 منتجين