ألمانيا تغلق محطة كهرباء تعمل بالفحم.. وتطور مشروع هيدروجين
بعد مرور 6 سنوات فقط على افتتاحها
آية إبراهيم
أغلقت ألمانيا محطة كهرباء تعمل بالفحم في هامبورغ، بقدرة 1600 ميغاواط، بعد 6 سنوات فقط من افتتاحها بشكل أولي.
ويعتزم مالك محطة كهرباء "فاتنفول موربورغ"، التابعة لشركة فاتنفول السويدية، تطوير مشروع جديد لإنتاج الهيدروجين في الموقع نفسه، مُصمَّم لتحويل طاقة الرياح البحرية إلى هيدروجين أخضر، ما سيحدّ بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد، حسبما نشر موقع إينوفيشين.
إغلاق مبكر
شاركت "فاتنفول السويدية" في دفع الحكومة الألمانية لإيقاف التشغيل، للخضوع لإغلاق مبكر، مع استمرار عملها فقط دعمًا لمصادر الطاقة الأخرى.
يأتي إجراء الإغلاق بجزء من خطوة أكبر من قبل الحكومة الألمانية بما يتماشى مع قانون خروج الفحم، الذي يتطلب من كل مصنع فحم وقف العمل بحلول عام 2038.
تواجه محطات الفحم البني (اللغنيت) جدولًا زمنيًا صارمًا للإغلاق، لكن محطات الفحم الصلب ومصانع الليجنيت الأصغر قد تشارك في مناقصة الدولة، ومن المحتمل إغلاقها مبكرًا مقابل مبالغ مالية.
البصمة الكربونية
قالت المنظمة غير الحكومية روبن وود، إن إغلاق محطة موربورغ سيشهد انخفاضًا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية بنحو 9 ملايين طن، لكن المعارضين اقترحوا أن تبذل ألمانيا قصارى جهدها لإغلاق المصانع الأقدم والأكثر ضررًا بيئيًا أولًا.
على النقيض من ذلك، تراجعت أرباح "فاتنفول موربورغ"، خاصة في ظل ارتفاع أسعار آلية توليد الكهرباء بموجب النظام الأوروبي لتجارة الانبعاثات، والذي ينطبق على جميع مشغّلي محطات الفحم، وبناءً على ذلك، اختارت شركة فاتنفول أخذ العطاء إيقاف الخدمة مبكرًا.
في أعقاب تحديد أهداف الاتحاد الأوروبي للحدّ من غازات الاحتباس الحراري لعام 2030، ازدادت المطالبات حول إمكان إعادة النظر في اتفاقية خروج الفحم من مزيج الطاقة، لفرض موعد مبكر للتخلص التدريجي من محطات توليد الكهرباء بالفحم.
الأمر الذي يشير إلى سرعة تحوّل الدول الأوروبية بعيدًا عن البنية التحتية للطاقة كثيفة الكربون، خاصة أن محطة موربورغ للكهرباء، على سبيل المثال، بالكاد استمرت لفترة أطول من فترة الرئاسة الأميركية.
محطة موربورغ الهيدروجينية
فيما يتعّلق بتحويل موربورغ إلى محطة هيدروجين خضراء من طاقة الرياح البحرية، فمن المقرر أن يبدأ المشروع عام 2025.
ومن المتوقع أن يصبح أحد أكبر مصانع الهيدروجين في جميع أنحاء أوروبا، وفقًا لتقرير الطاقة النظيفة الصادر عن شركة فاتنفول.
وقال المسؤول الألماني في فاتنفول، كريستيان بارتيلي في التقرير، إن محطة توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم -التي تقرّر غلقها- لديها البنية التحتية اللازمة لإنتاج الهيدروجين على نطاق واسع من الطاقات المتجددة مثل الرياح البحرية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يثبت المشروع لأوروبا والعالم أن اقتصاد الهيدروجين حقيقي، ويمكن أن يُسهم بشكل كبير في إزالة الكربون من نظام الطاقة والصناعات الثقيلة.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تعتمد بشكل كبير على الفحم، لتغطية نحو ثلث احتياجات البلاد من الكهرباء.
اقرأ أيضًا..
- ألمانيا تُنهي عصر استخدام الفحم
- نشطاء المناخ غاضبون بعد تصويت ألمانيا على خروج الفحم المطوّل
- تحويل محطة فحم إلى هيدروجين في هامبورغ
- ميركل تعارض تقديم موعد التخلص من الفحم في ألمانيا