مهمة صعبة لأفريقيا.. محاربة فقر الطاقة أولوية قبل النظر إلى الحياد الكربوني
خطة وكالة الطاقة غير ممكنة للقارة السمراء
تحرير - أحمد شوقي
- أفريقيا بحاجة إلى النفط والغاز لتوفير احتياجاتها الأساسية من الكهرباء
- تعزيز استثمارات الطاقة المتجددة هدف صعب المنال بالنسبة إلى أفريقيا
- يوجد حاليًا نحو 592 مليون أفريقي دون إمكان الوصول إلى الكهرباء
- خريطة طريق وكالة الطاقة تضع أفريقيا في مواجهة مع 3 أزمات رئيسة
- الغاز الطبيعي ربما يُشكل جسرًا موثوقًا لمصادر الطاقة النظيفة
مع الانتقال السريع والفوري بعيدًا عن الوقود الأحفوري، ربما يكون هدف الوصول إلى الحياد الكربوني ممكنًا بحلول 2050، لكن بالنسبة إلى أفريقيا فإن الأمر يبدو صعبًا للغاية.
وحدّدت وكالة الطاقة الدولية -في تقريرها الصادر خلال مايو/أيّار الجاري- خريطة طريق للوصول إلى الحياد الكربوني؛ تتضمن الوقف الفوري للإنفاق على مشروعات النفط والغاز الطبيعي، وزيادة استثمارات الطاقة النظيفة، ووقف مبيعات السيارات الجديدة العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035.
ويرى الرئيس التنفيذي لغرفة الطاقة الأفريقية، إن غيه أيوك، أن خطة وكالة الطاقة خاطئة تمامًا فيما يتعلق بأفريقيا، التي هي بحاجة إلى النفط والغاز، لتوفير احتياجاتها الأساسية من الكهرباء أولًا، بحسب موقع أفريكا نيوز.
ولم يكن هذا الانتقاد الأول لتقرير وكالة الطاقة، إذ تؤكّد شركة الاستشارات وود ماكنزي أن العالم سيظل بحاجة إلى إمدادات النفط والغاز لعقود مقبلة حتى مع تسارع تحوّل الطاقة، كما وصفته منظمة أوبك بأنه متناقض.
- العالم سيظل بحاجة لإمدادات النفط والغاز رغم تحول الطاقة (تقرير)
- أوبك تهاجم تقرير وكالة الطاقة: "متناقض" وقد يزيد من تقلب أسعار النفط
أهداف غير ممكنة
في سبيل تعزيز الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، سيتطلب الأمر حصول الجميع على الكهرباء في أفريقيا بحلول 2030، لكن مع وجود ما يقرب من 592 مليون أفريقي دون كهرباء حاليًا، سيكون من الصعب تحقيق ذلك في أقل من 10 سنوات، بحسب التقرير.
والأمر الثاني أن خريطة طريق وكالة الطاقة تعتمد على زيادة غير مسبوقة في استثمارات مصادر الطاقة المتجددة من تريليون دولار على مدى السنوات الـ5 الماضية، وصولاً إلى 5 تريليونات دولار سنويًا بحلول عام 2030.
بينما كما تقول منظمة أوبك إنه بالنسبة إلى العديد من البلدان النامية، فإن طريق الحياد الكربوني دون مساعدة دولية غير واضح، مضيفةً أن هناك حاجة إلى الدعم الفني والمالي، لضمان نشر التقنيات والبنية التحتية الرئيسة.
وحتى الآن، استثمرت الدول الغربية وشركات النفط الدولية القليل من أموالها أو لم تستثمر على الإطلاق في مجال الطاقة المتجددة في أفريقيا، كما يرى أيوك.
خلق أزمات جديدة
فضلًا عن أن التزام أفريقيا بخريطة طريق وكالة الطاقة الدولية أمر صعب للغاية، وأن إجبار القارة السمراء على ذلك سيضعها في مواجهة مع 3 أزمات رئيسة، وفقًا للتقرير.
الأولى: من شأن ابتعاد شركات النفط الدولية عن الاستثمار في مشروعات الوقود الأحفوري -كما ترى وكالة الطاقة- في أفريقيا، أن يفتح المجال للصين لمواصلة الاستثمار، ومن ثَمّ ستصبح الكيان الأكثر نفوذًا في صناعة النفط والغاز الأفريقية، ومنح الصين أو أي كيان أجنبي مثل هذا الاحتكار سيكون أمرًا خطيرًا.
والثانية: خطة وكالة الطاقة تتطلب عدم تطوير حقول جديدة للنفط والغاز في أفريقيا، ومن شأن ذلك أن يتسبّب في مخاطر لأمن الطاقة، إذ سيتجاوز الطلب المعروض من الوقود التقليدي، بينما تظهر قضايا أمن الطاقة الجديدة ذات الصلة بالتقنيات الجديدة، مثل الأمن السيبراني وتضاؤل المعروض من المعادن الأرضية النادرة.
وفي حقيقة الأمر، يؤدِّي انعدام أمن الطاقة إلى انعدام الأمن الاقتصادي وعدم الاستقرار الجيوسياسي.
والثالثة: سيؤدي فرض حظر على إنتاج الوقود الأحفوري إلى انهيار العديد من الحكومات المعتمدة على الكربون، إذ تُعدُّ صناعة النفط مصدرًا رئيسًا للدخل بالنسبة إلى العديد من الدول الأفريقية، ودونه سيعاني الاقتصاد وكذلك المواطنون.
دور مهم للغاز الطبيعي
في الوقت الذي يصعب فيه اعتماد تقنيات مصادر الطاقة المتجددة في أفريقيا، يظهر الغاز الطبيعي بوصفه جسرًا موثوقًا لمصادر الطاقة النظيفة، كما أن تكلفته معقولة.
وبحسب تقرير توقعات الطاقة الأفريقية لعام 2021 والصادر عن غرفة الطاقة الأفريقية، فإنه من المتوقع أن يرتفع إنتاج الغاز في أفريقيا واستهلاكه في العقد الحالي.
ونتيجة لذلك، سيكون قطاع الغاز الطبيعي في أفريقيا قريبًا مسؤولًا عن توفير فرص عمل على نطاق واسع، وزيادة فرص تحقيق الدخل والتنوع الاقتصادي، وفقًا للتقرير.
كما أن مبادرات توليد الكهرباء -عبر استخدام الغاز الطبيعي- ستوفر المزيد منها للأفارقة الباحثين عنها.
في حين أن القضايا البيئية هي محور التركيز الرئيس في الغرب، وأن الدول النامية في أفريقيا تهتم أكثر بالأجور المعيشية وتوفير الضروريات الأساسية لسكان القارة.
لذلك -كما يقول التقرير- تستحق أفريقيا فرصة الاستفادة من نفطها وغازها لتقوية نفسها أولًا وسدّ الاحتياجات الأساسية، قبل فرض مسار يصعب تحقيقه لديها، وتحدّده المؤسسات الغربية التي لا تواجه العقبات نفسها.
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة: تعهدات الحياد الكربوني غير كافية.. وخارطة طريق لتفادي الأزمة
- الظلام في أفريقيا.. أزمات طاحنة وصعوبات اقتصادية وحلول بديلة