أوابك تحدد 4 مميزات للمنطقة العربية في سباق الهيدروجين
ورقة عمل: الزخم الدولي يدور حول تقديم الهيدروجين مصدر طاقة نظيفًا ومتكاملًا
- ضرورة تحديث خطط الطاقة الوطنية لتأخذ في الاعتبار الدور المستقبلي للهيدروجين
- الاستفادة من انخفاض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأزرق بما يضمن استغلال موارد الغاز
- إنشاء مراكز للبحوث حول تقنيات إنتاج الهيدروجين وتطبيقاته
- إعداد كوادر مؤهلة للعمل مع تقنيات الهيدروجين
- نشر الوعي والثقافة حول الهيدروجين وقواعد الأمن والسلامة المرتبطة به
اختتمت منظمة أوابك الندوة الإقليمية التي نظّمتها حول أهمية الهيدروجين، والتي كانت قد انطلقت عبر تقنية الاتصال المرئي، بمشاركة أكثر من 200 خبير، ومتحدثين من 8 جهات دولية، وحضرتها منصة "الطاقة".
وقدّم خبير الصناعات الغازية بالمنظمة المهندس وائل حامد عبدالمعطي، الورقة الرئيسة في الجلسة الأولى بعنوان "دور الهيدروجين في عملية تحوّل الطاقة"، حيث أشار إلى وجود نحو 17 تقنية يمكن استخدامها لإنتاج الهيدروجين.
وأضاف أن هذه التقنيات تنقسم حسب نوع المادة الخام، ومصدر الطاقة المستخدمة، موضحًا أن الهيدروجين المنتج من الوقود الأحفوري (الغاز الطبيعي والفحم) يشكّل نحو 99% من إنتاج العالم، ويتسبّب في انبعاثات تصل إلى أكثر من 800 مليون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون، بينما يشكّل الهيدروجين الأخضر المنتج باستخدام الطاقة المتجددة 1%.
وأوضح أن الزخم الدولي يدور حول الهيدروجين الأخضر الذي لا يطلق انبعاثات كربونيه خلال عملية إنتاجه، وأن الهيدروجين الأزرق (المنتج من الوقود الأحفوري مع التقاط وتخزين الكربون) يتماشى أيضًا مع التوجهات الدولية، حيث يقلل الانبعاث بنسبة تصل أكثر من 90%، لكن تطبيقه محدود للغاية.
الهيدروجين في المنطقة العربية
أوضح خبير أوابك أن المنطقة العربية تعدّ واعدة للاستثمار في الهيدروجين، نظرًا لـ 4 سمات رئيسة، أوّلها، الموقع المتميز، وثانيها، علاقاتها الراسخة مع الأسواق القريبة، وثالثها، شراكاتها الإستراتيجية مع شركات الطاقة العالمية، ورابعها، أنها الأرخص في تكلفة الإنتاج، نظرًا لتوافر الموارد المطلوبة بصفة مصادر الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي.
فتكلفة الهيدروجين الأزرق تُقدّر بنحو 0.9-1.5 دولارًا لكل كيلوغرام، وهي الأقلّ عالميًا، ونظرًا لما تملكه المنطقة من مقومات وعوامل جذب، فقد شهدت الآونة الأخيرة قفزة في عدد الخطط المعلنة للاستثمار في مشروعات الهيدروجين بالدول العربية، والتي بلغت نحو 18 مشروعًا منها 12 للهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، و4 للهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء، و2 لتطبيقات الهيدروجين في النقل.
وبالرغم من تلك المقومات، فإن هناك جملة من التحديات التي قد تعوق الاستثمار في هذه الصناعة الواعدة، منها ما يرتبط بغياب الإجراءات التنظيمية للسوق، وما يتعلق بالجدوى الاقتصادية بسبب التكلفة العالية في مشروعات إنتاج الهيدروجين وفي تطبيقات استخدامه.
فعلى أساس القيمة الحرارية تصل تكلفة إنتاج الهيدروجين الرمادي في المنطقة العربية إلى 8 دولارات/مليون وحدة حرارية بريطانية، بينما تصل في حالة الهيدروجين الأزرق إلى 13 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية، وقد تصل إلى 30 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية في حالة الهيدروجين الأخضر، وهي تكلفة تزيد بعدّة أضعاف عن الغاز الطبيعي.
السوق الحالية للهيدروجين
أوضح عبدالمعطي أن السوق الحالية للهيدروجين تُعدّ ضخمة ومتنامية، حيث يصل إجمالي الطلب على الهيدروجين النقي -وخليط الهيدروجين مع غازات أخرى مثل أول أكسيد الكربون- إلى أكثر من 115 مليون طن سنويًا، ويُدرّ عشرات المليارات من الدولارات سنويًا، لكن يظل استخدامه الرئيس مادةً خامًا في القطاعات المختلفة مثل تكرير النفط الذي يستحوذ على 33% من إجمالي الطلب، وصناعة الأمونيا 27%، والميثانول 10%، بينما تشكّل نسبة الـ30% المتبقية استخدامه مصدرًا للحرارة".
واستطرد: "لكن الزخم الدولي الراهن يدور حول تقديم الهيدروجين مصدرًا للطاقة نظيفًا ومتكاملًا مع بقية مصادر الطاقة الأخرى، ما يتطلب التوسع في بناء سلسلة قيمة للهيدروجين ذات مرونة بداية من الإنتاج مرورًا بالتخزين والتوزيع حتى يصل إلى مستخدميه".
الهيدروجين وانتقال الطاقة
يمكن للهيدروجين أن يُسهم بدور فعّال في تحقيق انتقال الطاقة من خلال 3 أدوار، وهي التكامل مع مصادر الطاقة المتجددة ذات الطبيعة المتقطعة، بحيث يمكن الاستفادة من فائض إنتاج الكهرباء المتجددة في توليد الهيدروجين وتخزينه للاستخدام لاحقًا لتعويض فترات نقص الكهرباء، ودمجه بصفة عضو جديد في منظومة الطاقة العالمية، لضمان تنوّعها واستدامتها لعقود مقبلة.
وقال خبير منظمة أوابك، إن الهيدروجين بوصفه مصدرًا للطاقة يمكنه اختراق عدّة قطاعات تتسبّب في انبعاثات كبيرة لغاز ثاني أكسيد الكربون، مثل قطاع النقل الذي يُسهم بنحو 23% من تلك الانبعاثات الكربون عالميًا، والقطاع الصناعي 23% من إجمالي الانبعاثات، ومن ثم نزع الكربون من تلك القطاعات، للمساهمة في تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
توقعات الطلب على الهيدروجين
في ضوء الخطط والمبادرات الراهنة، من المتوقع ارتفاع الطلب على الهيدروجين عدّة أضعاف خلال العقود المقبلة، ليصل إلى 650 مليون طن سنويًا بحلول 2050، وقد يكون للهيدروجين دور مهم في نزع الكربون من قطاع النقل الذي سيمثّل سوقًا واعدة للهيدروجين، عبر استخدامه في خلايا الوقود مستحوذًا على ثلث الطلب العالمي تقريبًا، بحلول 2050.
ومن المتوقع أن تشهد سوق النقل قفزة هائلة في عدد المركبات العاملة بخلايا الوقود التي قد تصل إلى 10 ملايين مركبة عام 2030، مقارنة بنحو 50 ألف مركبة عام 2020، حسبما قاله عبدالمعطي.
لقراءة المزيد..
- أوابك: الدول العربية تملك بنية تحتية ضخمة يمكن استغلالها للهيدروجين
- أوابك: زخم دولي غير مسبوق على مشروعات الهيدروجين
- أوابك تطرح 5 توصيات للدول العربية بشأن مستقبل الهيدروجين