اليابان ترفض التخلي عن استثمارات النفط في رحلتها إلى الحياد الكربوني
احتجاز الكربون وتخزينه سيكون حصان مزيج الطاقة الأسود في 2050
حياة حسين
أكد مصدر ياباني مسؤول أن بلاده ستعمل على تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بالاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة المختلفة، لكن دون التخلي عن تنمية صناعة الوقود الأحفوري.
وتوقّع مدير قطاع النفط والغاز في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، تاكشي سودا، أن يؤدي تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 إلى خفض الطلب على الفحم بنسبة 90%.
النفط والغاز
قال سودا -في حوار مع منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس" أمس الجمعة- إن تحقيق الحياد الكربوني في الموعد المحدد سيهبط -أيضًا- بالطلب على النفط بنسبة 75%، وبالغاز 90%.
إلا أن المسؤول الياباني يبدو غير واثق بتحقق هذا المستهدف، لذلك ستعمل بلاده على تطوير صناعة النفط والغاز، وتعزيز معدلات نموها، دون الإخلال بهدف الحياد الكربوني.
تصريحات سودا تأتي في وقت تعمل فيه الوزارة على مراجعة إستراتيجية الطاقة في البلاد.
وأوضح سودا أن طوكيو تسترشد في مراجعة إستراتيجيتها بتقرير وكالة الطاقة الدولية الذي أصدرته في مايو/أيار الماضي، بشأن سيناريو تحقيق الحياد الكربوني.
وأشار سودا إلى أن هذا السيناريو يعتمد على أكثر من 400 قطاع وتقنية، يجب أن تتطوّر لتحقيق الحياد الكربوني في ظلّ ظروف أخرى.
وقال سودا: "لا نعرف ما إذا كان هدف الحياد الكربوني يمكن تحقيقه من عدمه بحلول 2050.. إذا تحقق فستتراجع معدلات الطلب على النفط والغاز والفحم".
وأضاف: "بينما تقول وكالة الطاقة الدولية إنه مسار واحد -فقط- لتحقيق انبعاثات صفرية، فإن اليابان لا تنوي الامتناع عن تطوير صناعة النفط والغاز".
الطلب الآسيوي
يبرر المسؤول الياباني، عزم بلاده الاستمرار في الاستثمار في النفط والغاز، قائلا :"إن هناك توقعات بنمو الطلب من آسيا والاقتصادات الناشئة الأخرى، ودون تحقيق تنمية مناسبة للنفط والغاز، ستكون هناك فجوة بين العرض والطلب، ما يدفع الأسعار إلى الارتفاع الكبير، وهو ما يقلق بلادي بشكل متزايد".
وتعتمد اليابان على توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري بنسبة 90%، وتستورد 99% من هذا الوقود من الخارج.
ومع ذلك يرى سودا أن الطلب على النفط والغاز في بلاده يشهد تراجعًا، ما يعني تمهيد الطريق لتحقيق الحياد الكربوني.
وأوضح سودا أن اليابان تُعدّ أقل دول مجموعة السبع الكبار كفاءة في الطاقة الأولية، "لذلك نرغب في زيادة نسبة إسهام الشركات المحلية في مشروعات الطاقة قدر الإمكان.. سنضع النسبة المستهدفة في الإستراتيجية الجديدة".
وبدأت اليابان بحث إمكان زيادة الاعتماد على الهيدروجين والأمونيا في إستراتيجية الطاقة الجديدة، إذ من المتوقع أن يلعبا دورًا رئيسًا في تحقيق الحياد الكربوني.
إلا أنه مع محدودية مساحة الأراضي في اليابان، وعدم توافر الوقود الأحفوري، فإن اليابان لن تكون قادرة على إنتاج كميات مناسبة من الهيدروجين والأمونيا لتلبية الطلب المحلي عليهما.
الهيدروجين والأمونيا
قال سودا: "نحن نتوقّع أن نحتاج استيراد كميات من الهيدروجين والأمونيا حتى في عصر الحياد الكربوني.. ستتعامل البلاد مع كليهما بالطريقة نفسها التي تتعامل مع النفط والغاز حاليًا".
وتابع أنه وفق مقترح لمزيج الطاقة الياباني في 2050، أصدرته الوزارة في ديسمبر/كانون الأول، فإن اليابان ستواصل الاعتماد على الوقود الأحفوري في توليد الطاقة الحرارية، وأيضا احتجاز الكربون وتخزينه.
واستبعد سودا أن تنخفض واردات اليابان من الوقود الأحفوري إلى الصفر في 2050 لتحقيق الحياد الكربوني، إذ ستحتاج البلاد إلى احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه فقط، وهناك احتمالات لاستيراد الغاز الطبيعي المسال بوصفه مادة وسيطة لإنتاج الهيدروجين.
ومقترح ديسمبر/كانون الأول لمزيج الطاقة، يعتمد على الوقود الأحفوري والطاقة النووية، والتعامل مع الكربون بنسبة 30-40%، و50-60% للطاقة المتجددة، و10% للهيدروجين والأمونيا.
ورغم أن المقترح يفتح أبواب كل مصادر الطاقة لمزيج عام 2050، فإن سودا يرى أن احتجاز الكربون وتخزينه سيكون الحصان الأسود للمزيج.
اقرأ أيضًا..
-
اليابان تخصص 3.4 مليار دولار لتسريع البحث والتطوير في مجال الهيدروجين
-
اليابان تقدم حوافز لدعم احتجاز الكربون في مشروعات النفط والغاز
- اليابان تخشى الرهان على الطاقة الجديدة.. وتدرس زيادة إنتاج النفط والغاز