دراسة: الطاقة المتجددة الحل المثالي لأزمات الكهرباء والسلام في مالي
مناطق الشمال تحصل على أقل من 2% من احتياجاتها الكهربائية
حياة حسين
أكدت دراسة حديثة أن الاتجاه إلى الطاقة المتجددة يمكنه علاج أزمتيْ السلام والكهرباء في شمال دولة مالي.
ويُعقّد وصول أفراد بعثة السلام -التي تحمل اسم "مينوسما"- في مالي إلى وقود بسعر مناسب، عمليات حفظ الأمن وإدارة نشاط البعثة بشكل مناسب، حسبما ذكر موقع "ريليف ويب".
والدراسة التي جاءت بعنوان "من الطاقة المتجددة إلى بناء السلام في مالي.. مينوسما تستطيع سد الفجوة"، أجراها "باورينغ بيس"، وهو مشروع تابع لمركز "ستيمسون سنتر إنرجي بيس بارتنر"، يحدّد فرص الطاقة المتجددة داخل بعثات الأمم المتحدة الميدانية ومعالجة الروابط مع الأهداف طويلة الأجل في الدول الهشة.
بعثة 2013
تعمل "مينوسما"، التي أرسلتها الأمم المتحدة في عام 2013، مع بعثات عسكرية ودبلوماسية منفصلة، وعمليات إنسانية، ومبادرات إنمائية يقودها فريق الأمم المتحدة، ومؤسسات التنمية متعددة الأطراف.
وفوّضت الأمم المتحدة البعثة لحفظ اتفاقية السلام التي وُقعت في 2015، وتدير عملياتها من خلال 11 موقعًا، وسط كتلة تتميز بالتطرف الشديد.
وتعتمد البعثة على وقود الديزل لتوليد الكهرباء وتشغيل المركبات الخاصة بها، وللحصول عليه تواجه مشكلات عديدة من انعدام الأمن، بما فيها قوات حفظ السلام، ما جعلها أكثر البعثات في العالم التي يواجه أفرادها خطر القتل.
وتحصل مينوسما على وقود الديزل بتكلفة باهظة، بسبب مخاطر تأمين الوصول إلى هذا الوقود على وجه الخصوص.
وتلعب الطاقة دورًا مهمًا في الأنشطة المناخية والأمن والسلام في مالي، التي تُعدّ من أقل دول العالم حصولًا على الكهرباء.
وتتسمّ الدولة الأفريقية بالتفاوت الشديد بين مستويات حصول سكانها في المناطق الحضرية.
وبينما يحصل 80% من السكان على الكهرباء في جنوب البلاد ووسطها بشكل منتظم، يقل مستوى انتظام حصول سكان الشمال المضطرب عليها عن 2%.
تقسيم الثروات
التفاوت يعكس المستوى المرتفع لعدم المساواة في تقسيم الثروات والتنمية في مالي، كما يغذّي عمليات تهميش تاريخية للسكان، وتقويضًا لعمليات التنمية، ما يدفع إلى استمرار الصراع في الدولة التي تقع غرب أفريقيا.
ولفتت اتفاقية السلام الموقعة في 2015 إلى أنه لعلاج التفاوت الشديد، تكون زيادة توليد الكهرباء في مناطق الشمال أمرًا ضروريًا، خصوصًا من مصادر الطاقة المتجددة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية.
وبعد مرور 6 سنوات تقريبًا على توقيع الاتفاقية، إلا أنها لم تُطبق سوى بشأن السلام، أو ضخ استثمارات في مجال الطاقة الشمسية، ما أدّى إلى توسع نقص الكهرباء في الشمال.
كما دفع ذلك إلى مزيد من تأجيج الصراع، بدليل الانقلاب العسكري في نهاية شهر مايو/أيار الماضي، الذي جاء بعد انقلاب عسكري آخر قبل 9 أشهر.
الديزل المُهرب
يدفع عجز مصادر الوقود في شمال مالي، المنطقة المليئة بالصراع والتطرف إلى الاعتماد بشكل رئيس على الديزل المُهرّب، ما يؤثّر على الاقتصاد السياسي للبلاد، بسبب سيطرة الجماعات المتطرفة على إمدادات الديزل.
وتتناول الدراسة قطاع الطاقة في مالي، خصوصًا نقص الكهرباء في الشمال، ودور تجارة الديزل في الاقتصاد السياسي لشمال مالي.
كما تبحث ممارسات مينوسما الخاصة بالطاقة المعتمدة على الديزل، والآثار الأمنية المتعلقة بالإمدادات، وخيارات انتقال البعثة إلى الطاقة المتجددة، في سياق تحقيق أهداف المناخ الخاصة بالأمم المتحدة.
وعلاوة على ذلك، تعمل على اكتشاف فرص انتقال مينوسما إلى الطاقة المتجددة، وخيارات إطلاق مشروعات طاقة بالقرب من مواقعها الميدانية، بمثابة طريقة جديدة لتنفيذ تفويض الأمم المتحدة ودعم اتفاقية السلام.
وترى الدراسة أن مينوسما تستطيع زيادة الوصول إلى الطاقة وتقديم مكاسب السلام إلى الشمال في مالي.
تمويل مشروعات الطاقة المتجددة
تعمل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي على نموذج تمويل مبتكر من القطاع الخاص لمشروع رائد للطاقة الشمسية باماكو، مع مدة سداد تقديرية تتراوح من 3-4 سنوات.
وخلصت الدراسة إلى أن الانتقال إلى الطاقة المتجددة من شأنه أن يفيد مهمة مينوسما بعدة طرق، ما يقلّل المخاطر الأمنية على إمدادات الوقود، ويزيد من وفورات التكلفة الاقتصادية بمرور الوقت، ويوفّر انخفاضًا كبيرًا في استهلاك الديزل.
اقرأ أيضا..
- انقلاب مالي يتسبب في تعليق مشروعات الطاقة الشمسية
-
شركات مرافق الكهرباء في أفريقيا.. أزمات متعددة ومستقبل مجهول