الطاقة النووية.. الصين تخشى تنفيذ مشروعات في بريطانيا
نتيجة مخاوف أمنية
محمد فرج
تسعى شركة الطاقة النووية الصينية المملوكة للحكومة إلى المضي قدمًا في التعاون مع شركة "إي دي إف إنرجي" لإنشاء محطة سيزويل للطاقة النووية في بريطانيا، لكن تأتي الرياح بما لاتشتهي بكين، لا سيما أن هناك مخاوف أمنية متزايدة بشأن مشاركة الصين في البنية التحتية للمشروع.
وتبلغ القيمة الإجمالية المتوقعة لإنشاء محطة الطاقة النووية 20 مليار إسترليني (27.6 مليار دولار أميركي).
وتمتلك الشركة الصينية حصة أقلية في محطة الطاقة النووية هينكلي بوينت سي التابعة لشركة إي دي إف، في منطقة سومرست، بالإضافة إلى مشروع محطة سيزويل، لكنها تأمل في الانطلاق لبناء مفاعل صيني التصميم في منطقة برادويل أون سي في إسيكس.
وقدّمت الشركة تصميم مفاعلها للتدقيق من قبل السلطات النووية في بريطانيا، لكن مصادر الصناعة حذّرت من أنه حتى لو حصلت شركة الطاقة النووية الصينية على موافقة لبناء مفاعلها، فإن المفاعل النووي الصيني على بعد 30 ميلًا من لندن سيكون "غير متفق عليها سياسيًا"، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
خيارات لتنفيذ المشروع
قال مصدر في الحكومة البريطانية: "ربما يمكن التسامح مع مصلحة أقلّية صينية في مشروع نووي، وكل شيء سيُحسَم في وقته"، حسب الغارديان.
وأوضحت الحكومة أواخر العام الماضي، أنها استأنفت المحادثات مع إي دي إف إنرجي الفرنسية بشأن تمويل مشروعها النووي سيزويل.
وأعربت الحكومة البريطانية عن اتخاذ عدد من الاتجاهات حينذاك، منها إشراك المستثمرين المؤسسين أو حكومة بريطانيا للحصول على حصة مباشرة في المشروع، ويمكن أن تساعد هذه الخيارات الشركة الفرنسية على المضي قدمًا مع سيزويل دون دعم مالي من شركة الطاقة النووية الصينية.
أعادت الحكومة فتح المحادثات مع إي دي إف بعد أشهر من انهيار خطط لبناء مفاعل بقيمة 20 مليار إسترليني (27.6 مليار دولار) في ويلز، بعد أن رفضت شركة هيتاشي اليابانية صفقة التمويل الحكومية.
كانت بريطانيا تأمل في بناء ما لا يقلّ عن 6 محطات طاقة نووية جديدة في جميع أنحاء البلاد، لكن أُلغي 3 منها، ولم يتبقّ سوي المشروعات بمشاركة صينية.
خطة لوقف المحطات النووية
حذّر متحدث باسم رابطة الصناعة النووية، أنه بحلول عام 2030، ستقف جميع المحطات النووية الحالية في بريطانيا باستثناء واحدة، لذلك من الضروري أن تستثمر بريطانيا في مفاعلات جديدة للمساعدة في تلبية احتياجاتنا، وخلق وظائف جيدة في جميع أنحاء البلاد".
وأضاف أن تحقيق الحياد الكربون بحلول عام 2050 يحتاج إلى مضاعفة الجهود وتنفيذ المزيد من مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية.
وظهرت مخاوف جديدة بشأن تورّط الصين في المستقبل النووي لبريطانيا وسط توتّرات متفاقمة بين الصين والحكومات الغربية، وقبل أسابيع من سريان حظر على جميع معدّات هواوي في شبكات جي 5 في بريطانيا بدءًا من سبتمبر/أيلول.
ضوابط ولوائح منظمة
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، إن الحكومة البريطانية يجب أن توفر بجدّية بيئة أعمال مفتوحة وعادلة وغير تمييزية للشركات الصينية.
وأضاف: "من مصلحة الجانبين إجراء تعاون عملي بروح المنفعة المتبادلة والنتيجة المربحة للطرفين"، حسب وكالة رويترز.
لم يعلق متحدث باسم حكومة بريطانيا بشكل مباشر على الادّعاءات بأن الوزراء سوف يسعون إلى صياغة برنامج نووي دون شركة الطاقة النووية الصينية، لكنه قال: "إن جميع المشروعات النووية يجب أن تمتثل للوائح صارمة ومستقلة من أجل تلبية المتطلبات التنظيمية لضمان حماية مصالحنا".
لقراءة المزيد..
-
صمود محطات الطاقة النووية القديمة يتراجع في وجه التغيرات المناخية
-
انقسام أوروبي حول دور الطاقة النووية في تحقيق الحياد الكربوني