ردًا على بايدن.. الجمهوريون يهددون بالتصعيد حال وقف تمويل الوقود الأحفوري
أمناء الخزانة يديرون أكثر من 600 مليار دولار من الأصول
دينا قدري
انتقد المشرّعون الجمهوريون في الولايات المتحدة جهود إدارة الرئيس جو بايدن لإلغاء تمويل شركات الوقود الأحفوري، مهددين بسحب الأصول من المؤسسات المالية التي ترضخ لمثل هذه الجهود.
اعتمدت إدارة بايدن -بقيادة المبعوث الرئاسي الخاص للمناخ جون كيري- على المصارف للمساعدة في تقليل انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة.
سحب الأصول
هدّد أكثر من 12 من أمناء الخزانة الجمهوريين بسحب الأصول من المؤسسات المالية الكبيرة، إذا وافقت على إزالة الكربون من محافظها الإقراضية والاستثمارية، وفقًا لما نقله موقع أكسيوس الأميركي.
يتحكم أمناء الخزانة بشكل جماعي في مئات المليارات من الأصول، وصرّح 15 منهم -بقيادة ويست فيرجينيا- بأنهم مستعدون لاستخدام هذه القوة المالية للتصدي لضغوط إدارة بايدن.
يشمل الجهد أمناء الخزانة من ولاية أخرى ذات حضور كبير في صناعة الطاقة، مثل نورث داكوتا وكنتاكي وبنسلفانيا وأوكلاهوما.
رسالة إلى كيري
بعث المسؤولون برسالة، أمس الثلاثاء، إلى جون كيري -الذي يقود جهود الإدارة الأميركية لحشد المصارف في معركة سياسة المناخ.
وكتبوا: "نعتزم إخطار البنوك والمؤسسات المالية بموقفنا، حيث نحثهم على عدم الاستسلام لضغوط إدارة بايدن لرفض الإقراض أو الاستثمار في شركات الفحم والنفط والغاز الطبيعي".
يدير المسؤولون -الذين وقعوا الرسالة- بشكل جماعي أكثر من 600 مليار دولار أميركي من الأصول في خزائن الدولة وصناديق التقاعد والحسابات الحكومية الأخرى، وفقًا للبيانات المالية المتاحة للجمهور والمعلومات المقدمة من مكاتب أمين خزانة الدولة.
تعمل تلك الولايات مع مؤسسات مالية كبيرة لاستثمار الأموال وتنميتها، لدعم الإنفاق الحكومي ومدفوعات التقاعد للعمّال السابقين.
إنهاء العقود
صرّح أمين الخزانة في ولاية ويست فيرجينيا، رايلي مور، بأنه مستعد لإنهاء العقود مع المصارف التي تسحب قروض صناعة الوقود الأحفوري استجابةً لضغط الإدارة.
وقال -في مقابلة مع أكسيوس-: "ليس من العدل أن يسمح سكان ويست فيرجينيا لمصرفٍ ما بالتعامل مع أموالنا عندما يكونون متعارضين تمامًا مع أسلوب حياتنا"، واصفًا الأمر بأنه "مسألة حياة أو موت" بالنسبة للمواطنين.
وأضاف أن مشغّلي الفحم والغاز في ولايته أبلغوا عن صعوبات في الحصول على تمويل من المصارف، مُلقين باللوم على ضغوط من إدارة بايدن لمحاولة تحويل محافظهم إلى الطاقة الخضراء.
إساءة استخدام السلطة
كان عضو اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، بات تومي، وجميع الأعضاء الجمهوريين في اللجنة، قد بعثوا رسالة في 20 أبريل/نيسان الماضي، تدعو كيري إلى التوقف عن الضغط على المصارف لتقديم التزامات إقراض متعلقة بالطاقة، قبل قمة القادة حول المناخ التي استضافها الرئيس بايدن.
وجادل الأعضاء في الرسالة بأن إساءة استخدام سلطة الحكومة للتأثير في الإقراض المصرفي وممارسات الاستثمار سيشوّه تخصيص رأس المال، ويرفع تكاليف الطاقة للمستهلكين، ويبطئ النمو الاقتصادي.
كما ذكّر الأعضاء كيري بأن أحد المحركات الرئيسة للنجاح الاقتصادي لأميركا كون "حكومتنا تقوم على أساس حكم القانون -وليس الإكراه".
معاقبة شركات الطاقة
أعربت الرسالة أيضًا عن القلق من أن الرئيس بايدن سيوقّع قريبًا أمرًا تنفيذيًا يسمح بتفويض جديد يجبر الشركات المتداولة علنًا على الكشف عن معلومات غير مادية حول ظاهرة الاحتباس الحراري.
وكتب الأعضاء: "الهدف الواضح من هذا الجهد ليس حماية المستثمرين، ولكن معاقبة شركات الطاقة المشروعة من خلال ردع إقراض مثل هذه الشركات والاستثمار فيها".
اقرأ أيضًا..
- خطة بايدن للبنية التحتية.. كيف سيتأثر قطاع الطاقة؟
- الفيروس الأخضر.. انتقادات حادة لخطط "بايدن" و"جونسون" لمعالجة تغير المناخ
- قمة بايدن للمناخ.. حائزو نوبل يدعون للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري