الطاقة الكهرومائية.. عنصر حاسم لمواجهة تغيّر المناخ
المحطات بحاجة للتطوير
أحمد شوقي
تستحوذ الطاقة الكهرومائية على الحصة الأكبر من مصادر الطاقة المتجددة المثبتة حول العالم، لكنها تحتاج للمزيد من التطوير للوفاء بأهداف اتفاقية باريس للمناخ
وعلى الرغم من وجود عدد كبير من مشروعات الطاقة الكهرومائية في طور الإعداد، فإن قدرًا كبيرًا من السعة المركّبة عُرضة للتوقف أو بحاجة إلى التجديد، بحسب تقرير حديث صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).
أهمية الطاقة الكهرومائية
تستحوذ الطاقة الكهرومائية على 43% من الطاقة المتجددة المثبتة عالميًا، وفقًا لتقرير آيرينا.
ويرى المدير العامّ للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، فرانشيسكو لاكاميرا، أن الطاقة الكهرومائية ستكون عنصرًا مهمًا في إزالة الكربون من أنظمة الطاقة، بالنظر إلى دورها في توليد كهرباء نظيفة، بالإضافة لتقديم المرونة في دمج مصادر الطاقة المتجددة المتغيرة.
وفي حين إن الطاقة الكهرومائية كانت عادةً مصدرًا لتوليد أحمال الكهرباء الأساسية، فإنها تُستخدم بشكل متزايد في أوقات الذروة، ومصدرًا لخدمات التوليد والطاقة المرنة وإدارة المياه والمنافع الاجتماعية والاقتصادية.
وبحسب وكالة الطاقة المتجددة، فإنه ينبغي مضاعفة الطاقة الكهرومائية عالميًا بحلول عام 2050، لتحقيق الهدف المناخي المتمثل في خفض درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس.
الحاجة للتطوير
يوجد في الوقت الحالي نحو 680 غيغاواط من السعة الإضافية للطاقة الكهرومائية في طور الإعداد، لكن على الجانب الأخير تقادم ما يقرب من 50% من السعة المركبة، حيث توجد منذ 30 عامًا، لذا تحتاج للتطوير.
ويقول الرئيس التنفيذي للتحالف الدولي للطاقة الكهرومائية، إيدي ريتش، إنه لم يعد هناك أيّ مبرر في عام 2021 لعدم وجود ممارسات بيئية جيدة في قطاع الطاقة الكهرومائية.
وفي سبيل ذلك، أفصح التحالف الدولي للطاقة الكهرومائية عن إعلان سان خوسيه بشأن الطاقة الكهرومائية المستدامة الذي سيصادق عليه المؤتمر العالمي للطاقة الكهرومائية في سبتمبر/أيلول، قبل عرضه في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي لعام 2021، والمعروف باسم COP26 في غلاسكو، خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ويوضح ريتش: "سيسعى الإعلان إلى وضع الطاقة الكهرومائية المستدامة عنصرًا أساسًا في معالجة تغيّر المناخ، مع توضيح أن ممارسات الاستدامة الجيدة يجب أن تكون الحد الأدنى من التوقعات في المستقبل".
تحديات كبيرة
تواجه إضافات سعة الطاقة الكهرومائية تحديات كبيرة، بالنظر إلى الفترات الزمنية الطويلة المطلوبة للتخطيط والبناء.
ويتطلب ذلك تدشين الاستثمارات الضرورية، فضلًا عن الحاجة إلى ضمان الاستدامة، والابتكارات في التكنولوجيا والأسواق ونماذج الأعمال.
وبحسب التقرير، تعمل الدول التي تقود زمام المبادرة في الطاقة الكهرومائية -مثل الصين وإندونيسيا وتركيا والولايات المتحدة- على التركيز على الطاقة الكهرومائية التي يجري تخزينها بالضخ، إلى جانب تحديث وتجديد المحطات القائمة.
اقرأ أيضًا..
- قفزة في الطلب على الطاقة المتجددة.. و"الرياح" في المقدمة (تقرير)
- الطاقة الكهرومائية تزيد التوترات بين الدول.. ومخاوف من مواجهات مباشرة