الطلب العالمي على الذهب يتراجع 23% خلال الربع الأول
مع انخفاض حاد للطلب الاستثماري
سالي إسماعيل
تراجع الطلب العالمي على الذهب بنحو 23% خلال الربع الأول من العام الجاري، بفعل التدفقات الخارجة القوية من صناديق الاستثمار المتداولة في المعدن الأصفر.
وبحسب التقرير الفصلي -الصادر عن مجلس الذهب العالمي، اليوم الخميس- فإن الطلب العالمي على الذهب بلغ 815.7 طنًا في الأشهر الـ3 المنتهية في مارس/آذار الماضي.
وفي حين أن الطلب على الذهب في الربع الأول من 2021 كان أقل من الفترة المماثلة من العام الماضي بنحو 23%، لكنه كان عند مستويات الربع الأخير من 2020.
وحول أسعار الذهب في الربع الماضي، كانت أعلى بنحو 13% على أساس سنوي، لكنها تراجعت بنسبة 4% على أساس فصلي، وفقًا للتقرير.
طلب المستهلكين
في أعقاب صدمة عام 2020، كان الطلب على الجواهر قد تعافى خلال الربع الأول من هذا العام، لكنه ظل أقل مقارنة مع المستويات التاريخية السابقة.
وفي الربع المنتهي في مارس/آذار الماضي، بلغ إجمالي الطلب على الجواهر 447.4 طنًا، بزيادة 52% عن المستويات الضعيفة تاريخيًا، والمسجلة في الربع نفسه من 2020.
ومع ذلك، ظل الطلب على الجواهر خافتًا على المدى الطويل، حيث كان أقل بنحو 6% عن المتوسط الفصلي لخمس سنوات والبالغ 505.9 طنًا.
وفي الواقع، كانت الهند والصين هما محركي التعافي الذي شوهد في الطلب على الجواهر، حيث زاد الطلب في الأولى بنحو 39% والأخيرة بنحو 212% على أساس سنوي.
وسجل الطلب على الجواهر في الصين أعلى أداء فصلي منذ عام 2015 عند 191.1 طنًا، لكنه بلغ 102.5 طنًا في الهند، بحسب التقرير.
ومن حيث القيمة، فإن الطلب على الجواهر كان أعلى بكثير من متوسط السنوات الأخيرة، إذ بلغت قيمة الإنفاق على الجواهر 27.5 مليار دولار في الربع الماضي، وهو أعلى مستوى منذ الربع الأول من عام 2013، كما كان أعلى من المتوسط الفصلي لخمس سنوات، والبالغ 22.1 مليار دولار.
ويشير مجلس الذهب العالمي إلى أن الآفاق بشأن الربع الحالي لا تزال حذرة، بالنظر إلى تدابير الإغلاق الجديدة المفروضة في مناطق عديدة من الهند استجابةً إلى الوباء وتراجع ثقة المستهلكين.
وفي الصين، عادةً ما ينظر إلى الربع الثاني من العام على أنه موسم منخفض بالنسبة إلى الطلب على الجواهر، وفقًا للتقرير.
طلب المستثمرين
بلغ إجمالي طلب المستثمرين على الذهب في الربع الأول من العام الجاري 161.6 طنًا، وهو أقل بنحو 71% عند المقارنة على أساس سنوي، لكنه أعلى 16% على أساس فصلي.
وجاء ذلك، مع التدفقات الخارجة التي شهدتها صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب والبالغة 177.9 طنًا -ما يعادل 9.5 مليار دولار- في الربع الأول، مقابل تدفقات داخلة 299.1 طنًا في الربع المماثل من 2020.
وتُعد أول 3 أشهر من العام هي الربع الثاني على التوالي التي تشهد تدفقات خارجة كبيرة من صناديق الاستثمار المتداولة، إذ بلغ إجمالي التدفقات الخارجة عالميًا في الأشهر الـ6 المنتهية في مارس/آذار الماضي 308 أطنان.
ووفقًا للتقرير، فإن الطلب على السبائك والعملات الذهبية زاد بنحو 36% في الربع الماضي على أساس سنوي، ليصل إلى 339.5 طنًا.
وكان الاستثمار في السبائك والعملات الذهبية مدعومًا بفرص الشراء بأسعار منخفضة، بالإضافة إلى توقعات بشأن تراكم الضغوط التضخمية.
البنوك المركزية
بدأت البنوك المركزية عام 2021 مع صافي مشتريات من الذهب قدرها 95.5 طنًا من الذهب، لكن هذا الرقم كان أقل بنحو 23% على أساس سنوي.
وكانت المجر أكبر دولة قامت بشراء الذهب في الربع الماضي، إذ أضافت 63 طنًا من المعدن الأصفر إلى حيازتها، في حين احتفظت تركيا بمكانتها كأكبر بائع للمعدن (31.5 طنًا).
ويعتقد مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية ستحصل على لقب صافي مشترٍ في إجمالي عام 2021.
وعلى أساس فصلي، كانت صافي مشتريات البنوك المركزية من الذهب في الربع الأول أعلى بنحو 20%، بحسب التقرير.
وبشكل تفصيلي، فإن صافي المشتريات المسجلة في شهري فبراير/شباط ومارس/آذار من قبل البنوك المركزية، تجاوزت صافي المبيعات المسجلة في يناير/كانون الثاني.
المعروض من الذهب
شهد إجمالي المعروض من الذهب في الربع المنتهي في مارس/آذار الماضي انخفاضًا بنحو 4% على أساس سنوي، ليسجل 1096.2 طنًا.
ويأتي ذلك مع تراجع المعروض من الذهب المعاد تدويره بنحو 8% خلال الربع الماضي على أساس سنوي، إلى 270.2 طنًا؛ بسبب ضعف أسعار المعدن وتقلص المخزونات.
في حين زاد إنتاج المناجم بنحو 4% على أساس سنوي، ليصل إلى 851 طنًا، وهو ما يرجع إلى انخفاض الاضطرابات ذات الصلة بوباء كورونا مقارنة مع الفترة نفسها من 2020.
اقرأ أيضًا..
- مستقبل الذهب في 2021.. هل انتهى السيناريو الأسوأ؟
- كورونا يهبط بالطلب العالمي على الذهب 14% خلال 2020