نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةعاجل

خاص - التسربات النفطية تهدد خطة زيادة صادرات الخام الليبية

مصدر بمؤسسة النفط: نحتاج استثمارات تفوق 100 مليون دولار لصيانة شبكة النقل

علي الفارسي

اقرأ في هذا المقال

  • تمتلك ليبيا أكبر شبكات نقل النفط الخام التي أنشئت منذ عام 1960
  • حدوث أكثر من 4 تسربات في خطوط نقل النفط بين حقل الظهرة وميناء السدرة خلال مايو
  • مصدر هندسي: التسربات تحدث نتيجة للتآكل الذي حدث بسبب تراكمات فترة الاغلاق
  • عدم توفّر الميزانيات جعل مهمة توفير خطوط نقل النفط من الخارج مهمة صعبة

باتت التسربات النفطية أزمة تؤرق مؤسسة النفط الليبية التي تسعى لزيادة صادرات الخام إلى مستوى 2 برميل يوميًا، لكن يبدو أن ذلك صعب المنال في ظل تآكل معظم شبكات نقل النفط، وتسببها في ارتفاع نسبة التسربات جراء الإغلاقات المتكررة التي استمرت أكثر من 4 سنوات.

وتعدّ الشبكة الخاصة بشركة الواحة من أكثر المتضررين، وكذلك شركة الهروج للعمليات النفطية والتي تنقل النفط إلى موانئ راس لانوف والسدرة والتي أغلقت لأكثر من 3 سنوات.

وتعرضت معظم شبكات نقل النفط للتآكل علي الرغم من عمل منشآت النفط علي تغيير خطوط نفط رئيسة بين الحقول، بلغ آخرها خط بطول 260 كيلو مترًا بين حقلي (غالو والواحة)، إلّا أن الشبكة تحتاج صيانة واستبدال أجزاء واسعة منها.

شبكات نفط متهالكة

أكد مصدر من محطة نفط خام رئيسة للطاقة في تصريح إلى منصة "الطاقة" أن "شبكات نقل النفط الخام المتهالكة تعوق أيّ عملية لزيادة الصادرات أو ضخ المزيد من النفط .. ونعمل على تجنّب الضغط على محطات النفط لتخفيض حدّة التسربات".

وتعاني الشبكة من التسربات المتكررة، علي سبيل المثال، حدثت أكثر من 4 تسربات في خطوط نقل للنفط بين حقل الظهرة وميناء السدرة خلال شهر مايو/أيار الماضي، وبخط نقل النفط بين حقل السماح والواحة أكثر من 5 مرات خلال شهور فبراير/شباط وسبتمبر/أيلول.

ومع تكرار التسربات النفطية، انخفض الإنتاج وتراجعت الصادرات، وتُقدَّر قيمة التراجع بسبب التسربات بمعدل 250 ألف برميل يوميًا.

التسربات النفطية في ليبيا - الليبية للنفط
رئيس المؤسسة الليبية للنفط مصطفى صنع الله

مصاريف صيانة دورية

قال مصدر بمؤسسة النفط في تصريحات إلى "الطاقة": إن "شبكة نقل النفط الضخمة تحتاج صيانات دورية منتظمة، إلى جانب استثمارات ضخمة تفوق 100 مليون دولار".

وأضاف مصدر هندسي بشركة الواحة: "التسربات تحدث نتيجة للتآكل الذي حدث بسبب تراكمات فترة الاغلاق.. التسربات نعمل علي اكتشافها بشكل يومي، ونعمل على سرعة معالجتها للحفاظ علي البيئة".

من جانبه، قال أحد مختصّي الصيانة بفريق النقلية راس لانوف المكلف: "إن خط راس لانوف حدثت فيه 4 تسربات بخطوط مدفونة تحت الارض حتى شهر يونيو/حزيران، وهذا يكلف الخزانة العامة للدولة 165 مليون دولار خسائر بيعية، بسبب غياب ميزانية صيانة منتظمة للخطوط".

وأضاف: "عدم توفّر الميزانيات جعل مهمة توفير خطوط نقل النفط من الخارج مهمة صعبة، كذلك نقص معدّات الصيانة المستخدمة لصيانة خطوط عمرها أكثر من 65 عامًا".

وتظل التسربات وضعف السعة التخزينية بسبب دمار خزّانات النفط والتأخر في إنشاء أخرى أكبر هاجس أمام المؤسسة الوطنية للنفط وشركاتها.

التسربات النفطية - محاولات ما قبل السيطرة على التسرب النفطي في ليبيا
محاولة السيطرة على أحد التسربات النفطية في ليبيا - أرشيفية

أعمال تطوير

مؤخرًا، شهدت أعمال تطوير خضيرة خزانات السدرة، التي تحوي 19 خزّانًا، تعمل منه 9 خزّانات فقط، والـ10 الأخرى مدمرة، أُزيلَ العديد منها وبُدِئ في تشييدات حديثة مكانها.

جرى تغيير أنابيب الواصلة للخزّانات، ممّا أسهم في رفع السعة التخزينية للخزّانات من 250 ألفًا إلى 500 ألف برميل، وتحتاج ليبيا إلى 7 مليار دولار أميركي من أجل إعادة تأهيل البنية التحتية الحالية لتحقيق إمكان زيادة الصادرات إلى 2 مليونًا.

ويرى خبراء أن زيادة الصادارات فوق 2 مليون برميل من غير تأهيل مسبق للخطوط والمحطات والخزّانات أمر مستحيل حاليًا، حسب مصادر هندسية من محطات النفط الخام للطاقة.

تمتلك ليبيا أكبر شبكات نقل النفط الخام، التي أنشئت منذ عام 1960، تتركّز معظمها على مساحة أكثر من 1500 كيلو متر، تمتد من ميناء الحريقة شرقًا حتى ميناء السدرة على الساحل غربًا إلى أقصي الجنوب.

خسائر الإغلاقات

تمثّل خسائر الإغلاقات السابقة نحو 200 مليار دولار، إلى جانب دمار حقول نفطية بالكامل، وخروجها عن الخدمة، كحقول الغاني والظهرة وزلة ومحطة نفط الباهي والزناد، ومعظم الحقول تقع بحوض سرت ومرزق.

وتفقد ليبيا أكثر من 250 ألف برميل بسبب تدنّي مستوي البنية التحتية، وحسب رئيس مؤسسة النفط، فرغم الدمار الحاصل في الوضع الحالي، فإن ليبيا قادرة على إنتاج 1.5 مليون برميل فقط.

تعمل حاليًا مؤسسة النفط وشركاتها على الصيانة الدورية للخطوط بتشكيل فرق متابعتها ومحاولة استمرارها واستخدام ما هو متاح لإنجاز أعمال الصيانة حسب الأولوية القصوى.

يُذكر أن المؤسسة تحصل فقط على 45% من ميزانيتها، وتعوّل حاليًا على عودة الاستثمارات الخارجية وعودة كبري الشركات النفطية، والخطط التي وضعتها مؤسسة النفط متعثرة بسبب النزاع السياسي وضعف التمويل.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق