نقل المشتقات النفطية عبر تنزانيا يثير مخاوف كينيا
كمبالا تخشى تكرار سيناريوهات العنف في انتخابات الرئاسة بنيروبي
حياة حسين
نفّذت دولة أوغندا الأفريقية نقلًا تجريبيًا لشحنة من المشتقات النفطية هذا الأسبوع من ميناء دار السلام التنزاني، بعد توقّف دام 16 عامًا، الأمر الذي أثار قلق كينيا التي تُعدّ مركزًا لهذا النشاط، حسبما ذكرت صحيفة "ذا إيست أفريكان".
وتمثّل تلك الخطوة سحبًا للبساط من تحت أقدام ميناء مومباسا في كينيا الذي ينقل ثلاثة أرباع شحنات منتجات النفط المتوجهة إلى أوغندا.
استيراد النفط
تستورد كل من أوغندا، وجنوب السودان، ورواندا، وبوروندي، إضافة إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، كميات ضخمة من احتياجاتها من منتجات النفط عبر كينيا.
وتحتلّ المنتجات النفطية المرتبة الثالثة بين أكبر الصادرات الكينية، بعد الشاي والزهور المقطوفة، وتمثّل 13% من إجمالي الصادرات.
وقامت أوغندا بنقل نصف مليون لتر من المشتقات النفطية، وصلت إلى ميناء دار السلام في تنزانيا، عبر السكك الحديدية إلى ميناء ماونزا، ثم إلى كمبالا عبر بحيرة فيكتوريا.
وأثارت تلك الخطوة قلق المسؤولين في كينيا؛ إذا تُعد تجارة نقل المنتجات النفطية من الأنشطة المربحة للبلاد.
وكانت نيروبي قد استثمرت نحو 400 مليون دولار في تطوير وإعادة هيكلة شبكة خطوط النفط الممتدة من ميناء مومباسا حتى منطقة "إلدورت".
كما دشّنت رصيفًا للوقود في كيسومو باستثمارات بلغت 170 مليون دولار، ليسهم في نقل الوقود عبر بحيرة فيكتوريا.
سيناريو العنف
تزيد الانتخابات الرئاسية المرتقبة في كينيا من ابتعاد أوغندا عن موانئ نيروبي؛ إذ يخشى بعضهم من تكرار سيناريو تدهور الوضع السياسي والأمني الذي حدث في 2007 و2008.
وكان الرئيس الكيني الحالي، أوهورو كينياتا، قد فاز بنسبة 55% من الأصوات في انتخابات 2017، فيما عبّرت المعارضة عن رفضها لهذه النتائج، وعدّتها غير شرعية في البلد الأغنى بشرق أفريقيا.
وفي الانتخابات التي تجري في 2022، ينافس كينياتا نائبه الدكتور ويليام روتو، وبدأ الصراع يحتدم بينهما بعدما فازا معًا في انتخابات 2013 و2017.
وبدأ روتو رسم أول خط في سيناريو الدم المتوقع، الذي يثير المخاوف، الخميس الماضي، بعدما فاز بأغلبية ساحقة بمقعد في البرلمان عن منطقة كيامبو، التي تُعدّ بمثابة الفناء الخلفي للرئيس الحالي.
وفي 2007 و2008، اندلعت أعمال العنف بعد الانتخابات، و اتُّهم كينياتا وروتو بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في المحكمة الجنائية العليا في لاهاي، لكنهما حصلا على البراءة بسبب نقص البراهين والتلاعب بالشهود.
خسائر شركات النقل
انعكست أعمال العنف سلبًا على شركات النقل من أوغندا ورواندا، وتسبّبت في تحقيق خسائر لها، وحصلت على أحكام بتعويضات تُقدَّر بنحو 113 مليون دولار، لكن حتى الآن لم تحصل على تلك التعويضات من حكومة كينيا.
إلّا إنه على الجانب الآخر من صفوف المتخوّفين، يرى بعضهم أن نقل أوغندا نشاطها إلى موانئ تنزانيا بديلًا لكينيا، لن يؤثّر سلبًا.
ومن بين هؤلاء مدير عامّ شركة "كينيا بيبلاين"، ماتشاريا لرنغو، الذي قال، إنه لن يكون هناك تأثير يُذكر لهذا الأمر، مستبعدًا فقد أكثر من 3% من نشاط شركته.
وتنقل كينيا نحو 900 مليون لتر من منتجات النفط شهريًا.
وتعوّل نيروبي على رداءة البنية التحتية في تنزانيا، لتفوز بالمنافسة معها في حلبة نقل المنتجات النفطية.
تحصيل الضرائب
قال لرنغو : "إن تنزانيا ليس لديها بنية تحتية، ونحن لدينا، ونقدّم خدمة أرخص وأكثر تنظيمًا؛ ما يمكّن الأوغنديين من تحصيل الضرائب على هذا النشاط.. الاعتماد على تنزانيا التي تخرج فيها الأعمال عن السيطرة لن يمكّنهم من تحصيل الضرائب".
وأضاف أنه بالنظر إلى الوضع في تنزانيا، فالأمر يحتاج عقودًا كي تتمكّن من التقدّم واللحاق بمستوى كينيا في نقل منتجات النفط.
وفي المقابل، قال رئيس شركة السكك الحديدية في أوغندا، ستيفن واكاسينزا، لوكالة بلومبرغ، هذا الأسبوع: إن "العمل من خلال مومباسا مريح وسلس، لكن إدارة الشركة تبحث عن بدائل لأسباب إستراتيجية.. نحن نستهدف منتجات النفط لأنها تُستخدم بشكل يومي".
غشّ المشتقات النفطية
كانت دول شرق ووسط أفريقيا غير الساحلية، باستثناء أوغندا، قد بدأت خفض وارداتها النفطية عبر كينيا منذ عام 2015؛ بسبب الخوف من عمليات غشّ تلك المشتقات.
وتستقبل أوغندا نحو 185 مليون لتر من منتجات النفط، معظمها يأتي عبر ميناء كيسومو ومستودع ديبوت في كينيا.
وقال واكاسينزا: "نستهدف حاليًا الاعتماد على الميناء والمستودع في كينيا، بالإضافة إلى ميناء ماونزا في تنزانيا، لجلب 20 مليون لتر من منتجات النفط شهريًا عبر بحيرة فيكتوريا".
اقرأ أيضًا..
- كينيا تُحجم عن رفع أسعار الوقود أمام الغضب الشعبي
- صندوق النقد الدولي يطالب كينيا بمضاعفة ضريبة الوقود
- أسعار الوقود في تنزانيا تسجل أعلى زيادة خلال 4 أشهر