التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير النفطتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةعاجلمنوعاتنفط

5 رسائل خاطئة لخريطة طريق وكالة الطاقة بشأن الحياد الكربوني

تحرير وترجمة: سالي إسماعيل

تضع وكالة الطاقة الدولية شروطًا صارمة -أثارت العديد من الجدل-، من أجل الفوز في المعركة ضد تغيّر المناخ، لكنّ تلبية هذه المطالب هدف صعب المنال على ما يبدو.

وما بين هذا وذاك فإن خريطة الطريق التي حدّدتها الوكالة الدولية ترسل إشارات خاطئة، بحسب رؤية تحليلية نشرها موقع ريال كلير إنرجي لمدير إدارة معلومات الطاقة الأميركية سابقًا، جاي إف كاروسو.

وحدّد كاروسو الشروط المطلوبة -وفق سيناريو وكالة الطاقة- إذا كان هناك أيّ فرصة للفوز في معركة المناخ التي يأتي في مقدمتها عدم تصنيع المزيد من السيارات العاملة بالبنزين بحلول عام 2035.

ومن بين الشروط كذلك وقف جميع الاستثمارات في مشروعات إمدادات الوقود الأحفوري الجديدة، بما في ذلك تطوير حقول جديدة للنفط والغاز الطبيعي.

وهناك شرط آخر يتمثّل في الخفض الهائل في استخدام الوقود الأحفوري، بما في ذلك تراجع الاعتماد على الغاز الطبيعي -الذي يُعدّ أنظف الأنواع- بنحو 55% تقريبًا.

محدود وصعب للغاية

يعتقد كاروسو أنه من الصعب للغاية تحقيق هذه الشروط المطروحة من أجل الوصول إلى هدف الحياد الكربوني، إذ إن وكالة الطاقة نفسها تبدأ تقريرها بالقول: "مثل هذا السيناريو محدود وصعب للغاية".

وتبدو الدعوة إلى عدم وجود استثمارات جديدة في قطاع النفط والغاز مفزعة للغاية، كما يشير كاروسو، الذي يشغل حاليًا منصب كبير مستشاري برنامج أمن الطاقة وتغيّر المناخ في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.

وتأتي دعوات وكالة الطاقة للتخلي عن تطوير قطاع النفط والغاز، على النقيض من تصريحات المدير التنفيذي للوكالة، فاتح بيرول، الذي حثّ سابقًا على زيادة الاستثمارات في النفط والغاز، خصوصًا صادرات الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى تقنيات احتجاز الكربون.

الأمر ليس صادمًا

يرى كاروسو -الذي شغل منصب مدير إدارة معلومات الطاقة الأميركية في المدة من يوليو/تموز 2002 حتى سبتمبر/أيلول 2008- أن التوصية القوية لوكالة الطاقة ليست صادمة بقدر ما تبدو من الخارج.

وفي هذا الشأن، يسلّط كاروسو الضوء على حاجة وكالة الطاقة إلى تجديد تمويلها كل عامين من الدول الأعضاء والمتطوعين، مع حقيقة أن دورة التمويل الأخيرة تنتهي في 2021.

ومن أجل تلبية الاحتياجيات المالية للوكالة الدولية، هناك ضرورة ملحة لتعزيز تدفق الدولارات من أوروبا والولايات المتحدة بشكل مطرد، وفقًا للتحليل.

ويعني ذلك -طبقًا للتحليل- أنه من المنطقي للغاية أن تفضّل الوكالة اتباع حذو مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون المناخ، جون كيري، ورفاقه.

ويؤكّد كاروسو أن هذه الخطوة في الحقيقة تهدّد سمعة وكالة الطاقة الدولية بصفتها "هيكلًا مستقلًا ويتمتع بالاحترام".

إجراءات غير واقعية

شأنه في ذلك شأن كثيرين، وصف كاروسو الإجراءات الصارمة المنصوص عليها في خريطة طريق وكالة الطاقة الدولية بأنها غير واقعية.

وفي الواقع، ربما تجعل هذه الإجراءات الأمر أكثر صعوبة أمام مكافحة تغيّر المناخ وحماية الدول النامية، حسبما أفاد التحليل نقلاً عن تعليقات نائب رئيس نيجيريا في الحدث نفسه الذي حذّر فيه بيرول من وقف المؤسسات المالية الغربية استثمارات النفط والغاز.

الغموض يسود الموقف

يرى مدير إدارة وكالة الطاقة الأميركية سابقًا أن خريطة الطريق غامضة بشكل ملحوظ حول ما يعنيه عدم وجود حقول جديدة للنفط والغاز الطبيعي، أو ما يعنيه ذلك بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي.

وهنا، يجب الأخذ في الاعتبار أن شركات النفط الكبرى ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قد دعتا إلى زيادة الاستثمار في مشروعات الوقود الأحفوري الجديدة، لتلبية الطلب القادم من آسيا وأفريقيا، طبقًا للتحليل.

وبحسب ما قاله كبار محللي الطاقة في شركة الاستشارات، وود ماكنزي، لا توجد شركة نفط تستعد لتحجيم استخدام الخام المقترح من جانب وكالة الطاقة.

وستؤدي مثل هذه الانخفاضات في استخدام النفط إلى حالات إفلاس وإعادة هيكلة، من شأنها أن تدفع قطاع التكرير إلى حافة الهاوية، على حد قول كاروسو.

ودون استثمارات جديدة سيتراجع المعروض النفطي بنحو 4.5% سنويًا، ما يعني أن الطلب سيتجاوز المعروض قريبًا، قبل أن يؤدي إلى قفزة مفاجئة في أسعار الخام، بحسب التحليل.

تجاهل الحقائق

ربما تكون خريطة طريق وكالة الطاقة الدولية بمثابة عامل مشجع لصانعي السياسات والنشطاء الذين يريدون من العالم وقف إنتاج النفط والغاز.

ومع ذلك، فإن القيام بذلك لا يتجاهل حقائق السوق فحسب، وإنما يتجاهل كذلك الحقائق البيئية، بما في ذلك حقيقة أن النفط والغاز ضروريان لدعم مصادر الطاقة المتجددة، كما يشير التحليل.

وكان الغاز الطبيعي -وليست مصادر الطاقة المتجددة- أحد الدوافع الرئيسة لخفض انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة إلى مستويات منخفضة.

واختتم كاروسو رؤيته التحليلية قائلاً: "نحن بحاجة إلى التعرّف على مسار أكثر واقعية للوصول إلى الحياد الكربوني".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق