باحث أميركي يروي تجربته مع شحن سيارته الكهربائية

يرى الباحث البيئي الأميركي بيل ماكيبين أن العديد من الحكومات في العالم يجب أن تعمل بوتيرة أسرع لمواجهة تغير المناخ، وأن تكلل المناقشات والخطط التي وضعتها الحكومات المختلفة بجدول زمني حقيقي للتنفيذ.

وعرض تجربته ومقترحاته بشأن التوسع في منظومة شحن السيارات الكهربائية في مقال بمجلة النيويوركر هذا نصه:

لقد قضيت رحلة عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة عيد ميلاد أمي عبر نيو إنغلاند. وكان لدي مخاوف بشأن الرحلة ولكن وبفضل توافر اللقاح، سُمح لي أخيرًا بالذهاب لرؤية أمي لأول مرة منذ عام، للاحتفال بعيد ميلادها التسعين.

كان علي أن أصل إلى هناك أولاً، من منزلي في ريف فيرمونت إلى مجتمع التقاعد في ضواحي بوسطن. لا توجد حافلة أو قطار يقوم بالرحلة، لذلك كان علي معرفة كيفية القيام بذلك بسيارتي الكهربائية، كيا نيرو.

شحن السيارة في المنزل

في الأوقات الطبيعية عادة، اشحن السيارة في المنزل، من وحدة شحن متصلة بألواح الطاقة الشمسية الموجودة على سطح المنزل. ويمكن أن تغطي الشحنة الكاملة نطاقًا قرابة 250 ميلاً، وهو ما يكفي لأكثر من 98% من الرحلات التي أقوم بها في العام.

الذهاب إلى بوسطن والعودة مرة أخرى، تعد مسافة كبيرة، وسأضطر إلى استخدام محطة شحن عامة على طول الطريق.

وبدأت في إلقاء نظرة سريعة على التطبيقات المختلفة المصممة للمساعدة في العثور على وحدات الشحن، يبدو أنه لا توجد مشكلة - تظهر المواقع على الخريطة على طول الطرق السريعة بين الولايات.

وفي الوقت نفسة، يُظهر المزيد من عمليات البحث أن معظمها، بشكل أساسي، غير مجدي، لاسيما وأنها أجهزة شحن بطيئة مصممة للاستخدام طوال الليل، أو أنها موجودة في الكثير من الأنشطة التجارية حيث يتواجد الموظفون في أماكن وقوف السيارات طوال اليوم.

تجربة شحن السيارة في الطريق

كنت أقوم بإجراء التجارب في الأسبوع السابق، حيث زرت وحدة شحن على بعد كيلومترات من منزلي. بعد 23 دقيقة مللت من الانتظار، أضفت فقط ما يكفي ليقودني لمسافة 14 ميلاً، وبتكلفة 4.13 دولار، وهو ما يعادل 12 دولارا إذا كانت سيارتي تعمل بالبنزين.

تعد السيارات الكهربائية جزء أساسي في مهمة التعامل مع أزمة المناخ. نحن بحاجة ماسة إلى القطارات الكهربائية والحافلات والدراجات البخارية أيضاً.

يشكل النقل ما يقرب من ثلث انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة، وتشكل السيارات والشاحنات الجزء الأكبر من ذلك.

وتنتج الطاقة الكهروضوئية، على مدار حياتها، أقل من نصف الانبعاثات التي تنتجها السيارات التي تعمل بالغاز، ويمكن دفع هذه المستويات إلى الانخفاض بشكل مطرد حيث تصبح الشبكة الكهربائية أكثر قابلية للتجديد.

التوسع في محطات الشحن ضرورى

لن يشتري الناس السيارات الكهربائية طالما ظل وضع الشحن في حالة من الفوضى. ويبدو أن مالكو تيسلا هنا لديهم أفضلية قليلاً، حيث لم يتشتت انتباه إيلون ماسك بسبب العملات الافتراضية أو حفر الأنفاق، وأدرك أنه يحتاج إلى بناء شبكة من وحدات الشحن للسيارات.

ويوجد الآن أكثر من 10 آلاف منفذ "شاحن فائق" تابع لشركة تيسلا في مواقع إستراتيجية بجميع أنحاء البلاد. ولم يكن ماسك قادراً على إقناع شركات صناعة السيارات الأخرى بالانضمام إليه، ربما لأن الشروط التي قدمها كانت مرهقة.

وحسب إحصاءات وزارة الطاقة الأميركية، لا يوجد سوى 7800 منفذ شحن للسيارات الكهربائية، منتشرة عبر 4 آلاف محطة. وفي المقابل هناك 128 ألف محطة وقود توفر البنزين.

ويفسر كل هذا سبب اقتراح إدارة بايدن إنفاق 15 مليار دولار لبناء محطات شحن- أو تقديم برامج المنح والحوافز لحكومات الولايات المحلية والقطاع الخاص في محاولة لدعم تسريع نشر وحدات شحن السيارات الكهربائية.

إذا استغرق شحن السيارة 30 دقيقة، فإن المطاعم التي بها مواقف سيارات ستكون حلفاء طبيعيين، نظرا لأن البعض سيلجأ إليها حتى يتم شحن سيارته. وهناك أيضًا حاجة كبيرة إلى شواحن للأشخاص الذين يوقفون سياراتهم في شوارع المدن.

ومع ذلك، فإن بناء محطات الشحن الكهربائي هي أسهل جزء في مهمة التنفيذ التي تنتظرنا، لأنها لا تتضمن الذهاب إلى منزل أي شخص لاقناعه بجدوى السيارات الكهربائية.

اقرأ أيضا..

• مقال - بيانات التلوّث العالمية تكشف تعصّب الأوروبيين ضدّ النفط

• مقال - النفط وسياسات التغيّر المناخي والسيارات الكهربائية