البرازيل تواجه معضلة ارتفاع تكاليف الوقود الحيوي

تسبب ارتفاع تكاليف الإيثانول والديزل الحيوي في البرازيل في إثارة مخاوف الشركات الصناعية، خاصة مع سياسة البلاد الطموحة لمزج المزيد من الوقود الحيوي مع وقود النقل مثل البنزين والديزل لتقليل الانبعاثات.

ودفعت أزمة الجفاف التي تتعرض لها البرازيل إلى رفع أسعار الكهرباء ووقود الإيثانول -الذي يُنتج من قصب السكر وتستخدمه السيارات-، حسبما ذكرت وكالتا رويترز وبلومبرغ.

وقالت وزارة المناجم والطاقة البرازيلية، إنه سيتم تخفيض مزج وقود الديزل الحيوي مع الديزل من 13% إلى 10% لشهري يوليو/تموز وأغسطس/آب. ويعد هذا مخالفًا لتوقعات العديد من المنتجين.

ووفقًا للوائح البرازيلية، لا يمكن تداول الوقود الحيوي إلا في إطار عملية المزاد، والتي تحدث على أساس نصف شهري، حسبما ذكر موقع اس آند بي غلوبال بلاتس.

يعتبر مزج الوقود الحيوي أحد المكونات الرئيسية في الخطة الوطنية البرازيلية، بموجب اتفاقية باريس لخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 43% حتى عام 2030 من مستويات 2005.

مزيج وقود الديزل الحيوي

رفعت البرازيل في شهر مارس/آذار الماضي من نسبة المزج الإلزامي للديزل الحيوي من 12% إلى 13%. ومع ذلك، تم النظر في هذا الهدف في المزاد رقم 78.

وفي المزاد، تداول المنتجون والموزّعون الحجم المطلوب لتزويد الطلب المقدر لشهري مارس/آذار وأبريل/نيسان.

وتهدف البرازيل إلى زيادة مزيج وقود الديزل الحيوي إلى 15% في مارس/آذار 2023.

أرسلت الرابطة الوطنية للتجارة في الوقود وزيوت التشحيم، التي لديها ما يقرب من 41 ألف تاجر تجزئة للوقود، خطابًا رسمياً يطلب من الوزارة خفض تفويض مزج الإيثانول اللامائي من 27% في البنزين إلى 18%.

وقالت الرابطة، إن هذه الخطوة من المتوقع أن تقلل من تكلفة الوقود للمستهلكين. واستشهدت بارتفاع سعر الإيثانول اللامائي ونقص العرض كسبب رئيسي لدعم انخفاض في مزيج الإيثانول الوطني.

أسباب ارتفاع الأسعار

قامت شركة اس آند بي غلوبال بلاتس بتقييم طاحونة ريبيروبريتو اللامائية يوم الجمعة الماضية بسعر 3.6 ريال برازيلي لكل متر مكعب، مما يمثل زيادة سنوية بنسبة 43.8%.

في حين أن الزيادة في سعر البنزين البرازيلي، الممزوج بنسبة 27% من الإيثانول اللا مائي، يمكن أن تُعزى جزئيًا إلى ارتفاع تكاليف الوقود الحيوي ، فإن ارتفاع أسعار النفط الدولية وانخفاض سعر الريال مقابل الدولار الأميركي يعتبران من العوامل الرئيسية وراء ارتفاع الأسعار.

ويحتاج موزعو الوقود ومنتجي الإيثانول في البرازيل الذين يتاجرون بالإيثانول اللامائي في دورة المحاصيل السابقة، إلى وضع عقود طويلة الأجل لما يعادل 90% من إجمالي الحجم المتفاوض عليه في العام السابق، كإجراء لضمان أمن الإمداد في البلاد.

والجدير بالذكر أنه في عام 2019، ساهم قطاع الطاقة بنسبة 19% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في البرازيل. ويمثل نشاط النقل أعلى نسبة انبعاثات بنسبة 47%.

اقرأ أيضا..

• الوقود الحيوي.. سلاح البرازيل لخفض الانبعاثات في قطاع النقل
• أزمة الجفاف ترفع أسعار الكهرباء والإيثانول في البرازيل