توقعات بوصول استهلاك وقود الطائرات لمستويات ما قبل الوباء في 2024
مصافي التكرير تنتظر تعافي حركة الطيران الآسيوية
نوار صبح
- يستغرق انتعاش السفر الجوي في آسيا 3 سنوات إضافية للتعافي من تداعيات كوفيد-19
- تشير جداول المواعيد المطوًلة إلى الصعوبات التي تواجه النقل الجوي في آسيا
- من غير المرجح أن يقدّم قطاع الطيران في آسيا دعمًا كبيرًا لمصافي التكرير
- يمثّل استخدام وقود الطائرات في آسيا ثلث الاستهلاك العالمي في عام 2019
من المتوقع أن يتأخر تعافي الطلب على وقود الطائرات بشكل تام، نتيجة تفاوت الانتعاش في وتيرة الرحلات الجوية وتفشّي متحوّر دلتا.
وقد شهدت الأسابيع الأخيرة تعافي الطلب في أوروبا والولايات المتحدة، ما عوّض عن تراجع الطلب في الصين والهند.
وتحسّن الطلب على وقود الطائرات في مطلع يونيو/حزيران، الذي لا يزال دون مستويات ما قبل الوباء بنسبة 30%، وفقًا لدراسة أصدرها منتدى الطاقة الدولي، مؤخرًا، واستندت إلى المعلومات المتاحة وإحصاءات المطارات في 40 دولة.
تباطؤ النقل الجوي في آسيا
من المتوقع أن يستغرق انتعاش السفر الجوي في آسيا 3 سنوات إضافية للتعافي من التداعيات القاسية لوباء كوفيد-19، ما ينعكس سلبًا على مصافي التكرير التي تنتج وقود الطائرات، حسب وكالة بلومبرغ.
ووفقًا لاتحاد النقل الجوي الدولي (أياتا)، سيستغرق وصول السفر الجوي في قارّة آسيا إلى مستويات ما قبل تفشّي الوباء حتى عام 2024، بعد عام من تحقيق حركة المرور العالمية هذا الهدف.
وكشفت شركة "إنرجي أسبكتس" الاستشارية البريطانية، أن استهلاك وقود الطائرات سيصل إلى مستويات ما قبل الوباء فقط في 2023-2024.
وتشير جداول المواعيد المطوّلة إلى الصعوبات التي تواجه النقل الجوي في آسيا والعواقب المحتملة على وقود الطائرات، الذي يُعدّ جزءًا مهمًا وتقليديًا من سوق المنتجات النفطية.
وقد أدّى التحدي الذي يمثّله متحوِّر دلتا سريع الانتشار، وعمليات الإغلاق المستمرة، وتدنّي معدلات التطعيم في العديد من البلدان إلى انتكاس الانتعاش، رغم استمرار الولايات المتحدة وأوروبا في تحفيز قطاع الطيران.
- الطلب العالمي على وقود الطائرات قد يتعافى كاملًا بحلول 2023 (دراسة)
- مبيعات وقود الطائرات الأسترالية تنخفض لأدنى مستوى منذ 27 عامًا
- قطاع الطيران في الصين يتخطى مستويات ما قبل كورونا
ومن غير المرجح أن يقدّم قطاع الطيران في آسيا دعمًا كبيرًا لمصافي التكرير، التي تعالج النفط الخام من الشرق الأوسط وأماكن أخرى إلى وقود، وتعاني من ضغوط شديدة في المنطقة.
الطلب على السفر الجوي
قال مدير المبيعات الإقليمي لليابان وآسيا والمحيط الهادئ لدى مؤسسة تحليلات الطيران "أو إيه جي"، مايور باتيل، إن أوروبا ودول أميركا الشمالية شهدت طلبًا قويًا خلال العطلات، ونتيجة قيام الاتحاد الأوروبي بتخفيف متطلبات الحجر الصحي والإغلاق.
وأضاف أن هذا الطلب القوي لا ينطبق على آسيا، إذ أدّى تدنّي معدلات التطعيم والإغلاق المفاجئ والحادّ، واللوائح غير المتّسقة إلى إبطاء التعافي في حركة السفر الجوي.
تجدر الإشارة إلى أن إندونيسيا - أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا- تجاوزت حصيلة الهند لحالات الإصابة اليومية، هذا الأسبوع فقط، وأصبحت تمثّل مركزًا جديدًا لمتحوّر دلتا شديد العدوى.
في المقابل، تكافح ماليزيا لاحتواء تفشّي المرض مؤخرًا، كما فرضت العاصمة سيول في كوريا الجنوبية أشدّ القيود حتى الآن، وتستعد اليابان لاستضافة الألعاب الأولمبية بون جمهور.
فقاعة السفر الجوي
من المتوقع أن يستغرق استئناف السفر الدولي في آسيا وقتًا أطول من بقية دول العالم، على الرغم من وجود إشارات على أن بعض البلدان الآسيوية، بما في ذلك سنغافورة، تعيد التفكير في موقفها من الانفتاح على إلغاء الحجر الصحي.
ووفقًا لدبلوماسي أسترالي، من المرجح الآن أن تحدث خطة أستراليا لإطلاق فقاعة سفر خالية من الحجر الصحي في ولاية المدينة فقط بحلول نهاية العام.
وقال متحدث باسم اتحاد النقل الجوي الدولي (أياتا)، إنه يتوقع استئناف حركة المسافرين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الدولية في أوائل عام 2022 على أقرب تقدير، ومن غير المرجح أن تبدأ الحكومات في رفع الضوابط قبل أن ينتشر التطعيم بشكل كافٍ للحدّ من عدوى المجتمع.
تأثّر مصافي التكرير
يرى محللون أن على مصافي تكرير وقود الطائرات انتظار تعافي حركة السفر الجوي لفترة طويلة.
ونتيجة ضعف الطلب، بلغ هامش صناعة وقود الطائرات في آسيا 5.75 دولارًا للبرميل في الساعة 2:23 مساءً في سنغافورة، مقارنة بـ 15.54 دولارًا في ديسمبر/ كانون الأول 2019، وفقًا لبيانات بلومبرغ للقيمة العادلة.
ووفقًا لشركة "إنرجي أسبكتس" الاستشارية البريطانية، يمثّل استخدام وقود الطائرات في آسيا ثلث الاستهلاك العالمي في عام 2019.
وتمثّل الأرقام الإجمالية للرحلات الجوية في المنطقة - المحلية والدولية، حاليًا، 70% من مستويات ما قبل الفيروس، ولكن إذا استُبعِدَت الصين فهي 40% فقط، وفقًا للمحلل جورج ديكس.
وأضاف ديكس أنه يتوقع حاليًا ألّا يصل الطلب الآسيوي على السفر الجوي إلى مستويات ما قبل الوباء حتى 2023-2024، على الرغم من أن السفر المحلي سوف يتعافى إلى حدّ كبير بحلول نهاية عام 2022.
وتقول المحللة لدى شركة "فاكتس غلوبال إنرجي"، سري بارافايكاراسو، إنه بالنظر إلى التحديات، ستواصل مصافي التكرير الإقليمية إعادة تحويل الكيروسين، الذي يشمل وقود الطائرات، إلى وقود الديزل هذا الربع، بهدف الاستفادة من الطلب وقود التدفئة الشتوي في الربع التالي.
وأوضحت أن التعافي الكامل للسفر الجوي الدولي لا يزال أمامه طريق طويل، حسب وكالة بلومبرغ.