بنك أوف أميركا: سوق الهيدروجين تُقدّر بـ11 تريليون دولار بحلول 2050
تتجه دول العالم إلى استخدام بدائل الطاقة التقليدية والتوسّع في الطاقة النظيفة، خاصة الهيدروجين.
ويُنتج الهيدروجين عن طريق فصل جزيئات الماء إلى هيدروجين وأكسجين بالكهرباء، لكنّ هذه الطريقة غير اقتصادية في الوقت الحالي، وهناك جهود مكثفة من عدد كبير من الشركات والدول لتخفيض التكاليف.
كما يُستخلص الهيدروجين من النفط والغاز، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا والأقلّ تكلفة، لكنّها تتناقض مع أحد الأهداف الرئيسة لاستخدام الهيدروجين، وهو تقليل الاعتماد على النفط والغاز.
ويمكن إنتاج الهيدروجين باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروليكية، ويُنتج -بالفعل- بكميات كبيرة، ولا يمكن استخدامه للأهداف البيئية، لأن إنتاجه -الذي يُعتمد على الوقود الأحفوري- ملوّث للغاية، وبالتالي فإن التحدي يكمن في تنظيف إنتاجه.
تكنولوجيا الهيدروجين
قال بنك أوف أميركا إن تكنولوجيا الهيدروجين وصلت إلى نقطة تحوّل، ويمكن أن تنفجر بإجمالي إمكانات سوقية تصل إلى 11 تريليون دولار بحلول عام 2050.
يأتي ذلك، فيما وضع الاتحاد الأوروبي إستراتيجيته الجديدة للهيدروجين، العام الماضي.
وتسبق شركة واحدة غير معروفة -يرأسها مهندس سابق في وكالة ناسا تدعى آمباور- المنافسين بمراحل لترويض هذه المادة في سوق من المتوقع أن يتجاوز حجمها 81 مليار دولار، وفقًا لما ذكره موقع "ياهو فاينناس".
وتدعم وزارة الطاقة الأميركية -حاليًا- بحثًا مستمرًا عن وقود جديد يحتوي على ما يصل إلى 3 أضعاف محتوى الطاقة من البنزين. والأهم من ذلك، أنه يمكن أن يكون الوقود الوحيد على وجه الأرض الذي لا تنتج عنه أي انبعاثات عند الاحتراق.
وحتى وقت قريب، كان هذا الوقود "المدهش" يُعدّ خطيرًا جدًا ومكلفًا لاستخدامه تجاريًا، لكن يبدو أن اختراقًا تقنيًا جديدًا جعل اعتماد هذا الوقود الفائق أكثر ترجيحًا.
ومن المحددات المهمة للمادة الجديدة كثافة وجودها، إذ تمثّل ثاني أكثر المواد الكيميائية غير العضوية وجودًا في الكون، وهو ما يجعل أمر ندرتها مشكلة محلولة.
ما يُثير القلق إلى الآن هو كيفية الحصول على التكنولوجيا التي تجعل كل هذا ممكنًا، لتسخير مصدر طاقة متجدد قد يكون أقوى بثلاث مرات وأكثر نظافة من البنزين.
وخلال السنوات الماضية دائمًا ما كان هناك تحدٍّ أمام كل بديل للطاقة، منذ تكرير النفط الخام إلى مشتقات أكثر كفاءة، مرورًا بالغاز الطبيعي ومشكلة نقله التي تطلّبت تبريدًا من نوع خاص لتقليل حجمه إلى الليثيوم الذي لا يمكن التعويل عليه في نقل كميات كبيرة من الطاقة لتشغيل الآلات الكبيرة، وحتى ظهور الهيدروجين مؤخرًا -رغم صعوبة تخزينه ونقله- يشهد استثمارات عملاقة لتطويع هذه المادة لتكون وقود المستقبل.
بدأ بعض قادة الهيدروجين الأخضر في العالم التعاون مع هدف طموح لزيادة حجم إنتاجه إلى 50 ضعف الإنتاج الحالي خلال السنوات الـ6 المقبلة.
خطة الأمم المتحدة
تبنّت العديد من الحكومات في أوروبا خططًا متكاملة لوقف تشغيل محطات الكهرباء العاملة بالفحم، وقررت التوسّع في استخدام الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر، والاعتماد على التنقل الكهربائي، وحظر بيع السيارات العاملة بالوقود الأحفوري، بحلول عام 2030.
وطلبت الأمم المتحدة من الدول أن تتضمن الخطط الوطنية الجديدة لديها هدف خفض الانبعاثات بنسبة 45% على الأقلّ بحلول عام 2030، مقارنة بالمستويات المسجلة عام 2010.
خطة بايدن
خصّصت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استثمارات ضخمة لقطاع الطاقة في مشروع موازنة العام المالي الجديد 2022، تساعد على بناء اقتصاد يعتمد على الطاقة النظيفة.
وأرسلت الإدارة إلى الكونغرس -مؤخرًا- مشروع موازنة العام الجديد.
وقالت وزيرة الطاقة، جينيفر غرانهولم، إن "مشروع موازنة بايدن الجديدة يضع أميركا في مقعد قيادة العالم للتحوّل إلى الاقتصاد المعتمد على الطاقة النظيفة بنسبة 100%.. الموازنة تعمل على ضمان القيادة الأميركية في قطاعات البحث والتطوير، وتوظيف تقنيات طاقة تضمن التغلّب على أزمة المناخ، وتخلق وظائف، وتدعم مجتمعاتنا المحلية في كل مكان".
ويتضمن مشروع موازنة العام المالي المقبل طلبًا بتخصيص 7.4 مليار دولار لمكتب العلوم، لتمويل أبحاث الجيل القادم من اكتشافات الطاقة.
وعلى سبيل المثال ستزيد مخصصات أبحاث المناخ والطاقة النظيفة بنسبة 10%.
اقرأ أيضًا..
-
الأمم المتحدة ترسم ملامح المستقبل.. زخم في الطاقة النظيفة بحلول عام 2030
-
الأمم المتحدة: ملتزمون بدعم أفريقيا في التكيف مع تغير المناخ
-
الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: العالم يحيد عن مسار الحياد الكربوني
-
تغيّر المناخ .. الأمم المتحدة تستقبل خطط الدول لتعزيز مصادر الطاقة الجديدة