تقرير صادم: احتياطيات النفط أقل من المعلن
وانخفضت عن احتياطيات العام الماضي بأكثر من 9%
وحدة الأبحاث - الطاقة
احتياطيات النفط التي يمكن استخراجها أقل مما تعلنه الحكومات، وأقل مما أعلنته شركة النفط البريطانية في تقريريها الأخير، وأقل من احتياطيات العام الماضي، بسبب ضعف الاستثمارات في السنوات السابقة على خلفية انخفاض أسعار النفط، وفيروس كورونا، وكذلك بسبب استخدام طرق أحدث لتقدير هذه الاحتياطيات، هذا ما خلصت له شركة ريستاد إنرجي الاستشارية، وهي شركة استشارات متخصصة.
الأمر الصادم هو الفروق الكبيرة بين تقدير شركة ريستاد إنرجي، والتقديرات المعلنة لبعض الدول، خاصة ضمن دول أوبك، فشركة بي بي -والتي تنقل الأرقام الرسمية- ذكرت أن الاحتياطيات المؤكدة لدول أوبك بلغت 1.215 تريليون برميل.
بينما قالت شركة ريستاد إنرجي إن الاحتياطيات تبلغ 741 مليار برميل فقط!، وتركزت الفروق الكبيرة في إيران والعراق والإمارات والكويت ونيجيريا وليبيا، أما خارج أوبك فإن الفروقات الكبيرة تركزت في كندا وروسيا.
إلا أن الشركة أخذت مسارًا بعيدًا عن تخصصها وتحدثت عن الحياد الكربوني والتغير المناخي، بشكل يعبر عن أحلام طبقة معينة من المجتمع الأوروبي، خاصة في بلد النرويج.
تراجع احتياطيات النفط
أفاد التقرير بأن احتياطيات النفط التي يمكن استخراجها تراجعت بنحو 9.3%، مقارنة مع تقديرات العام الماضي، فقد كانت 1.903 تريليون برميل في العام الماضي وانخفضت الآن إلى 1.725 تريليون برميل.
ومن الطبيعي أن تنخفض احتياطيات النفط وقت الأزمات؛ لأنه مرتبط بشكل وثيق بالاستثمارات، والاستثمارات مرتبطة بالأسعار، والأسعار كانت منخفضة، في جو من عدم اليقين بشأن نمو الطلب على النفط وسط عمليات الإغلاق المتكررة جراء تفشي فيروس كورونا.
من هنا جاءت النتيجة التي أكدتها شركة النفط البريطانية، في تقريرها السنوي -الصادر حديثًا- والذي يقول بأن القطاع شهد أسوأ أزمة في 7 عقود العام الماضي.
الأمر الصادم في تقرير ريستاد إنرجي أن الاحتياطيات النفطية أقل مما أعلنته الدول النفطية.
وبما أن عام 2020 كان نادرًا بكل المقاييس، فإنه لا يمكن منطقيًا استشراف المستقبل من التغيرات التي حصلت فيه، ويبدو أن ريستاد إنرجي وقعت في هذا المطب وبدأت تتكلم عن هذا الانخفاض وكأنه سيستمر في المستقبل، ودوره في تحقيق الحياد الكربوني.
كما افترضت الشركة أن الإنتاج سينخفض لأقل من 50 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050 دون أي دليل على أن الطلب سينخفض بهذا الشكل، في دليل على الخلط بين التسويق والأهواء في التقرير.
ويقول رئيس قسم التحليل في ريستاد إنرجي، بير ماغنوس نيسفين، إنه بموجب هذا السيناريو سينخفض الإنتاج العالمي من النفط والغاز الطبيعي إلى أقل من 50 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050.
ووفقا لهذا السيناريو فإن إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ربما تقل قليلاً عن 450 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون حتى حلول عام 2100.
وهذا يتوافق مع كميات الكربون الخاصة بالهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التي حددت الاحترار العالمي عند 1.8 درجة مئوية بحلول عام 2100، بحسب نيسفين.
وبحسب تقرير بي بي، تراجعت انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة بنحو 6.3%، أو ما يعادل 2.1 غيغاطن العام الماضي، لتسجّل أدنى مستوى منذ عام 2011.
أميركا والصين أكبر الخاسرين
بحسب التقرير، فإن الاحتياطيات التي يمكن استخراجها -حاليًا- في الولايات المتحدة تبلغ 214 مليار برميل، بانخفاض 30 مليار برميل عن تقديرات العام الماضي.
وتكبّدت الصين ثاني أكبر خسارة؛ إذ تبلغ مواردها النفطية القابلة للاستخراج 50 مليار برميل، وهو ما يمثّل هبوطًا عن تقديرات العام الماضي بنحو 26 مليار برميل.
وتأتي احتياطيات المكسيك في المرتبة الثالثة، إذ تُقدّر بنحو 26 مليار برميل، بانخفاض قدره 12 مليار برميل عن العام الماضي.
دول أوبك أيضًا
فيما يتعلق بدول أوبك، خفّضت شركة أبحاث الطاقة توقعاتها لكميات النفط التي يمكن استخراجها من قبل الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط بمقدار 53 مليار برميل إلى 741 مليار برميل.
وكان أكبر هبوط في السعودية وإيران حيث انخفضت الاحتياطيات التي يمكن استخراجها بمقدار 11 مليار برميل، ولكن إذا نظرنا إلى الانخفاض كنسبة من إجمالي الاحتياطيات، نجد أن معدل الهبوط في إيران يقترب من ثلاثة أضعاف الهبوط في السعودية.
وبحسب تقرير ريستاد إنرجي، فإن الاحتياطيات التي يمكن استخراجها في السعودية تبلغ 288 مليار برميل، وهو أقل من تقدير شركة (بي بي) بنحو 9.5 مليار برميل حيث ذكر تقرير بي بي أن الاحتياطيات 297.5 مليار برميل.
أما إيران فإن ريستاد تقدير احتياطياتها بنحو 101 مليار برميل، بينما تقدر بي بي احتياطياتها بمقدار 157.8 مليار برميل، بفارق قدره 56.8 مليار برميل، وهو فارق ضخم ويعادل احتياطيات دول!
وبمقارنة أرقام ريستاد إنرجي مع بي بي، نجد فروقًا كبيرة بين أرقام ريستاد والأرقام المعلنة، فالاحتياطيات المعلنة للعراق 145 مليار برميل، بينما ريستاد تقول إنها 110 فقط.
ويوضح الجدول التالي أكبر الفروقات في دول أوبك، علما بأن عدم ذكر دول نفطية أخرى يعني أن احتياطياتها المعلنة قريبة من تقديرات ريستاد.
الأكثر امتلاكًا لموارد النفط
تحتفظ السعودية بمكانتها بوصفها أكبر دولة لديها احتياطيات مؤكدة عند 288 مليار برميل، وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بنحو 214 مليار برميل، ثم روسيا وكندا في المركزين الثالث والرابع عند 149 و138 مليار برميل على التوالي، بحسب التقرير.
وفي أميركا الوسطى والجنوبية لا تزال البرازيل في المرتبة الأولى من ناحية الاحتياطيات المؤكدة والبالغة 83 مليار دولار.
ووفقًا للتقرير، لا تزال النرويج تمتلك أكبر احتياطيات مؤكدة في أوروبا بنحو 19 مليار برميل، تليها المملكة المتحدة عند 10 مليارات برميل.
وفي أفريقيا، تحتفظ نيجيريا بالمرتبة الأولى بصفتها أكثر دولة لديها احتياطيات نفطية مؤكدة بنحو 20 مليار برميل، رغم انخفاضها بنحو 6 مليارات برميل عن تقديرات العام الماضي.
وعلى عكس التقديرات في معظم الدول، تُقدّر ريستاد إنرجي ارتفاع الاحتياطيات المؤكدة في أستراليا بمقدار ملياري برميل عند 23 مليار برميل.
اقرأ أيضًا..
- تعرف على ترتيب وإنتاج أكبر الدول النفطية في العالم (موشن غرافيك)
- من بينها 3 بلدان عربية.. قائمة أكبر الدول المنتجة للنفط في أفريقيا (8 رسوم بيانية)