إثيوبيا.. كهربة قطاع الزراعة تعزّز سبل العيش باستخدام الطاقة النظيفة (تقرير)
استثمارات الطاقة في الريف تدعم التنمية المحلية
نوار صبح
- يطحن المشغلون الحبوب ميكانيكيًا في أغلب المجتمعات الريفية الإثيوبية
- يؤدي إمداد مطاحن الحبوب بالكهرباء إلى زيادة عوائدها الاقتصادية
- أكثر من 70% من أصحاب مطاحن الحبوب، يعملون على مدار السنة خلال ساعات النهار.
سلّط تقرير حديث لمعهد روكي ماونتن الأميركي "آر إم آي" -بعنوان "الاستخدامات الإنتاجية للطاقة في إثيوبيا"- الضوء على نماذج الأعمال والإستراتيجيات المبكرة لاختبار الأنشطة وتوسيع نطاقها مع إمكان توليد الكهرباء والفرص المتاحة لكهربة قطاع الزراعة.
ويستكشف التقرير الكهربة في الزراعة، لتمكين سبل العيش باستخدام الطاقة النظيفة، كما يورد تحليلًا لـ22 نشاطًا، لمعالجة ما بعد الحصاد عبر سلاسل قيمة، حسبما نشرت مجلة "إي إس آي أفريكا" الجنوب أفريقية.
منهجية التقرير
استخدم التقرير إطارًا متعدد المقاييس لتصنيف الأنشطة ذات الإمكانات العالية، اعتمادًا على مدى ملاءمتها للكهرباء، على المدى القصير، وتقييم القدرة الحالية للمشغلين، وقوة أسواق البيع للمنتجات المصنعة، ومدى ملاءمة أنشطة المعالجة للكهرباء، وإمكان التوسع.
وتمكّن فريق التقرير من وضع خطة لتحديد أولويات تمويل مشروع الوصول إلى الكهرباء، والإضاءة الموزعة في إثيوبيا "إيه دي إي إل إي"، وتطوير برنامج استخدام منتج وطني، وذلك خلال تحديد أنشطة المعالجة الأكثر قابلية للتطبيق باستخدام الكهرباء اليوم.
وتضمّنت الخطة الاختبار الميداني للمستخدمين النهائيين، وإنشاء شراكات عبر القطاعات لتطوير المشاريع المجتمعية، وتحديد إستراتيجيات تكرار التجربة لتوسيع النطاق الوطني.
الاستخدامات الإنتاجية للطاقة
تسعى وزارة المياه والري والطاقة ومؤسسة الكهرباء والجهات المعنية في إثيوبيا إلى الاستفادة من موارد الطاقة الموزعة والاستخدامات الإنتاجية للطاقة، لمواكبة إمداد الكهرباء العالمي من خلال مشروع "الوصول إلى الكهرباء والإضاءة الموزعة في إثيوبيا"، بقيمة 500 مليون دولار.
وتدرك المؤسسات أن دعم الاستخدامات الإنتاجية للطاقة يمثّل الخطوة الأساسية لتحقيق الهدف الوطني لإمداد الكهرباء العالمي، ويتخذ القائمون على التنمية أوضح السبل وأنجعها، لإمداد الريف بالكهرباء ودعم الاستخدامات الإنتاجية في جميع أنحاء إثيوبيا لدعم التنمية المحلية والزراعية.
طحن الحبوب
يعكس طحن دقيق الحبوب الإمكانات القوية لإمداد الكهرباء الفوري بعد الاختبار الميداني، إذ يطحن المشغلون الحبوب، بما في ذلك التيف والقمح والذرة والشعير، ميكانيكيًا في أغلب المجتمعات الريفية الإثيوبية.
ويشير دفع العملاء -بانتظام- مقابل خدمات الطحن إلى إمكانات التوسع في تطوير السوق، من خلال التحول إلى الطحن بالكهرباء، وتطوير معداتة متعددة المحاصيل، ما يزيد من حجم سوق المشغلين وتقليل المخاطر.
أرباح المطاحن ومشغلي شبكات الكهرباء
يؤدي إمداد مطاحن الحبوب بالكهرباء إلى زيادة عوائدها الاقتصادية.
ويعالج صاحب المنشأة صغيرة الحجم، ميكيوريا وفيتينموغن، في مجتمع "جيدام غوت"، غير الموصولة بالكهرباء، في منطقة "ميسراك غوجام" بإقليم "أمهرة"، حبوب التيف والذرة والقمح للعملاء القريبين باستخدام مطحنة حبوب تعمل بالديزل.
ويتقاضى "موغن" نحو 2.50 دولارًا لكل قنطار (100 كغم)، ويُقدّم خدماته إلى نحو 20 عميلًا يوميًا، وتبلغ إيراداته الأسبوعية نحو 125 دولارًا، كما يسعى لتعويض التكلفة العالية للديزل، الذي يستحوذ على 60% من أرباحه.
وستصبح وفورات تكلفة الطاقة الناتجة عن التحول إلى مصانع الكهرباء أمرًا مقبولًا، إذ سيحقّق "موغن" -عند تحويل منشأته إلى مطحنة كهربائية- وفورات في التكاليف التشغيلية بنسبة 57%، ومضاعفة هوامش ربحه مع تعرفة كهرباء تبلغ 0.33 دولارًا/كيلوواط ساعة.
ويشير تحليل الحساسية إلى أنه ما دام بقيت تعرفة الكهرباء أقل من 0.68 دولارًا/كيلوواط ساعة، فإن التحوّل إلى مطحنة كهربائية يكون مجديًا اقتصاديًا.
وبالمقابل يقلِّل ذلك التحول عبء السفر وتكاليفه ووقته لشراء الديزل، كما يحد من المخاوف بشأن تقلّبات أسعار الديزل التي تؤثر على الربحية، حسبما نشرت مجلة "إي إس آي أفريكا" الجنوب أفريقية.
جدير بالذكر أن تحليل معهد روكي ماونتن يسلِّط الضوء على أنه بإمكان "موغن" تحقيق أرباح كافية لسداد استثمار رأس المال في أقل من 3 سنوات، وتحقيق عائد 66% على الاستثمار في 5 سنوات.
المجتمع الزراعي النموذجي
يشير التقرير إلى فرص ادخار مشابهة متاحة للعديد من صغار المشغلين في جميع أنحاء المجتمعات الريفية في إثيوبيا، لأن المجتمع الزراعي النموذجي يُنتج كميات كافية من المحاصيل لتشغيل 3 مشغلين، حتى لو عُولج أقل من 100% من الإنتاج.
ويمكن أن يؤدي تقديم أحمال الاستخدام الإنتاجي -مثل الطحن الكهربائي- إلى تحسين اقتصاديات الشبكات الصغيرة من خلال توليد إيرادات إضافية لمشغلي الشبكات الصغيرة وزيادة استخدام توليد الطاقة الشمسية.
وذكر التقرير أن أكثر من 70% من أصحاب مطاحن الحبوب، الذين جرت مقابلتهم، يعملون على مدار السنة خلال ساعات النهار، ما يجعلهم فئة عملاء جذابة لمشغلي الشبكات الصغيرة.
ويوضح تحليل معهد روكي ماونتن أن أحمال الكهرباء المخصصة لمطحنتين كهربائيتين للحبوب يمكن أن تعزّز مبيعات الكهرباء بنسبة 13-22%، وتخفّض تعرفة الكهرباء اللازمة لاسترداد استثمار الشبكة الصغيرة بنسبة 8-13%.
تحديات الوصول للكهرباء
لا يزال معظم المشغلين في المجتمعات الريفية غير قادرين على التحوّل إلى المعالجة الكهربائية، بسبب تعذّر الوصول إلى خدمة كهرباء موثوقة وتمويل ميسور التكلفة.
وأوضح "موغن" أنه يرغب في توسيع أعمال الطحن وتعزيزها لكسب مزيد من المال، حتى لو تطلّب الأمر استثمارًا ووقت عمل أطول، لكنّ الحصول على مصادر طاقة موثوقة وبأسعار معقولة يمثّل تحديًا كبيرًا، حسبما نشرت مجلة "إي إس آي أفريكا" الجنوب أفريقية.
وأشار أكثر من 80% من المشغلين -الذين جرت مقابلتهم- إلى تعذُّر الحصول على الكهرباء والتمويل بصفتها أهم الحواجز التي تحدّ من نموهم.
اقرأ أيضا..
- البوصلة الإثيوبيّة تتّجه نحو الطاقة الحرارية الجوفية
- مصدر الإماراتية تطور مشروعات طاقة شمسية بقدرة 500 ميغاواط في إثيوبيا
- سيمنس جاميسا توقّع عقدًا لإنشاء أولى مزارعها لطاقة الرياح في إثيوبيا