انخفاض المياه بخزان سد هوفر يهدد بتراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية في أميركا
خطر الجفاف يهدّد 20 مليون مواطن.. وإجراءات طارئة لمواجهة الأزمة
محمد فرج
- القدرة الكهربائية المنتجة من سد هوفر تصل إلى 2080 ميغاواط
- يُعدّ الخزان المائي مصدرًا رئيسًا لتوفير إمدادات المياه لأكثر من 20 مليون شخص
- مستوى المياه ينحسر بقرابة 140 قدمًا منذ عام 2000
- من المقرر الإعلان عن حالة النقص القصوى في بحيرة ميد للمرة الأولى على الإطلاق
يعاني غرب الولايات المتحدة نقص المياه، إذ أدّت الأمطار الموسمية غير الكافية في الصيف الماضي وتساقط الثلج المنخفض خلال فصل الشتاء إلى عدم وجود الكمية المعتادة من المياه التي تحتاجها ولايات مثل أريزونا ويوتا ونيفادا.
وسجّل أكبر خزان مائي في الولايات المتحدة -خزان سد هوفر- انخفاضًا قياسيًا في منسوب المياه، هو الأدنى على الإطلاق، ما يؤكّد خطورة الجفاف الشديد في غرب أميركا، كما يُعدّ الخزان مصدرًا رئيسًا لتوفير إمدادات المياه لأكثر من 20 مليون شخص.
وتعني كمية المياه القليلة -التي تتحرك عبر سد هوفر- إنتاجًا أقل من الطاقة الكهرومائية، بسبب الكمية المنخفضة التي تدفع التوربينات.
وتصل القدرة الكهربائية المنتجة من سد هوفر إلى 2080 ميغاواط، ومن المؤكد أن تقلّ قدرة التوليد حال انخفاض كميات المياه في السد.
ورُصد انخفاض منسوب المياه بسبب الجفاف في خزان سد هوفر في بحيرة ميد بالقرب من لاس فيغاس، ونيفادا، يوم الأربعاء الماضي، حسب وكالة رويترز.
وجدير بالذكر أن بحيرة ميد أكبر بحيرة صناعية في الولايات المتحدة، تقع على نهر كولورادو على حدود نيفادا وأريزونا على بُعد نحو 30 ميلًا شرق لاس فيغاس، وتكوّنت من المياه المحجوزة خلف سد هوفر العملاق، وهي أكبر خزان في الولايات المتحدة.
وانحسر مستوى المياه بنحو 140 قدمًا منذ عام 2000، أي تقريبًا بمستوى ارتفاع تمثال الحرية في مدينة نيويورك، حسبما ذكرت رويترز.
واجتاح الجفاف الذي تسبّب في انخفاض منسوب بحيرة ميد، كاليفورنيا وشمال غرب المحيط الهادئ والحوض الكبير الممتد من نيفادا وأوريغون ويوتا، بالإضافة إلى ولايات أريزونا ونيو مكسيكو وحتى جزء من السهول الشمالية.
أزمة كبيرة
ازدّادت ندرة المياه فب غرب الولايات المتحدة، إذ تعاني قرابة 72% من المنطقة جفافًا شديدًا، و26% في حالة جفاف استثنائية، ويزداد عدد السكان.
وقال حاكم ولاية يوتا سبنسر كوكس: "أدعو سكان يوتا من مختلف الأديان الانضمام إلى الصلاة معي خلال عطلة نهاية الأسبوع".
وأوضح -في فيديو نشره على تويتر- أن الجفاف أجبر حكومة الولاية على إعلان الطوارئ يوم 13 مايو/أيار الماضي، بعد أن نقصت كتلة الثلج في يوتا إلى 81% من حجمها الطبيعي، وانخفضت معدلات سريان المياه إلى أقل من 76%.
وشدد -في كلمته- على خطورة الوضع، موضحًا أنه طلب من السكان تجنّب الاستحمام لمدة طويلة، والعمل على إصلاح "المواسير والحنفيات" التالفة التي تسرّب المياه، قائلاً: "أتمنّى أن تكون هذه الجهود كفاية لحمايتنا من مخاطر الجفاف".
تداعيات خطيرة
بدأ عدد كبير من المزارعين التخلي عن المحاصيل، لا سيما أن ولاية نيفادا تحظر ري ثلث العشب في منطقة لاس فيغاس.
كما يواجه رجال الإطفاء ظروفًا متدهورة هذا الصيف، بعد أن أدى قرابة 10 آلاف حريق في كاليفورنيا وحدها خلال موسم حرائق الغابات الأخير إلى حرق 4.2 مليون فدان (1.7 مليون هكتار)، وهي مساحة تقارب مساحة الكويت، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ويُعدّ الجفاف خطرًا طبيعيًا متكررًا، لكنه تفاقم في الآونة الأخيرة.
جدير بالذكر أن الأمطار التي اجتاحت غرب الولايات المتحدة في نهاية عام 2015 -قبل علامة انخفاض المياه السابقة في بحيرة ميد- مجرد مدة راحة، ما أصبح الآن جفافًا استمر 22 عامًا، وهي المدة الأكثر جفافًا خلال 115 عامًا، حسبما ذكرت جهات أميركية رسمية.
وقال عالم المناخ في معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لوكالة ناسا، بن كوك: "بعض الولايات، خصوصًا أجزاء من كاليفورنيا، تعاني بالفعل ظروف جفاف شديدة للغاية".
إجراءات طارئة
بدأ المسؤولون في جميع أنحاء غرب الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات طارئة لمواجهة أزمة ندرة المياه، وأعلن حاكم ولاية أريزونا حالة الطوارئ بعد حريقين أضرا أكثر من 145 ألف فدان، وأديا إلى عمليات إجلاء للسكان.
وقال عالم المناخ في جامعة أريزونا، مايكل كريمينز: "إن أريزونا في وضع فريد تمامًا بالنسبة إلى السجلات التاريخية، ونحن نتطلع بشدة إلى التوقعات لنرى متى قد تظهر الرياح الموسمية".
ومن المقرر أن تُعلن حالة النقص القصوى في بحيرة ميد للمرة الأولى على الإطلاق، ما سيؤدي إلى قطع إمدادات المياه عن أريزونا ونيفادا والمكسيك.
وأصدر حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم إعلانًا طارئًا بشأن الجفاف في 41 من أصل 58 مقاطعة في الولاية، ما مكّن الولاية من السيطرة بشكل أكبر على موارد المياه.
ورغم هذه الإجراءات فإنه لم يصل حتى الآن إلى مستوى الإجراءات التي اتخذها سلفه جيري براون في عام 2015، عندما أمرت كاليفورنيا بتخفيضات إلزامية لاستخدام المياه أثرت على الناخبين.
إدارة المياه
في الوقت الحالي، تتعلّق إدارة المياه في الغالب بالأعمال الزراعية، التي تستهلك ما يصل إلى 80% من مياه كاليفورنيا.
وتوصي هيئة المياه الإقليمية -التي تمثّل مزودي المياه الذين يخدمون مليوني شخص في منطقة ساكرامنتو- مقدمي الخدمة بحفر المزيد من الآبار في الوقت الحالي، وهو حل قصير الأجل، ويطلب من العملاء طواعية تقليل الاستهلاك بنسبة 10%.
وحذّر الأستاذ في جامعة كاليفورنيا، جاي لوند، من أن بعض التوقعات الأكثر خطورة كانت زائفة، قائلاً: "إن سكان كاليفورنيا يلتزمون عمومًا بالتخفيضات الإلزامية والطوعية في استخدام المياه، ما يمكّن الولاية من البقاء".
اقرأ المزيد..