أميركا تسعى لتضييق الخناق على مبيعات النفط الإيراني
بسب عدم وضوح موقف طهران من الاتفاق النووي
آية إبراهيم
تدرس الولايات المتحدة تضييق الخناق على مبيعات النفط الإيراني إلى الصين، مع غموض موقف طهران من العودة إلى المحادثات النووية.
وقال مسؤول -طلب عدم الكشف عن هويته- إن واشنطن أبلغت بكين في وقت سابق من هذا العام، أن هدفها الرئيس إحياء الامتثال للاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وأشار المصدر إلى أنه في حال العودة إلى الاتفاق النووي، فليست هناك حاجة إلى معاقبة الشركات الصينية التي تنتهك العقوبات الأميركية بشراء الخام الإيراني.
الأزمة الأميركية الإيرانية
تتفاقم الأزمة الإيرانية لعدم اليقين بشأن الموعد الذي ستستأنف فيه إيران المحادثات غير المباشرة في فيينا، وما إذا كان الرئيس الإيراني المنتخب القادم إبراهيم رئيسي على استعداد لاستكمال المحادثات من حيث انتهت في 20 يونيو/حزيران الماضي، أم سيتطلب الوضع مناقشات جديدة.
وقال المسؤول الأميركي إن إيران -التي قالت إنها لن تستأنف المحادثات حتى يتولى رئيسي- كانت غامضة للغاية بشأن نياتها.
وأكد المسؤول الأميركي هذا الأسبوع أنه مع عودة خطة العمل الشاملة المشتركة فلا يوجد سبب لفرض عقوبات على الشركات التي تستورد النفط الإيراني.
في إشارة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، التي جمعت إيران بموجب برنامجها النووي مقابل إعفاء من العقوبات الاقتصادية.
وتنتهج طهران طرقًا مختلفة لتصدير النفط بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران في مايو/أيار 2018، وأعادت فرض العقوبات على قطاعي الطاقة والبنوك منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
واردات الصين من النفط الإيراني
تُعدّ المصافي الصينية أكبر مستورد للنفط الإيراني، إذ بلغ متوسط واردات الصين من الخام الإيراني ما بين 400 ألف و650 ألف برميل يوميًا هذا العام على أساس شهري.
كما قفزت واردات الصين من النفط الإيراني في مايو/أيار الماضي إلى نحو مليون برميل يوميًا، وفقًا لبيانات شركات تتبع الحاويات.
وبرزت شركة تشاينا كونكورد بتروليوم (سي سي بي سي) للخدمات اللوجستية لاعبًا مركزيًا في توريد النفط الخاضع للعقوبات من إيران وفنزويلا.
وخلال العام الماضي، وفّرت شركة سي سي بي سي الصينية ما لا يقل عن 14 ناقلة لشحن النفط من إيران أو فنزويلا إلى الصين، بسعة نحو 28 مليون برميل من النفط.
حملة قمع محتملة
قال المحلل في معهد بروكينغز، روبرت أينهورن، إن تلميح المسؤولين الأميركيين إلى حملة قمع محتملة، قد يكون تهديدًا مستترًا بأن لدى واشنطن طرقًا لتحديد الثمن من طهران.
وقال أينهورن: "من المحتمل أن ترسل أميركا إشارة إلى الرئيس الإيراني المُنتظر، مفادها بأنه إذا لم يكن الإيرانيون جادين بشأن العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، فإن الولايات المتحدة لديها خيارات أخرى".
وقال أينهورن إن كيفية رد فعل بكين، التي توترت علاقاتها مع واشنطن بسبب قضايا حقوق الإنسان، ستعتمد على ما إذا كانت تلقي باللوم على إيران أم الولايات المتحدة، في المأزق الذي وصلت إليه المحادثات.
في انتظار الرئيس الجديد
قال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "يجب أن ننتظر الرئيس الجديد لتولي منصبه، ويقرر ما إذا كان يريد تغيير الفريق النووي أم لا".
وقال مسؤول إيراني، إن رئيسي وفريقه النووي يصرون على البدء من الصفر ويرفضون استئناف المحادثات من حيث انتهت في يونيو/حزيران الماضي.
وأضاف المسؤول الإيراني: "إنهم يريدون شروطهم وأحكامهم، ولديهم مطالب أكثر مثل الاحتفاظ بتخصيب بنسبة 60% أو سلسلة من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة وعدم تفكيكها كما تطالب واشنطن".
ويجبر عدم اليقين الولايات المتحدة على دراسة مناهج جديدة، على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين قالوا إنه لا توجد خيارات جيدة لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة.
اقرأ أيضًا..
- كيف تتغلب إيران وفنزويلا على العقوبات الأميركية لتصدير النفط؟.. الصين كلمة السر
- إيران.. أميركا توافق على رفع عقوبات النفط
- أميركا تقترب من تطبيق عقوبات صارمة على النفط الإيراني المصدر للصين