في مقابل الليثيوم.. توجّه هندي لإدخال بطاريات الألمنيوم سوق المنافسة
وفرة البوكسيت تدفع الهند إلى تقليل الاعتماد على الواردات
آية إبراهيم
تتوجّه الهند -حاليًا- إلى الاستثمار في تكنولوجيا البطاريات المعتمدة على الألمنيوم بدلاً من الليثيوم، وذلك بهدف تقليل الاعتماد على المواد والتكنولوجيا المستوردة، خصوصًا من الصين.
ويدعم هذا التوجّه قلة الخيارات التي تملكها الهند في إنتاج الليثيوم -المعدن الرئيس للجيل الحالي من بطاريات السيارات الكهربائية- في الوقت الذي تحتوي فيه غاباتها الشرقية على احتياطيات كبيرة من البوكسيت، وهو الخام المستخدم في صناعة الألمنيوم.
وضمن هذه المساعي، بدأت إنديان أويل كوربوريشن، أكبر شركة لتكرير النفط في البلاد، بالتعاون مع شركة فينيرجي الإسرائيلية المحدودة، تطوير بطارية الألمنيوم الهوائية للشركة الإسرائيلية، حسب مانشره موقع ذا إكونومويك تايمز.
وفرة الألمنيوم
قال مدير البحث والتطوير في إنديان أويل، راماكومار، إن بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أشارت إلى أن الهند من بين أكبر 10 منتجين للبوكسيت، ولديها نحو 600 مليون طن من الخام في الاحتياطيات المؤكدة.
يأتي ذلك على الرغم من أن وزارة التعدين الهندية تقدّر الموارد غير المُستغلة بأنها قد تكون أضعاف هذا الرقم.
وأضاف راماكومار: "استثمرت الدولة بكثافة في إنتاج الألمنيوم على مر السنين، لتصبح ثاني أكبر مصهر للألمنيوم في العالم".
وطبقًا لوكالة بلومبرغ إن إي إف، في لندن، فإن الألمنيوم يعّد أفضل من الليثيوم، ولكن مع الانخفاض المستمر في أسعار الأنظمة القائمة على الليثيوم، سيكون المطورون مضطرين للعثور على تطبيقات متخصصة، ليصل الألمنيوم والأكسجين إلى مرحلة المنافسة.
وقال راماكومار إن بطارية الألمنيوم الهوائية يمكن أن تتفوّق على بطارية الليثيوم أيون المنافسة من ناحية التكلفة المنخفضة، كما أن المركبات التي تستخدمها ستتمتع بمدى سير أطول، إلى جانب كونها أكثر أمانًا.
بطارية الألمنيوم الهوائية
تعمل بطارية الألمنيوم عن طريق الضغط على الكهرباء المتولدة عندما تتفاعل صفائح الألمنيوم مع الأكسجين الموجود في الهواء، وتتميز واحدة من أعلى البطاريات كثافة في الطاقة.
لكن نظام بطارية الألمنيوم الهوائية لا يخلو من العيوب التي منعته من الاستخدام على نطاق واسع منذ أن اقتُرح لأول مرة في الستينات، ومن أهم تلك العيوب تكلفة المواد التي تُضاف إلى البطارية لمنع انخفاض الطاقة، كما أنه لا يسمح بإعادة شحن الخلايا.
وتقترح خطة فنيرجي قيام أصحاب السيارات باستبدال بطارية جديدة بالمستعملة، وإرسال المستعملة إلى منشأة إعادة التدوير.
وقال راماكومار إن الأمر يستغرق 3 دقائق -فقط- لاستبدال البطارية، وهو الوقت الذي يستغرقه ملؤها في محطة وقود، وعلى محطات الوقود -في هذه الحالة- أن توفّر نقاط التبديل في فروعها.
بطاريات الليثيوم أيون
مقارنةً ببطاريات الألمنيوم، غالبًا ما تحتوي بطاريات الليثيوم أيون على مواد خطرة، ويمكن أن تكون سامة إذا لم يُتخلّص منها بشكل صحيح، ما يجعل إعادة تدويرها أكثر صعوبة.
وأوضحت تقديرات "بلومبرغ إن إي إف" أن العالم سيجمع نحو 4 ملايين طن من بطاريات الليثيوم أيون التي انتهت صلاحيتها التشغيلية، بحلول عام 2035.
وعلى الرغم من ذلك، يترسخ الليثيوم في سوق المركبات الكهربائية، ويحظى بمعظم الأموال المخصصة للبحث، إلى جانب تركيز الصوديوم أو المغنيسيوم أو الألمنيوم على قطاعات أصغر مثل أنظمة الطاقة الاحتياطية أو تخزين الطاقة أو النقل منخفض الطاقة، مثل الرافعات الشوكية.
ومع ذلك، فإن الطلب من كل من النقل الكهربائي وتخزين الطاقة المتجددة، يعني أن الهند يمكن أن توفر سوقًا كبيرة بما يكفي لبطاريات الألمنيوم الهوائية لتجد دورًا أساسيًا، إذ سيرتفع الطلب على البطارية إلى ما يصل إلى 185 غيغاواط/ساعة بحلول عام 2035، وفقًا لبلومبرغ إن إي إف.
تعاون هندي إسرائيلي
قالت الشركة الإسرائيلية: "قامت إنديان أويل باستثمار إستراتيجي في فينيرجي أوائل عام 2020، ويمكن لمحطة خدمة الشركة الهندية التي يبلغ عددها 30 ألف محطة، أن تعمل بوصفها بنية تحتية لنشر تكنولوجيا فينيرجي".
وكانت أنظمة فينيرجي قد خضعت لاختبار من قبل شركات الاتصالات للحصول على طاقة احتياطية في أبراج النقل والمواقع الأخرى.
وشغّلت الشركة سيارة اختبارية باستخدام بطارية ألمنيوم هوائية، للحفاظ على حزمة طاقة ليثيوم أيون في السيارة مشحونة، التي تقول إنه سيكون لها مدى يصل إلى 1750 كيلومترًا.
كما أجرت شركات صناعة السيارات ماهيندرا وماهيندرا المحدودة، وماروتي سوزوكي إنديا المحدودة، وآشوك ليلاند المحدودة، اختبارات على المركبات من المتوقع أن تستغرق نحو عام، لتقييم جدوى استخدام بطاريات الألمنيوم على نطاق واسع في الهند.
وقال راماكومار إنه إذا كان هناك طلب كافٍ، فإن شركة النفط الهندية وشركة فينيرجي تخططان لتأسيس منشأة بحجم غيغاواط لتصنيع البطاريات في الهند.
ومن المتوقع أن يدعم نجاح مخطط بطاريات الألمنيوم جهود رئيس الوزراء ناريندرا مودي، لمعالجة مشكلات ملحة للبلاد مثل الحدّ من التلوث، وتقليل واردات المواد الخام، وتوفير فرص العمل.
مخاطر الوقود الأحفوري
تسبّب اعتماد الهند على الوقود الأحفوري في تصنيفها ثالث أكبر منتج للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، وتتصدّر مدنها بانتظام تصنيفات الهواء الملوث، ما يعرّض مئات الملايين من المواطنين لخطر الإصابة بأمراض الرئة والوفاة المبكرة.
ودأبت الحكومة -أيضًا- على دفع الشركات لخفض فاتورة الواردات واتخاذ خطوات نحو الاكتفاء الذاتي، في حين تُعدّ شركة إنديان أويل أكبر مستورد للنفط الخام في البلاد.
وانضمت الشركة الهندية إلى شركات النفط الكبرى، بما في ذلك شل وبي بي، فيما يتعلق بالتوجه نحو الطاقة النظيفة مع تشديد الحكومات على لوائح الانبعاثات.
اقرأ أيضًا..
- محطات الشحن العامة تدعم صناعة السيارات الكهربائية في الهند
- مشروع مشترك بين الهند وإسرائيل لتصنيع بطاريات الألومنيوم الهوائية