تباطؤ سعة الطاقة الكهرومائية عالميًا قد يهدد سباق الحياد الكربوني (تقرير)
وتوقعات بإنفاق 127 مليار دولار على تحديث المحطات القديمة
سالي إسماعيل
كشف تقرير حديث أهمية سعة الطاقة الكهرومائية منخفضة الكربون في مسيرة البلدان لتحقيق هدف الحياد الكربوني، لكن الافتقار للسياسات الشاملة والاستثمارات قد يُهدّد هذا الدور الحيوي.
وبحسب تقرير سوق الطاقة الكهرومائية الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، اليوم الأربعاء، فإن تباطؤ نمو سعة الطاقة الكهرومائية قد يُهدّد التقدّم المحرز في سباق الوصول للحياد الكربوني.
الكهرباء النظيفة
تُسهم الطاقة الكهرومائية في إنتاج كميات هائلة من الكهرباء منخفضة الكربون، كما يمكن للعديد من محطات الطاقة الكهرومائية زيادة التوليد صعودًا وهبوطًا بسرعة كبيرة، ما يسمح بدمج طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وفقًا للتقرير.
ومن جانبه، وصف المدير التنفيذي للوكالة، فاتح بيرول، الطاقة الكهرومائية بأنها العملاق المنسي للحصول على كهرباء نظيفة.
وشدّد على ضرورة إعادة الطاقة الكهرومائية بشكل مباشر لخطة الطاقة والمناخ، إذا كانت البلدان جادّة في تحقيق أهدافها بشأن الوصول للحياد الكربوني.
كيف كان الأداء؟
في عام 2020، وفّرت الطاقة الكهرومائية نحو سدس الكهرباء المنتجة عالميًا، لتكون أكثر من كل مصادر الطاقة المتجددة الأخرى مجتمعة.
وتشير الوكالة -التي تتخذ من باريس مقرًا لها- إلى أن الطاقة الكهرومائية أسهمت في تلبية غالبية الطلب على الكهرباء في 28 اقتصادًا ناشئًا وناميًا، بإجمالي عدد سكان قدره 800 مليون نسمة.
وعلى مدى العقدين الماضيين، زاد إنتاج الطاقة الكهرومائية بنحو 70%، لكن حصتها من إمدادات الكهرباء العالمية ظلت ثابتة؛ بسبب الزيادات في طاقة الرياح والطاقة الشمسية لأغراض توليد الكهرباء والغاز الطبيعي والفحم.
توقعات مخيّبة للآمال
من المتوقع زيادة سعة الطاقة الكهرومائية عالميًا بنحو 17% -أو ما يعادل 230 غيغاواط- خلال المدة بين عامي 2021 و 2030، وذلك بقيادة كل من الصين والهند وتركيا وإثيوبيا، بحسب التقرير.
ومع ذلك، فإن هذا النمو المتوقع في العقد الثالث من هذا القرن، أقلّ بنحو 25% تقريبًا من التوسع الذي شهدته قدرة الطاقة الكهرومائية في العقد السابق.
ومن المقرر أن تظل الصين أكبر سوق للطاقة الكهرومائية حتى عام 2030، حيث تمثّل نحو 40% من التوسع العالمي في السعة، تليها الهند.
ورغم ذلك، فإن حصة الصين من إضافات الطاقة الكهرومائية العالمية آخذة في الانخفاض؛ بسبب تناقص مواقع الجذب المجدية اقتصاديًا، إضافة إلى المخاوف المتنامية بشأن التأثيرات الاجتماعية والبيئية.
ومن الآن وحتى عام 2030، من المقرر إنفاق 127 مليار دولار -أو ما يقرب من ربع الاستثمار العالمي على الطاقة الكهرومائية- على تحديث المحطات القديمة، والتي يقع أغلبها في الاقتصادات المتقدمة.
عكس مسار التباطؤ
ترى وكالة الطاقة أن ما يقرب من نصف إمكانات الطاقة الكهرومائية المجدية من الناحية الاقتصادية في أنحاء العالم كافة لا تزال غير مستغلة، وخاصةً في الاقتصادات الناشئة والنامية.
وتؤكد أن صانعي السياسات بحاجة لمعالجة التحديات الرئيسة أمام نشر أسرع للطاقة الكهرومائية، فضلًا عن وضع معايير استدامة قوية لضمان أن تكون هذه المشروعات مجدية اقتصاديًا وتحظى باهتمام المستثمرين.
ومن شأن القيام بذلك أن يؤدي للاستفادة من المشروعات الحالية، وربما يؤدي لرفع إضافات السعة بنسبة 40% حتى حلول عام 2030، بحسب التقرير.
ومع ذلك، فإن الطاقة الكهرومائية بحاجة للنمو بسرعة مضاعفة حتى عام 2030 من أجل تلبية أهداف الطاقة المتجددة التي حدّدها تقرير وكالة الطاقة الأخير بشأن الوصول للحياد الكربوني منتصف هذا القرن.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الكهرومائية.. العالم يحتاج 2600 غيغاواط بحلول منتصف القرن (تقرير)
- ليست صديقة للبيئة.. الطاقة الكهرومائية تهدد التنوع البيولوجي
- وكالة الطاقة: تعهدات الحياد الكربوني غير كافية.. وخارطة طريق لتفادي الأزمة