تيسلا.. الائتمانات التنظيمية طوق نجاة الشركة من دوامة الخسائر
حققت أرباحًا بقيمة 438 مليون دولار في الربع الأول
محمد فرج
- تيسلا باعت 10% من حصتها في البيتكوين بقيمة 101 مليون دولار
- ارتفعت إيرادات الربع الأول بنسبة 74% لتصل إلى 10.39 مليار دولار
- وضع تيسلا النقدي انخفض بمقدار 2.24 مليار دولار في الربع الأول إلى 17.14 مليار دولار
حققت تيسلا أرباحًا بقيمة 438 مليون دولار أميركي في الربع الأول من العام الجاري، ولولا الائتمانات التنظيمية لكانت الشركة الأميركية تكبدت خسائر كبيرة.
وتفرض 13 ولاية أميركية على الشركات نسبة مئوية معينة من المبيعات السنوية من السيارات الكهربائية، ويمكن قياس هذا المستهدف عبر رصيد برنامج السيارات صفرية الانبعاثات التنظيمية.
ويمكن لشركات صناعة السيارات تحقيق واجبها الأخضر للجهات التنظيمية، إما عبر إنتاج السيارات المطلوبة بنفسها، وإما ببساطة من خلال شراء الائتمانات التنظيمية من شركات أخرى تحقق أكثر من مستهدفها مثل تيسلا.
ويمكن تعريف الائتمانات التنظيمية بأنها متطلب قانوني تفرضه حكومات الولايات على شركات السيارات بهدف تخفيض الانبعاثات، فإذا تجاوزت الشركة الحد الأدنى، فإنها تستطيع بيع الفائض للشركات التي لم تستوفِ المطلوب. والشركات التي لم تستوفِ المطلوب مجبرة على الشراء تفاديًا للعقوبات القانونية المفروضة من الولايات.
واستطاعت تيسلا تجميع كميات كبيرة منها من ولايات مختلفة. وبما أن تيسلا لا تنتج إلا السيارات الكهربائية، فإن لديها فائضًا كبيرًا تبيعه لشركات السيارات الأخرى. لهذا ينظر البعض إلى الأمر على أن شركات سيارات البنزين والديزل هي التي تمول تصنيع السيارات الكهربائية وفقًا لهذا النظام القانوني.
وبلغت أرباح الشركة نحو 16 مليون دولار فقط في الربع الأول من العام الماضي، وزادت المبيعات بأكثر من الضعف في المدة نفسها من 2020 إلى ما يقرب من 185 ألف سيارة، حسبما ذكر موقع سي إن إيه.
وتتمتع تيسلا بمكانة فريدة لبيع أرصدة الانبعاثات (ائتمانات تنظيمية) إلى شركات صناعة السيارات الأخرى، بصفتها المنتج الرائد عالميًا للسيارات الكهربائية بالكامل في أوروبا والصين.
مليار دولار صافي الدخل المعدل
قالت تيسلا، إن صافي الدخل المعدل -باستثناء التعويضات المستندة إلى الأسهم- تجاوز مليار دولار للمرة الأولى في تاريخ الشركة.
وأوضحت أن هناك أدلة على تورّط أحد الأشخاص في تحطم سيارة تيسلا في ولاية تكساس منذ أيام، ما أسفر عن مقتل شخصين، لكن السلطات القريبة من هيوستن قالت إن المحققين متأكدون من عدم وجود أي شخص في أثناء جنوحها وأنها اصطدمت بشجرة وخرجت عن الطريق.
-
أسهم تيسلا في الصدارة.. السيارات الكهربائية تجني ثمار خطة بايدن الخضراء
-
بفضل الصين.. مبيعات تيسلا تتجاوز التوقعات في الربع الأول من 2021
وباستثناء التعويضات القائمة على المخزون والبنود غير المتكررة، حققت تيسلا 93 سنتًا للسهم، وتفوق ذلك على تقديرات وول ستريت التي بلغت 75 سنتًا للسهم الواحد.
وارتفعت إيرادات الربع الأول بنسبة 74% لتصل إلى 10.39 مليار دولار أميركي، لكنها كانت أقل بقليل من 10.48 مليار دولار التي توقعها المحللون.
2.24 مليار دولار تراجعًا فى الوضع النقدي
شهدت تيسلا -التي تمتلك الآن سادس أكبر قيمة سوقية لجميع الشركات عند 708.56 مليار دولار أميركي- انخفاض أسهمها بنحو 2.5% في التداول الموسع أمس الإثنين، إذ أصدرت الشركة الأرقام بعد إغلاق الأسواق مباشرة.
وقالت إن وضعها النقدي انخفض بمقدار 2.24 مليار دولار أميركي في الربع الأول إلى 17.14 مليار دولار، ويرجع ذلك أساسًا إلى مشتريات البيتكوين و1.2 مليار دولار من مدفوعات الديون والتأجير التمويلي.
وفي المقابل، بلغ التدفق النقدي الحر 293 مليون دولار، وهو التدفق النقدي التشغيلي مطروح منه النفقات الرأسمالية.
أرباح تيسلا من البيتكوين
أوضحت الشركة أنها باعت قرابة 10% من حصتها في البيتكوين، البالغة 1.5 مليار دولار أميركي، محققة نحو 101 مليون دولار.
وقالت إن لديها سيولة كافية لتمويل منتجاتها الجديدة ونمو المصانع، حسبما ذكر موقع سي إن إيه.
وذكرت الشركة أن الرئيس التنفيذي إيلون ماسك حصل على 299 مليون دولار أميركي خلال هذا الربع مقابل بلوغ القيمة السوقية والمعالم التشغيلية.
وتتوقع تيسلا أن تنمو شحنات السيارات في المتوسط بنسبة 50% سنويًا.
وقالت الشركة في رسالتها ربع السنوية إلى المستثمرين: "يعتمد معدل النمو على سعة معداتنا وكفاءتنا التشغيلية وقدرتنا واستقرار سلسلة التوريد".
وأوضح إيلون ماسك أن الشركة في طريقها نحو استخدام الذكاء الاصطناعي لحل مشكلات الكاميرات بسياراتها، حسبما ذكر موقع سي إن إيه.
الاعتمادات التنظيمية
حققت تيسلا إيرادات بقيمة 1.58 مليار دولار أميركي من بيع الائتمانات التنظيمية لشركات صناعة السيارات الأخرى في عام 2020، ما أدى إلى تضخيم أرباحها بشكل كبير.
وباعت تيسلا -أيضًا- ائتمانات تنظيمية مسبقًا لمنافسين مثل فيات كرايسلر، التي أصبحت الآن جزءًا من ستيلانيتس، لكنها لم تبلغ عن أي صفقات من هذا القبيل في الصين، منذ أن بدأت في بناء السيارات في مصنعها في شنغهاي أواخر عام 2019.