الكهرباء النظيفة.. الأرخص والأكثر فاعلية لإزالة الكربون عالميًا (تقرير)
مع استخدام 500-800 مليون طن من الهيدروجين النظيف سنويًا
دينا قدري
أكد تقريران جديدان -أصدرتهما لجنة انتقالات الطاقة- أن الكهرباء النظيفة تُعد أكثر فاعلية لإزالة الكربون من الاقتصادات، مع ضرورة نمو منشآت الطاقة الشمسية والرياح، ووضع سياسة عامة لتسريع اعتماد الهيدروجين الأخضر عبر قطاعات متعددة.
ويدرس التقريران جدوى تحقيق اقتصاد خالٍ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050، والإجراءات المطلوبة في العقد المقبل، لوضع هذا الهدف في متناول اليد.
واللجنة عبارة عن هيئة بحثية يدعمها المنتدى الاقتصادي العالمي، وتتكون من ائتلاف من منتجي الطاقة العالميين، وصناعات الطاقة، والمؤسسات المالية، والمدافعين عن البيئة.
الكهرباء النظيفة
إن الانتقال إلى الكهرباء النظيفة -بوصفها مصدرًا رئيسًا للطاقة- يُمثّل الطريقة الأرخص والأكثر فاعلية لإزالة الكربون من الاقتصادات العالمية، بحسب ما أكدته منصة "بي في ماغازين".
أوضح التقريران أن الانخفاض السريع في تكاليف مصادر الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة يجعل من الممكن تحقيق التوسع الهائل المطلوب لأنظمة الطاقة النظيفة بتكلفة منخفضة.
الرياح والطاقة الشمسية
ومع ذلك، يجب أن تنمو طاقة الرياح والطاقة الشمسية من 10% من إجمالي توليد الكهرباء حاليًا إلى نحو 40% بحلول عام 2030، وأكثر من 75% بحلول عام 2050.
ونتيجة لذلك، يجب أن تنمو منشآت الطاقة الشمسية والرياح السنوية بمعدل 5-7 مرات بحلول عام 2030، وأكثر من 10 مرات بحلول عام 2050.
كما يجب أن ينضم إليها النشر الموازي لتقنيات التوليد الأخرى الخالية من الكربون (مثل الطاقة المائية والنووية)، وحلول المرونة، والتخزين، وشبكات الطاقة، لتقديم أنظمة طاقة خالية من الكربون على نطاق واسع.
وفي الإجمالي، يُمكن أن تمثّل الكهرباء ما يصل إلى 70% من الطلب النهائي على الطاقة بحلول عام 2050، مقابل 20% اليوم، مع توقع زيادة إجمالي استخدام الكهرباء بمقدار 5 مرات في العقود المقبلة، بحسب التقريرين.
الهيدروجين النظيف
أكد التقريران أن الهيدروجين النظيف سيلعب دورًا تكميليًا في إزالة الكربون عن القطاعات التي من المحتمل أن يكون فيها التحول المباشر إلى الكهرباء صعبًا من الناحية التكنولوجية أو باهظ التكلفة، مثل إنتاج الصلب والشحن لمسافات طويلة.
ومن المحتمل أن يحتاج الاقتصاد الخالي من انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول منتصف القرن إلى استخدام "نحو 500-800 مليون طن من الهيدروجين النظيف" سنويًا، بزيادة قدرها 5-7 أضعاف، مقارنةً باستخدام الهيدروجين اليوم.
ومن المرجح أن يكون الهيدروجين الأخضر -الذي يُنتج عن طريق التحليل الكهربائي للمياه- هو طريق الإنتاج الرئيس والأكثر تنافسية من حيث التكلفة على المدى الطويل، بسبب انخفاض تكاليف معدات الكهرباء والمحلل الكهربائي.
وقال التقريران إنه قد يمثّل -أيضًا- ما يقرب من 85% من إجمالي الإنتاج بحلول عام 2050.
تكاليف الهيدروجين
أبرز التقريران مدى أهمية الزيادة السريعة في الإنتاج والاستخدام في عشرينات القرن الحالي، لإطلاق تخفيضات في التكاليف (لخفض تكاليف الهيدروجين النظيف إلى أقل من 2 دولار/كجم)، وجعل أهداف النمو في منتصف القرن قابلة للتحقيق.
ومع ذلك، حتى بعد أن يصبح الهيدروجين النظيف أقل تكلفة من الهيدروجين الرمادي، فإن استخدامه -عبر قطاعي الصناعة والنقل- سيظل يفرض في كثير من الأحيان "علاوة تكلفة صديقة للبيئة"، مقارنةً بالتقنيات الحالية عالية الكربون.
سياسة عامة
ذكر التقريران أن السياسة العامة "ضرورية" لدفع اعتماد الهيدروجين النظيف، وسيحتاج صانعو السياسات -أيضًا- إلى توقع احتياجات نقل الهيدروجين وتخزينه المتزايدة.
وفي الإجمالي، 85% من الاستثمارات المطلوبة لتكثيف إنتاج الهيدروجين مخصصة لتوفير الكهرباء المتجددة.
وسيكون -بالإضافة إلى ذلك- نحو 2.4 تريليون دولار (80 مليار دولار سنويًا) مطلوبًا من الآن حتى عام 2050 لمرافق إنتاج الهيدروجين والنقل والتخزين.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة قد تصبح بديلاً عن الوقود الأحفوري لإمداد العالم بالكهرباء (تقرير)
- المملكة المتحدة تتوقع 95% من توليد الكهرباء منخفض الكربون بحلول 2035
- الاقتصاد الأخضر يدعم سوق العمل عالميًا بملايين الوظائف (تقرير)