التقاريرأخبار النفطتقارير الغازتقارير الكهرباءتقارير النفطرئيسيةعاجلغازكهرباءنفط

ولايات أميركية تنقلب على خطط بايدن بشأن تحول الطاقة

هيئات تشريعية تضغط لإبطاء سياسة التحول للطاقة النظيفة

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الاستغناء عن الفحم يعني تقويضًا سريعًا لنظام مالي استغرق بناؤه عقودًا
  • ولاية وايومنغ استخرجت 283 مليون طن من الفحم في عام 2018
  • ولاية تكساس صدّرت نفطًا بقيمة 329 مليار دولار في عام 2019
  • شبكة النقل الكهربائي في تكساس منفصلة عن بقية الشبكة الأميركية

تتفاوت تقييمات ومواقف السياسيين وأعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين من جدوى وملاءمة سياسة تحول الطاقة التي تنتهجها إدارة الرئيس جو بايدن، وتتسم تلك الانقسامات والتقلبات بالسخونة، لدرجة أنها تجد في المحاكم وممارسة النفوذ سبيلًا لإثبات جدواها وتجسيدها للمصلحة العامة.

ومع اختلاف الأولويات في جميع أنحاء البلاد، وعلى شتى المستويات؛ يتجلى عمق الشعور بالانقسام بعد إقرار بعض الولايات الأميركية قوانين استثنائية لحماية صناعاتها وموارد الطاقة فيها.

وفي تحليل بعنوان "سبب عدم جاهزية السياسة الأميركية لتحول الطاقة"، نشره موقع "باور إنرجي"، استعرض الكاتب الصحفي المتخصص في تكنولوجيا الطاقة، ماثيو فارمر، مواقف وإجراءات الساسة الأميركيين من خطة بايدن لتحول الطاقة، وجوانب التعارض فيما بينها.

بلاك روك - موقع استخراج الفحم - روسيا- مناجم الفحم - الفحم الأميركي
موقع استخراج فحم - أرشيفية

الولايات الشمالية المنتجة للفحم

يعني الاستغناء عن الفحم، الذي يمثل مصدرًا أساسيًا لتوليد الكهرباء والاقتصاد في ولاية وايومنغ الأميركية، تقويضًا سريعًا لنظام مالي استغرق بناؤه عقودًا.

ورغم أهمية ذلك الإجراء في الحد من تبعات تغير المناخ، لا يرى المواطنون والسياسيون أنه ذو أهمية قصوى، ويؤكدون أولوية تجارة الفحم وتصدير الثروة المعدنية للولاية.

بدوره، يستخدم المجلس التشريعي لولاية وايومنغ -التي تمثل أكثر من ثلث إجمالي إنتاج الفحم في الولايات المتحدة- سلطته لتعزيز صناعة الفحم المحلية، كلما أمكن ذلك.

ويشير كاتب التحليل إلى أن ولاية وايومنغ استخرجت 283 مليون طن من الفحم، في عام 2018، واستخدم قسم من هذه الكمية في توليد 86% من كهرباء الولاية، وبِيعَ ما يقرب من 90% من إنتاجها خارج الولاية.

وأنشأ حكّام وايومنغ، في شهر مايو/ أيار الماضي، صندوقًا لتمويل الإجراءات القانونية ضد الولايات الأخرى التي تفضّل مصادر الطاقة المتجددة على الفحم، كما خصصوا 1.2 مليون دولار لمقاضاة الولايات التي "تمارس تمييزًا" ضد الفحم.

ودعم عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري، جيريمي هارولدسون، طرح القانون، الذي اعتبره ردًّا على ولايات أخرى تحاول منع وصول وايومنغ إلى الأسواق الاستهلاكية لتعزيز أجندتها السياسية.

كما هاجم هارولدسون مصادر الطاقة المتجددة، لأنها تسببت في نقص الكهرباء أثناء أزمة صقيع ولاية تكساس في فبراير/ شباط، وفقًا لما نشره موقع "باور إنرجي".

انقسام سياسي حول الوقود الأحفوري

بعد دعوات الاستغناء عن الفحم في أوروبا وآسيا، لكونه أكثر مصادر الوقود الأحفوري تلويثًا للهواء، شهدت وايومنغ أولى مراحل تراجع إنتاج الفحم في الولايات المتحدة؛ وشهدت الولاية عام 2008 ذروة استخراج الفحم وطنيًا.

وفي وقت سابق، رفعت ولايتا وايومنغ ومونتانا دعوى قضائية ضد ولاية واشنطن لإجبارها على إصدار تصاريح لمحطة تصدير الفحم؛ حيث أشار بيان لحاكم وايومنغ، مارك غوردون، إلى أن واشنطن تمارس تمييزًا غير قانوني ضد فحم وايومنغ.

كما أطلق المجلس التشريعي للولاية برنامجًا تسويقيًا في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 لحماية وتوسيع أسواق الفحم في وايومنغ.

واقترح المشرعون في وايومنغ، حظرًا على إغلاق محطات الفحم للحفاظ على الطلب على الوقود، في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

أما الآن، فستصبح إحدى محطات الفحم المتقاعدة في الولاية أساسًا لتصميم جديد لمفاعل نووي، بتمويل من بيل غيتس.

ورحب حكام ولاية وايومنغ بذلك أيضًا، وهم يتحدثون، حاليًا، عن "الاقتصاد المتغير"، و"الوظائف الجيدة الأجر وطويلة الأجل"، ودعمهم "لمحفظة الطاقة الشاملة".

ضرائب النفط والغاز في تكساس
حقل نفط في ولاية تكساس

عشق تكساس ولويزيانا للنفط

ألمح كاتب التحليل، ماثيو فارمر، إلى العشق المتبادل بين الجنوب الأميركي والنفط.

وأضاف أن ولاية تكساس، عاصمة الطاقة في العالم، صدّرت ما قيمته 329 مليار دولار من النفط، في عام 2019، أو ما يعادل خُمْس إجمالي إنتاج الولايات المتحدة.

وجلب التوسع في صناعة التكسير ثروات جديدة للولايات المنتجة للغاز الصخري، منذ عام 2005.

بالمقابل، قدمت البتروكيماويات دفعة جديدة من الفوائد إلى ولايات الجنوب، عندما تم رفع حظر تصدير النفط في عام 2015، وقد أعادت تكساس فرض هذا الحظر مؤقتًا، في عام 2021، أثناء أزمة الصقيع وانقطاع الكهرباء.

علاوة على ذلك، وقّع حاكم ولاية تكساس، مؤخرًا، قانونًا جديدًا لاستبعاد شركات الاستثمار من الاستفادة من أموال الولاية إذا رفضت الاستثمار في قطاع النفط والغاز.

ورغم الاتساع الكبير لصناديق الاستثمار البيئي في السنوات الأخيرة، سيكون أمام هذه الشركات 90 يومًا لوقف مقاطعة استثمار النفط والغاز، اعتبارًا من سبتمبر/ أيلول، وإلّا، فستقوم سلطات الولاية بسحب أموالها وإدراج المستثمرين على قائمة الحظر التجاري.

حماية ولاية لويزيانا للوقود الأحفوري

من أجل حماية الوقود الأحفوري من الحظر والتقييد، اقترح المشرعون في ولاية لويزيانا مشروع قانون لجعل الولاية "ملاذًا للوقود الأحفوري".

وذكر كاتب التحليل، ماثيو فارمر، أن ربط المراقبين السياسيين، تقليديًا، بين ولايتيْ لويزيانا وتكساس وبين الاتجاه المحافظ والفردية والميول الجمهورية، قد تغيّر تدريجيًا؛ حيث ابتعدت أجزاء من جنوب الولايات المتحدة عن الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وأوضح فارمر أن تكساس لا تزال تحظى باهتمام النقاد السياسيين، حيث أن التركيبة السكانية المتغيرة قد أبعدتها ببطء عن مُثُلها الانعزالية.

ومع أن ولاية تكساس تمتلك إحدى أعظم البنية التحتية النفطية في العالم، فإنها لا تتمتع بمثل هذه الميزة في توليد الكهرباء؛ كما أن شبكة النقل الكهربائي في تكساس منفصلة عن بقية الشبكة الأميركية، حيث يوجد فيها خط ربط دولي واحد مع المكسيك.

موقف الولايات المتحدة

رغم تشجيع قادة العالم على خفض الكربون، وتعهد الرئيس بايدن "بدمج تغير المناخ في السياسة الخارجية"، خلال حملته الانتخابية، ومع تبني قمة مجموعة السبع، الأخيرة، لإنهاء دعمها لاستخدام الفحم، منعت اليابان والولايات المتحدة الإشارة إلى الفحم تحديدُا.

وقال كاتب التحليل، ماثيو فارمر، إن الرئيس بايدنلا يستطيع الرئيس تحمل خسارة أي أصوات، نتيجة حصول حزبه حاليًا على أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ الأميركي.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق