الرياح البحرية في أميركا.. توسع منتظر رغم سياسات قانون جونز
خطة متكاملة لزيادة قدرات المشروعات خلال المدة المقبلة
محمد فرج
- من الصعب القضاء على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من قطاع الطاقة بحلول عام 2035
- انخفضت تكلفة توربينات الرياح البحرية بنحو 80% خلال العقدين الماضيين
- خطة البنية التحتية البالغة 2 تريليون دولار التي اقترحها بايدن ستزيد من حوافز الطاقة المتجددة
تسلّط الوتيرة البطيئة لتطوير مشروعات الرياح البحرية في الولايات المتحدة الضوء على المفاضلات بين معالجة تغيّر المناخ بشكل عاجل والأهداف الأخرى للرئيس جو بايدن، المتمثلة في خلق وظائف برواتب جيدة.
وتكثر المشكلات بسبب هذا الملف، بما في ذلك النقص في القوارب الكبيرة بما يكفي لنقل المعدات الضخمة إلى البحر، كما إن الصيادين قلقون بشأن سبل عيشهم، والأثرياء الذين يخشون أن تُفسد التوربينات المناظر الرائعة لقصورهم على الواجهة البحرية.
يأتي ذلك إلى جانب وجود قانون فيدرالي عمره قرن من الزمان، مشحون سياسيًا، يُعرف باسم قانون جونز، يمنع مطوّري محطات الرياح من استخدام الموانئ الأميركية لإطلاق سفن بناء أجنبية، حسبما ذكرت "ذا نيويورك تايمز".
ويمكن للولايات المتحدة أن تضغط من خلال المزيد من المشروعات إذا كانت على استعداد لإلغاء حماية قانون جونز لبناء السفن المحلية على سبيل المثال، لكن هذا من شأنه أن يقوّض وعود الرئيس للتوظيف.
خطة بايدن للقضاء على الانبعاثات
من الملاحظ أنه لا يمكن الإجابة عن تلك الأسئلة الصعبة ببساطة عن طريق الإنفاق الفيدرالي، نتيجة لذلك، قد يكون من الصعب أو المستحيل على بايدن القضاء على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من قطاع الطاقة بحلول عام 2035، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وتعدّ التوربينات البحرية مفيدة، لأن الرياح تميل إلى أن تهبّ أقوى وأكثر ثباتًا في البحر منها على الشاطئ.
ويمكن وضع التوربينات بعيدًا بما يكفي، بحيث لا يمكن رؤيتها من الأرض، لكنها لا تزال قريبة بما يكفي من المدن والضواحي بحيث لا تتطلب مئات الأميال من خطوط النقل باهظة الثمن.
ومن المؤكد أن خطة البنية التحتية البالغة 2 تريليون دولار التي اقترحها بايدن في مارس/آذار ستزيد أيضًا من الحوافز للطاقة المتجددة.
وانخفضت تكلفة توربينات الرياح البحرية بنحو 80% خلال العقدين الماضيين، لتصل إلى 50 دولارًا للميغاواط في الساعة.
التوسع في مشروعات طاقة الرياح
قال الرئيس التنفيذي لشركة دومنيون إنرجي -شركة مرافق كبيرة تعمل في محطات الرياح، وبها ما يقرب من 200 توربين قبالة ساحل فرجينيا- روبرت إم بلو: "لقد وضعنا هدفًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ونسعى للتوسع في إنشاء المشروعات".
قالت مديرة مكتب إدارة طاقة المحيطات -الوكالة التي تؤجر المياه الفيدرالية لمطوّري طاقة الرياح- أماندا ليفتون: "لن نكون قادرين على بناء الرياح البحرية إذا لم يكن لدينا الاستثمارات المناسبة".
ويعدّ تركيب توربينات الرياح البحرية العملاقة -أكبر توربينات من صنع شركة جنرال إلكتريك يبلغ ارتفاعها 853 قدمًا- عملًا صعبًا، بحسب ليفتون.
ويبلغ طول أكبر السفن التي صنعتها الولايات المتحدة والمصممة للقيام بأعمال البناء البحرية نحو 185 قدمًا، ويمكن أن ترفع قرابة 500 طن.
دومنيون إنرجي
تنفق شركة دومنيون إنرجي قرابة 500 مليون دولار على سفينة يجري بناؤها في براونزفيل، تكساس، يمكنها نقل معدات رياح كبيرة.
وسوف يبلغ طول السفينة 472 قدمًا، وبإمكانها رفع 2200 طن، وستكون جاهزة في نهاية عام 2023.
وقالت الشركة، إن السفينة -التي تستأجرها أيضًا لمطوّرين آخرين- ستسمح لها بتركيب ما يقرب من 200 توربين إضافي بحلول عام 2026.
وتشعر المديرة التنفيذية لتحالف التنمية البحرية المسؤولة -الذي يضم مئات من مجموعات وشركات الصيد– آني هوكينز، بالقلق من أن الحكومة تفشل في تدقيق المقترحات والتخطيط بشكل مناسب.
وتشير مجموعات الصيد إلى المشكلات الأخيرة في أوروبا لتبرير مخاوفهم.
على سبيل المثال، سعت شركة أورستد -أكبر مطوّر لطاقة الرياح البحرية في العالم- إلى أمر قضائي لإبقاء الصيادين ومعداتهم خارج منطقة بحر الشمال المعدّة لتوربينات جديدة خلال دراستها للمنطقة.
اقرأ المزيد..
-
عقبات إضافية تعترض خطة بايدن لاعتماد البنية التحتية المناخية (تقرير)
-
دومنيون إنرجي: سفينة جديدة لتركيب وحدات طاقة الرياح في أميركا