إير ليكيد تطالب منتجي النفط والكهرباء بالاستثمار في الطاقة المتجددة
الرئيس التنفيذي بينوا بوتييه: إزالة الكربون ستكون محركًا قويًا لتطوير الهيدروجين
دينا قدري
- الهيدروجين المتجدد سيكون قادرًا على المنافسة بحلول 2030
- استعادة أكثر من 90% من الكربون المنبعث خلال إنتاج الهيدروجين
- تعمل بعض الصناعات على إدخال الهيدروجين في عملياتها لتقليل انبعاثات الكربون
- ضرورة توفير كمية كافية من الطاقة المتجددة وتقليل تكاليف المعدّات
أوضح الرئيس التنفيذي لشركة إير ليكيد الفرنسية بينوا بوتييه، أن الهيدروجين المتجدد سيكون قادرًا على المنافسة بحلول عام 2030، مؤكدًا أنه يتعين على منتجي النفط والكهرباء الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة.
وتحدّث -في حوار أجراه مع مجلة أنفستير الناطقة باللغة الفرنسية- عن مراحل تطور الشركة في مجال الهيدروجين الذي وصفه بأنه نشاط أفقي يغطي أسواقًا مختلفة، وليس مجرد قطاع أو سوق رأسية.
وقال: "الهيدروجين منتج نعرفه جيدًا.. فقد مثّل نحو 2 مليار يورو (2.45 مليار دولار أميركي) في مبيعات إير ليكيد في عام 2020 (10% من إجمالي النشاط)".
التطور في الهيدروجين
أشار بوتييه إلى بداية الشركة في إنتاج الهيدروجين السائل في السبعينات، ثم حدث تسارع في التسعينات مع توقيع العقود الأولى للمواد الكيميائية وتكرير النفط في أوروبا، من خلال بناء خط أنابيب من الوحدة الإنتاجية الخاصة بالشركة في مدينة دواي شمال فرنسا، لخدمة الأحواض الصناعية في أنتويرب ثم روتردام.
واستمر التطور على الصعيد الدولي، في خليج المكسيك ثم شنغهاي في الصين، ومؤخرًا في الشرق الأوسط، ثم طورت الشركة التقنيات الخاصة بها من خلال الشراكات وعمليات الاستحواذ.
وقال: "قبل 5 سنوات، أكملنا التقدم من خلال تطوير نظام احتجاز ثاني أكسيد الكربون، الذي تمّ تركيبه في بورت جيروم في نورماندي، ما يجعل من الممكن استعادة أكثر من 90% من ثاني أكسيد الكربون المنبعث خلال إنتاج الهيدروجين.. اليوم، نحن بارعون في جميع التقنيات".
النمو وتقليل الانبعاثات
أكد بوتييه أن إزالة الكربون من الصناعة ستكون محركًا قويًا لتطوير الهيدروجين، مشيرًا إلى أنه مع هدف مبيعات يتجاوز 6 مليارات في عام 2035، "نضع أنفسنا بالفعل بوصفنا لاعبًا رئيسًا" في القطاع.
وقال: "ستستمر فرصنا في المواد الكيميائية في التحسن.. من المحتمل أن تعمل بعض الصناعات مثل الصلب على إدخال الهيدروجين في عمليات إنتاجها من أجل تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.. وبالمثل في مجال التكرير، سيتطلب تعزيز المعايير البيئية بلا شك استخدام المزيد من الهيدروجين، كما هي الحال في إنتاج الوقود الحيوي".
وأضاف أن النمو سيأتي أيضًا من النقل، خاصةً النقل الثقيل: دفع الحافلات والشاحنات والقطارات والقوارب ثم الطائرات.
وأشار إلى أن بيع الهيدروجين والمعدات (باستثناء المركبات) يمثّل سوقًا بقيمة 50 مليار دولار في عام 2030، و500 مليار عام 2040، و2500 مليار عام 2050، حسب توقعات مجلس الهيدروجين.
تجارة مربحة
"الهيدروجين الذي يُباع اليوم هو بطبيعة الحال تجارة مربحة.. في مجال النقل، إذا أردنا إنتاج هيدروجين أخضر ونظيف، يجب أن نبدأ بالتحليل الكهربائي للمياه باستخدام كهرباء متجددة أو منخفضة الكربون بصفتها مصدرًا للطاقة"، حسبما أكد الرئيس التنفيذي لـ"إير ليكيد".
وأوضح أن إنتاج الهيدروجين بهذه الطريقة يتطلب طاقة أكبر بـ3 مرات من العملية التقليدية لإصلاح الغاز الطبيعي، لذلك من الضروري الحصول على كمية كافية من الطاقة المتجددة بتكلفة تنافسية، وفي الوقت نفسه تقليل تكلفة المعدات، مثل المحلل الكهربائي وخلايا الوقود والتخزين.
وشدد على أنه يُمكن أن يكون الهيدروجين المتجدد قادرًا على المنافسة بحلول عام 2030، بينما كانت التقديرات قبل عامين أقرب إلى عام 2035.
الطاقة الخضراء
صرّح بوتتيه بأنه في مرحلة انتقالية سيتعين على شركته الاستمرار في إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون الناتج عن إصلاح الغاز الطبيعي، ولكن عن طريق التقاط ثاني أكسيد الكربون المنتج.
ويُمكن إعادة استخدام ثاني أكسيد الكربون هذا في الصناعة أو تخزينه في خزّانات، مثل آبار النفط أو الغاز الطبيعي القديمة.
وسيكون ذلك حلًا انتقاليًا، ربما لنحو 15 عامًا، قبل أن تتوافر الطاقة المتجددة بكميات كافية وبتكاليف تنافسية، وفقًا لما أكده بوتييه.
التنافس في الهيدروجين
هذا يعني أن الدول وشركات الطاقة تعمل وتستثمر، وأن المجتمع يمكنه قبول إقامة مجمّعات طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، حسبما قال بوتتيه.
وأضاف أنه بعيدًا عن الانتشار الحالي، من المحتمل أن تتشكّل السوق، وسيتعين بالتأكيد على منتجي الكهرباء والنفط الاستثمار بشكل مكثف في مصادر الطاقة المتجددة، التي يأتي في مقدّمتها الهيدروجين.
اقرأ أيضًا..
- تعاون مشترك في مشروعات الهيدروجين بين سيمنس وإير ليكيد
- إير ليكيد الفرنسية تصدر سندات خضراء بقيمة 609 ملايين دولار
- أوابك: زخم دولي غير مسبوق على مشروعات الهيدروجين