قرض الاستثمار الأوروبي يحفز صربيا على تشغيل "ترك ستريم" في هذا الموعد
فوائد عديدة للمشروع بعد بدء التدفقات
محمد فرج
- بالنسبة لبنك الاستثمار الأوروبي يعدّ المشروع هو الأخير الذي سيجري توفير تمويل له بعد أن تعهّد في عام 2019 بإنهاء الدعم لمشروعات الوقود الأحفوري
- تعمل بلغاريا على بناء خط ربط جديد مع اليونان سيسمح للغاز الأذربيجاني بالتدفق شمالاً إلى بلغاريا ومن أجل الغاز الطبيعي المسال اليوناني المعاد تحويله إلى غاز للوصول إلى بلغاريا ثم إلى صربيا
حفّز القرض المقدّم من بنك الاستثمار الأوروبي، صربيا على المُضي بوتيرة أسرع لتشغيل خط ربط الغاز مع بلغاريا، والذي تتطلع لتشغيله عام 2023، ضمن خطتها لتنويع مصادر استيراد الغاز.
وربطت بلغاريا وصربيا بالفعل شبكتي الغاز نهاية العام الماضي، للسماح للغاز الروسي المستورد عبر خط أنابيب ترك ستريم بالوصول إلى صربيا عبر شبكة موسعة، وبدأت التدفقات في العام الجاري.
يعدّ مشروع الربط بين بلغاريا وصربيا البالغ طوله 170 كيلومترًا مشروعًا منفصلًا -يمتد من العاصمة البلغارية صوفيا عبر ديميتروفغراد في صربيا إلى نيس- مما يمنح صربيا خيار توريد غير روسي.
ويبلغ طول الأنبوب ترك ستريم -في الجزء الخاص بصربيا- الذي يمرّ عبر "زاجيكار" إلى هوروغوس، قرابة 403 كيلو متر، وينقل الغاز من روسيا عبر تركيا وبلغاريا، حسبما نشره موقع إس آند بي غلوبال بلاتس، اليوم الإثنين.
وسيمكن صربيا من استيراد الغاز عبر بلغاريا من ممر الغاز الجنوبي -جلب الغاز من أذربيجان إلى جنوب أوروبا- وبصفة غاز طبيعي مسال مُعاد تحويله إلى غاز من محطات الغاز الطبيعي المسال القائمة والمخطط لها في اليونان.
تأمين إمدادات الطاقة
قالت نائبة رئيس الوزراء وزيرة الطاقة الصربية زورانا ميهايلوفيتش: "إن بناء خط أنابيب الغاز نيس ديميتروفغراد سيزيد بشكل كبير أمن الطاقة ليس فقط لصربيا، ولكن أيضًا للمنطقة بأكملها".
ويقدّم بنك الاستثمار الأوروبي قرضًا بقيمة 25 مليون يورو (30 مليون دولار أميركي) لبناء الجزء الصربي من خط الربط، والذي يهدف إلى تنويع إمدادات الطاقة في صربيا.
وحصل مشروع الربط بين بلغاريا وصربيا على منحة بقيمة 49.5 مليون يورو (59 مليون دولار أميركي) من الاتحاد الأوروبي.
وسيمتد خط الأنابيب البالغة طاقته الإنتاجية 1.8 مليار متر مكعب في السنة في اتجاه بلغاريا وصربيا، مع إمكان التدفق العكسي لنحو 62 كيلومترًا في بلغاريا و 108 كيلومترات في صربيا.
آخر مشروع وقود
بالنسبة لبنك الاستثمار الأوروبي، يعدّ المشروع هو الأخير الذي سيجري توفير تمويل له بعد أن تعهّد عام 2019 بإنهاء الدعم لمشروعات الوقود الأحفوري بلا هوادة، بما في ذلك الغاز.
قالت نائبة رئيس البنك، ليليانا بافلوفا: "بجزء من سياسة إقراض الطاقة التي جرى الاتفاق عليها في عام 2019 من بنك الاستثمار الأوروبي، فقد التزمنا بدعم عدد قليل من مشروعات الغاز المختارة قيد التقييم بالفعل، قبل الانتقال إلى الإقراض للطاقة المتجددة فقط بدءًا من نهاية العام الجاري".
وتابعت: "لهذا السبب قدّم بنك الاستثمار الأوروبي مبلغًا بقيمة 25 مليون يورو (30 مليون دولار أميركي) لدعم بناء الجزء الخاص بصربيا، وهو مشروع من أولويات الاتحاد الأوروبي ومبادرة توصيل الطاقة لوسط وجنوب شرق أوروبا".
موعد تدشين الخط
قالت نائبة رئيس الوزراء وزيرة الطاقة الصربية زورانا ميهايلوفيتش: "إن توقيع اتفاقية القرض مع بنك الاستثمار الأوروبي، بالإضافة إلى منحة الاتحاد الأوروبي التي جرت الموافقة عليها سابقًا، تضع اللمسات الأخيرة عمليًا على الإطار المالي لبناء ربط الغاز بين صربيا وبلغاريا".
وأوضحت أن خط أنابيب الغاز نيس ديميتروفغراد، الذي من المفترض أن يبدأ تشييده العام الجارى، سيمكّن صربيا من إمدادها بالغاز من مورّدين آخرين".
وقالت، إن الإمدادات تجري عبر محطات الغاز الطبيعي المسال في اليونان، من خطوط أنابيب الغاز تاب وتاناب، التي تشكّل جزءًا من ممر الغاز الجنوبي، وربما من خط أنابيب غاز شرق البحر المتوسط.
وتمتلك اليونان محطة واحدة عاملة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في ريفيسوزا، والتي بدأت عملياتها في عام 2000 ووسعت قدرتها في عام 2018، لكن الحكومة تدعم مصنعًا ثانيًا بجزء من الجهود المبذولة لجعل البلاد مركزًا إقليميًا للغاز.
توفير التمويل يدفع المشروع للأمام
تعمل بلغاريا أيضًا على بناء خط ربط جديد مع اليونان -الرابط بين اليونان وبلغاريا- والذي سيسمح للغاز الأذربيجاني بالتدفق شمالًا إلى بلغاريا، ومن أجل الغاز الطبيعي المسال اليوناني المعاد تحويله إلى غاز، للوصول إلى بلغاريا ثم إلى صربيا.
ومن المتوقع بدء تشغيل وحدة التخزين وإعادة التحويل العائمة 5.5 مليار متر مكعب سنويًا.
وقال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في صربيا، السفير فابريزي، إن قرض خط أنابيب نيس-ديميتروفغراد كان خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تحقيق المشروع.
وتابع: "أرحب بهذا المشروع أيضًا بوصفه جزءًا أساسيًا من إستراتيجية صربيا الأوسع نطاقًا لاستكمال التحرير الجاري لقطاع الغاز، وهو التزام مهم لتعزيز صربيا في مفاوضات الانضمام مع الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضًا..