رئيسيةأخبار النفطتقارير النفطنفط

شركات النفط العملاقة تستعين بجماعات الضغط للهيمنة على ولاية نيو مكسيكو

يستغلون علاقاتهم بمسؤولي الولايات

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • "إف تي آي كونسلتينغ" تمنح عملاءها من شركات الطاقة فرصة التواصل مع المسؤولين
  • دفعت مدينة كارلسباد ومقاطعة إيدي معًا أكثر من 50 ألف دولار مقابل خدمات التأثير
  • لجأت "إف تي آي كونسلتينغ" إلى مساعدة الصحافة المشاكسة بطريقة لاستخدام نفوذها

تُوطِّد شركات النفط العملاقة في الولايات المتحدة الأميركية علاقتها مع أصحاب القرار في مناطق عملها، خشية أن تلقى معارضة لأعمالها التي تمثّل مخاطر صحية ومناخية على سكّان المناطق المجاورة ومواردهم.

وتولّت جماعات الضغط المؤثّرة حشد التأييد الرسمي والشعبي لتحقيق أهداف تلك الشركات، حين دقّت أجراس الإنذار في جنوب شرق ولاية نيو مكسيكو، عندما أوقف الرئيس جو بايدن عقود إيجارات التنقيب عن النفط والغاز بالأراضي الفيدرالية، في وقت سابق من هذا العام.

وقد أعرب المسؤولون في مقاطعة إيدي، التي تمتلك، إلى جانب مقاطعة ليا المجاورة، حصة نيو مكسيكو من حوض بيرميان الغني بالنفط والغاز، عن قلقهم إزاء التداعيات الاقتصادية المحتملة، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.

وتقع مقاطعة إيدي في صحراء تشيهواهوان في المنطقة الجنوبية الشرقية، المؤيدة للحزب الجمهوري، في ولاية نيو مكسيكو، وهي منطقة صناعية ريفية، حيث تعمل كبرى الشركات في قطاعات التعدين والنفط والغاز.

دور جماعات الضغط

بدا أن قادة المقاطعتين يعتمدون على حلفائهم المؤثّرين، بما في ذلك شركة الضغط الدولية "إف تي آي كونسلتينغ"، للإبقاء على أنشطتها.

وقال مدير المقاطعة، ألين ديفيس، معلِّقًا على إيقاف عقود إيجارات التنقيب عن النفط والغاز على الأراضي الفيدرالية، إن هذه الأخبار مخيّبة للآمال.

تجدر الإشارة إلى أن شركة "إف تي آي كونسلتينغ" اشتهرت باستشارات الشركات الكبرى، وعملت سابقًا بالنيابة عن كبرى شركات النفط والغاز مثل: إكسون موبيل وشيفرون وسيماريكس.

كما إن الشركة أبرمت طوال السنوات العديدة الماضية، عقود ضغط مع عملاء أصغر حجمًا، مثل: مقاطعة إيدي ومدينة كارلسباد، مقرّ المقاطعة.

إضافة لذلك، تمكّنت شركة "إف تي آي كونسلتينغ" من منح عملائها من شركات الطاقة فرصة التواصل مع المسؤولين المحليين، علمًا أن الشركة وإحدى الشركات التابعة لها غير مسجَّلتين في جماعات ضغط في الولاية.

تمويل جماعات الضغط

دفعت مدينة كارلسباد ومقاطعة إيدي معًا، في الربع الأول من هذا العام وحده، ما لا يقلّ عن 50 ألف دولار، مقابل خدمات التأثير التي تقدّمها شركة "إف تي آي كونسلتينغ".

علاوة على ذلك، ساعدت جهود الضغط الممولة من القطاع العامّ في الحفاظ على موطن صناعة الوقود الأحفوري في نيو مكسيكو، وهي الولاية التي انتقدت مجتمعات السكّان الأصليين فيها سياسات النفط والغاز السابقة بوصفها عنصرية بيئية، بسبب تأثيرها في صحّتهم وأراضيهم.

ورغم عدم وضوح ما حققته جماعة الضغط التي تمارسها شركة "إف تي آي كونسلتينغ" في جنوب شرق نيو مكسيكو، فإن للشركة علاقات وثيقة مع الصناعات الاستخراجية.

كما إن علاقة الشركة مع المناطق المحلية الصغيرة في مدينة كارلسباد ومقاطعة إدي، أمر غير معتاد، خاصة بالنسبة لشركة بحجم شركة "إف تي آي كونسلتينغ".

ويرى المحللون أن التعاقد مع شركة "إف تي آي كونسلتينغ" كان بالنسبة لمدينة كارلسباد ومقاطعة إدي، إحدى الطرق لمحاولة الحفاظ على الوضع الراهن لأنشطة الحفر.

ولجأت "إف تي آي كونسلتينغ" إلى مساعدة الصحافة المشاكسة، بطريقة لاستخدام نفوذها نيابة عن مسؤولي ولاية نيو مكسيكو.

التكاليف المرافقة لمكاسب عمليات الحفر

في بادئ الأمر، استحوذت الصناعة الاستخراجية على مجتمع تربية المواشي، في مقاطعة إيدي، المخصص أولًا للبوتاس المعدني، ولاحقًا للنفط والغاز، كما ازدحمت الطرق بالشاحنات، وأصبح الإسكان أقلّ تكلفة حيث انتقل العمّال العابرون إلى الشقق وحدائق وفنادق "آر في" الفاخرة.

وتُعدّ المنطقة موطن متنزه "كارلسباد كافيرنز" الوطني، ومتنزه "غوادالوب ماونتينز" الوطني، وهي مواقع سياحية رئيسة يمكن أن تتعرض للتهديد بسبب الرافعات وخطوط الأنابيب، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.

في المقابل، يمكن أن تتعرض الحياة البرية، على طول نهر بيكوس، للتهديد من خلال النشاط الصناعي الموسع، بما في ذلك بلح البحر في تكساس المهدد بالانقراض.

ويرى مراقبون أن العلاقة الوثيقة بين المسؤولين الحكوميين وشركات الوقود الأحفوري، التي تسهّلها شركة ضغط عدوانية، ليست في مصلحة سكّان كارلسباد.

وقالت كبيرة مديري برنامج الوقود الأحفوري في مؤسسة "أصدقاء الأرض"، نيكول غيو، إن تحويل أموال الضرائب المحلية إلى شركات الضغط من أجل حماية مصالح شركات النفط يفسد الإصلاحات اللازمة لشعب كارلسباد ومقاطعة إيدي.

وأضافت أن التنقيب عن النفط والغاز، الذي انتعش في مقاطعة إيدي، ومن المتوقع أن ينمو كثيرًا، يمثّل المحرّك الرئيس لانبعاثات الأوزون وأنواع أخرى من تلوّث الهواء التي تسبّب مشكلات صحّية، وتؤدي إلى أزمة المناخ.

ووفقًا لجمعية الرئة الأميركية، تعدّ نوعية الهواء في مقاطعة إيدي من بين الأسوأ في البلاد، حيث أعطتها الجمعية أسوأ الدرجات في تلوّث الأوزون، الذي يمكن أن يسبّب مشكلات صحية لا تعدّ ولا تحصى، ابتداءً بآلام الصدر، ثم ضعف وظائف الرئة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق