من النفط إلى المعادن.. الصين تتوسع في استثماراتها بأفريقيا
بكين تأمل بتكثيف أعمالها في الكونغو وأنغولا
محمد فرج
- على مدى العقدين الماضيين، ذهب جزء كبير من إقراض الصين في أفريقيا إلى أنغولا
- قدّمت الصين بين عامي 2000 و2019 قروضًا بقيمة 42.6 مليار دولار إلى أنغولا
- من المقرر أن تتولى الصين تمويل مشروعات البنية التحتية في جمهورية الكونغو الديمقراطية
- رغم ارتفاع الإقراض الصيني لجمهورية الكونغو الديمقراطية، فإن معظم القروض استخدمت لتمويل مشروعات الطرق والطاقة الكهرومائية
تخطط الصين لتحويل تركيزها الاستثماري في أفريقيا من النفط إلى المعادن، وتسعى للتوسع في المشروعات بشتى الطرق.
وترى بكين أن أفريقيا بها فرص واعدة للاستثمار وتنفيذ المشروعات، خاصة في مجال تطوير البنية التحتية والطاقة والنفط والمعادن، وتسعى الشركات ورجال الأعمال لتكثيف أعمالهم في القارّة السمراء خلال المدة المقبلة.
وعلى مدى العقدين الماضيين، ذهب جزء كبير من إقراض الصين في أفريقيا إلى أنغولا، التي كانت رائدة في مفهوم القروض المدعومة بالنفط لدفع تكاليف الطرق وسدود الطاقة والموانئ، حسبما ذكر موقع ساوث تشاينا مورنينج بوست.
ووفقًا لمبادرة أبحاث أفريقيا الصينية في جامعة جونز هوبكنز، قدّمت الصين بين عامي 2000 و2019 قروضًا بقيمة 42.6 مليار دولار أميركي إلى أنغولا، أي نحو 30% من إجمالي قروضها للدول الأفريقية.
التوسع الاستثماري في الكونغو الديمقراطية
قال محللون، إن زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يى لجمهورية الكونغو الديمقراطية في وقت سابق من هذا العام تشير إلى تحوّل في تركيز بكين على الإقراض والاستثمار في أفريقيا .
وخلال زيارته إلى كينشاسا في يناير/كانون الثاني، وعد وانغ بأن تشطب بكين قروضًا للدولة الواقعة في وسط أفريقيا تبلغ قيمتها نحو 28 مليون دولار أميركي لمساعدتها على التعامل مع تأثير تفشّي وباء كورونا، بجانب تقديم 17 مليون دولار أميركي في شكل دعم مالي آخر.
ومن المقرر أن تتولى بكين تمويل مشروعات البنية التحتية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أصبحت الدولة الـ 45 التي توقّع على مبادرة الحزام والطريق، وهي الخطة الكبرى لبكين لتعزيز الترابط والتجارة في جميع أنحاء العالم.
ورغم أن الصين لا تزال أكبر مستورد للنفط في العالم، فإن توافر النفط الخام من الشرق الأوسط -الذي كانت شحنته ستذهب تقليديًا إلى الولايات المتحدة، لكنها لم تعد كذلك بسبب العقوبات- يعني أنها لم تعد تعتمد بشدّة على المورّدين الأفارقة، كما يقول المحللون.
بكين تحتاج إلى النحاس والكوبالت والمعادن
قال كبير المحللين، مارك بوهلوند، إن الصين تحتاج من أفريقيا، النحاس والكوبالت والمعادن النادرة الأخرى، حسبما ذكر موقع ساوث تشاينا مورنينج بوست.
وأضاف: "هذا أحد الأسباب لتوقّع تحوّل مشاركة الصين في أفريقيا نحو جمهورية الكونغو الديمقراطية".
وقال عضو في مركز دراسات غرب آسيا وأفريقيا في معاهد شنغهاي للدراسات الدولية، تشو يويوان، إنه على الرغم من أن الشركات الصينية قد استثمرت في المناجم الأفريقية، بما في ذلك في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلّا أنها لا تزال لاعبًا ثانويًا مقارنةً بعمالقة التعدين في الدول الغربية.
وقال رئيس تقييم الأسعار فى شركة ستاندرد، كاسبار رولز، إن الشركات الصينية أصبحت أكثر نشاطًا في الكونغو الديمقراطية.
مشروعات الطرق والطاقة الكهرومائية
أوضح رولز أن شركة تشاينا موليبدنوم، التي تملك ثاني أكبر منجم للكوبالت في العالم في جمهورية الكونغو الديمقراطية، اشترت مؤخرًا مورد كيسانفو غير المطور حتى الآن من فريبورت ماكموران مقابل 550 مليون دولار أميركي، في حين نشطت شركات صينية أخرى مثل هوايو كوبالت وتشنغتون للتعدين.
ورغم ارتفاع الإقراض الصيني لجمهورية الكونغو الديمقراطية، فإن معظم القروض استُخدمت لتمويل مشروعات الطرق والطاقة الكهرومائية .
وقال، إن هذا الإقراض من المحتمل أن يستمر، ولكنه لن يتسارع بشكل ملحوظ، حيث إن الصينيين يدركون جيدًا تحديات العمل في الكونغو الديمقراطية.