انفراجة بأزمة الكهرباء في العراق.. زيادة الإنتاج وتراجع الاستهدافات
بعد أسبوع واحد من أزمة الانقطاع الشامل للكهرباء، سجّل العراق، اليوم الجمعة، مستويات قياسية من إنتاج الطاقة الكهربائية، وصلت إلى نحو 20 ألفًا و642 ميغاواط.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تراجع استهداف أبراج نقل الطاقة الكهربائية، التي تشكّل واحدة من كبرى الأزمات التي يعانيها العراق، وتتسبب في قطع التيار عن العديد من المدن والمحافظات.
ومنذ الانقطاع الشامل للكهرباء يوم الجمعة الماضي، شكّل العراق خلية أزمة برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وعضوية العديد من الوزارات والجهات المعنية، عملت على وضع حلول جذرية لمشكلات الكهرباء التي تتسبّب في غضب المواطنين، وتدفعهم إلى الخروج في مظاهرات، للمطالبة بإقالة الوزير ماجد مهدي حنتوش، الذي قدم استقالته استجابة إلى هذه المطالب.
تعاون بين الوزارات
قال المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى، إن وزارات النفط والموارد المائية والدفاع والداخلية ساندت عمل الكهرباء من خلال تسخير أفواج الطوارئ والحماية لتأمين البنى التحتية لقطاع الكهرباء، التي ما زالت تُستهدف حتى الآن، ولكن أصبح الاستهداف بجزئيات معينة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية.
وأضاف أن الجهد التعاوني أسهم بأن تكون هناك غرفة عمليات داعمة لمحطات العمل والإنتاج، وفك الاختناقات، مبينًا أن هناك مساعي حكومية لزيادة الغاز المورد من الجانب الإيراني، الذي أدى إلى تشغيل بعض المحطات التوليدية التي كانت متوقفة، والذي أسهم في حل الأزمة، والنهوض بالواقع الكهربائي.
وأكد أن حمل منظومة الكهرباء وصل إلى 20 ألفًا و642 ميغاواط، وهو إنتاج غير مسبوق وانعكس إيجابًا على تجهيز الكهرباء.
صيانة محطات الكهرباء
أشار إلى أن ما وصلت إليه المنظومة من أحمال كان يُفترض أن تصل إليها من خلال الصيانات الدورية للمعدات، وبالتالي عدم إقرار الموازنة وعدم تخصيص الأموال للصيانة أثرا على مستوى التوليد، بالإضافة إلى تراجع إمدادات الغاز الإيراني نتيجة عدم تسديد الديون وتشغيل المحطات بالوقود الثقيل أثر سلبًا على كفاءتها.
ولفت موسى إلى أن الوزارة تمتلك من الكفاءات والإدارات والخطط الرصينة، التي تُتابع من قِبل رئيس الوزراء الكاظمي والنائب الأول لمجلس النواب حسن الكعبي، موضحًا أن الوزارة لا تحتاج إلى وجود الخبراء بقدر حاجتها إلى شركات عالمية مختصة بالطاقة لتطوير قطاع الكهرباء.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي دعا إلى خروج مظاهرات لإقالة الوزير حنتوش، دعا إلى الاستعانة بشركات عالمية لإعادة تأهيل قطاع الكهرباء في البلاد.
الغاز الإيراني
أضاف المتحدث العراقي أنه بالاتفاق مع وزارة الكهرباء قامت الحكومة الإيرانية بزيادة ضخ الغاز الإيراني لتجهيز المحطات، وهو مستقر حاليًا، وستشهد الأيام المقبلة استمرارا في تجهيز الطاقة الكهربائية للمواطنين.
وكان العراق قد أعلن الثلاثاء الماضي عن اتفاقات لرفع إطلاقات الغاز وإعادة الخطوط الإيرانية، خلال استقبال وكيل الوزارة لشؤون الإنتاج، عادل كريم، القائم بأعمال السفارة الإيرانية لدى العراق، موسى علي زاده.
وجاءت الخطوة الإيرانية بعد نحو أسبوع من قيام طهران بقطع إمدادات الكهرباء عن العراق، فضلًا عن تراجع إمدادات الغاز، في محاولة للضغط على بغداد، لسداد المديونيات مقابل الكهرباء والوقود.
الربط الكهربائي
من جهة أخرى، بحث العراق، أمس الخميس، مع الأردن مشروع الربط الكهربائي، الذي تعول عليه بغداد في سد احتياجاتها من الطاقة وأن تكون ممرًا لتصدير الطاقة إلى أوروبا.
وناقش الاجتماع -الذي جمع عادل كريم مع السفير الأردني لدى العراق منتصر الزعبي- اتفاقية الربط الكهربائي العراقي الأردني، الموقعة في سبتمبر/أيلول 2020، والمتضمنة مشروع ربط شبكة الكهرباء ونقل الطاقة الكهربائية بين البلدين خلال 26 شهرًا الذي تنفذه شركة "جنرال إلكتريك".
ويتضمن المشروع تبادل الكهرباء بين الجانبين وإقامة خط (ريشه - قائم)، ونصب محطة القائم التحويلية 400 كيلوفولت بطول 300 كيلومتر.
والمشروع من المقرر أن يزوّد العراق بنحو 150 ميغاواط في المرحلة الأولى، وصولًا إلى 960 ميغاواط.
ويُعدّ المشروع اللبنة الأولى للربط الثلاثي (العراقي الأردني المصري) ونقطة انطلاق إقليمية للربط الكهربائي عن طريق تبادل المنفعة بين الدول وجعلها ممرًا لنقل الطاقة.
اقرأ أيضا..
- خاص - أبرز المرشحين لخلافة حنتوش في وزارة الكهرباء العراقية
- استمرار استهداف أبراج الكهرباء يهدد بتفاقم الأزمة في العراق
- استهداف جديد لخطوط الكهرباء في العراق.. والحكومة تضع 6 حلول عاجلة للأزمة