الطاقة المتجددة قد تصبح بديلاً عن الوقود الأحفوري لإمداد العالم بالكهرباء (تقرير)
وتكفي لتغطية احتياجات العالم من الكهرباء 100 مرة
سالي إسماعيل
من المرجح أن تكفي الرياح والطاقة الشمسية لتغطية احتياجات العالم من الكهرباء بما يزيد عن 100 مرة من إجمالي الطلب على الكهرباء، بحسب ما كشفه تقرير حديث.
ويوضح التقرير الصادر عن مؤسسة أبحاث المناخ والطاقة، كربون تراكر، اليوم الجمعة، أن إمكانات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أعلى بكثير من الوقود الأحفوري، ويمكنها تلبية الطلب العالمي على الكهرباء عدة مرات.
ويمكن التقاط ما لا يقل عن 6700 بيتاواط/ساعة (6.7 مليون تيراواط/ساعة) من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، من خلال استخدام التكنولوجيا الحالية، وهو ما يزيد 100 مرة عن كمية الكهرباء المستهلكة عالميًا في عام 2019.
وفي عام 2019، بلغ استهلاك الكهرباء عالميًا 65 بيتاواط/ساعة، كما يشير تقرير كربون تراكر.
وعلى الرغم من إمكانية الحصول على كميات هائلة من الطاقة، إلا أن العام الماضي شهد توليد 0.7 بيتاواط/ساعة فقط من الطاقة الشمسية، و1.4 بيتاواط/ساعة فقط من طاقة الرياح.
ويُسلط التقرير الضوء على الانفصال الصارخ بين الاعتماد الشديد الحالي على الوقود الأحفوري، رغم الوفرة الكبيرة في موارد الرياح والطاقة الشمسية، مع التركيز على الإمكانات الاقتصادية لهما لتحل محل الوقود الأحفوري بالكامل.
مسار النمو
توقع التقرير أنه إذا استمر مسار النمو الحالي في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، قد يدفعا الوقود الأحفوري بعيدًا عن قطاع الكهرباء بحلول منتصف العقد المقبل.
وفي حال بلغ معدل النمو السنوي 15%، فإن جميع الكهرباء حول العالم سيتم توليدها عبر طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول منتصف الثلاثينيات من القرن الحالي.
وبشكل تفصيلي، نمت الطاقة الشمسية بمعدل سنوي بلغ 39% في المتوسط طوال العقد الماضي، وتضاعفت طاقتها -تقريبًا- كل عامين.
ومن المقرر أن يُشكل بناء ما يكفي من الألواح الشمسية لتلبية الطلب العالمي الإجمالي على الطاقة 0.3% من الأراضي التي يشغلها استخراج الوقود الأحفوري وبنيته التحتية.
وفي الوقت نفسه، نمت طاقة الرياح بنحو 17% سنويًا، مع إدخال تطورات، مثل: ألواح أفضل، وتوربينات أعلى؛ ما يساعد على خفض التكاليف.
انخفاض التكلفة
يعتقد التقرير أن استمرار انخفاض التكاليف من المرجح أن يقود النمو الهائل في توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ووفقًا للتقرير، فإن تكلفة الطاقة الشمسية قد انخفضت بمعدل 18% سنويًا منذ عام 2010 وحتى 2019، بينما تراجعت تكلفة طاقة الرياح بمعدل سنوي 9% طوال العقد الماضي.
وفي عام 2015، كانت مناطق قليلة حول العالم تشهد طاقة شمسية أرخص من الوقود الأحفوري، لكن بحلول عام 2020 كان 60% من العالم لديه طاقة شمسية أقل تكلفة من الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء.
وبحلول عام 2030 -تقريبًا- سوف يشهد كل مكان حول العالم طاقة شمسية أرخص من الوقود الأحفوري، طبقًا للتقرير.
ويأتي ذلك في سياق زيادة سريعة في القدرات الاقتصادية والمادية للاستفادة من الشمس والرياح؛ لإزالة الوقود الأحفوري بشكل تام.
وبحلول عام 2030، يشير التقرير إلى أن الطاقة الشمسية جميعها ونصف طاقة الرياح من المرجح أن تكون اقتصادية مقارنة مع استخدام الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء.
فروقات واضحة
يختلف وصول مختلف البلدان والمناطق حول العالم إلى موارد الشمس والرياح، كما يشير التقرير.
وفي حين أن ألمانيا تعد -حاليًا- رائدة في مجال الطاقة المتجددة، لكنها تمتلك ثالث أدنى إمكانات تقنية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح مقارنة بالطلب الإجمالي.
وتمتلك البلدان الأفقر أكبر نسبة من إمكانات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مقارنة مع الطلب على الكهرباء؛ وهو ما يمكن أن يتسبب في طفرة قوية لتنمية هذه البلدان عبر التخلص من الوقود الأحفوري.
4 مجموعات رئيسية
حدد الباحثون في كربون تراكر 4 مجموعات رئيسية من البلدان بناءً على قدرتها على تسخير الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية لتلبية الطلب المحلي.
وخضعت البلدان منخفضة الدخل ذات الاستخدام المنخفض للكهرباء في أفريقيا جنوب الصحراء إلى تصنيف (وفيرة للغاية)؛ ما يعني أن لديها القدرة على توليد كهرباء لا تقل عن 1000 مرة من الطلب المحلي.
أما تلك التي لديها القدرة على تسخير ما لا يقل عن 100 مرة ويصل لنحو 1000 مرة من الكهرباء المطلوبة محليًا، فقد سميت بالبلدان (الوفيرة)، مثل: أستراليا، وتشيلي، والمغرب.
وكانت الصين والهند والولايات المتحدة ودول أخرى، والتي كانت لديها القدرة على إنتاج كهرباء عبر الطاقة المتجددة بما يكفي لتلبية الطلب المحلي، تندرج تحت تصنيف (ممتلئة)، والتي يكون لديها ما يكفي لتغطية الطلب من 10 إلى 100 مرة.
أما البلدان في تصنيف (منهكة)، والتي لديها طاقة متجددة كافية لتوليد الكهرباء المطلوبة محليًا أقل من 10 مرات، وهو ما يعني أن هذه الدول ستكون بحاجة لاتخاذ قرارات سياسية صعبة من أجل اكتشاف كيفية الاستفادة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بشكل أكثر فاعلية.
شكوك قائمة
مع ذلك، لا تزال هناك شكوك حول احتمال حدوث ما يسمى بتحول الطاقة في أيّ وقت قريب، إذ يعتقد بعض علماء المناخ صعوبة تحقيق هدف اتفاقية باريس، والمتمثل في الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وفي حين تتعهد العديد من الشركات العالمية بالمساعدة في الجهود الرامية لإبطاء تغير المناخ، فإن آخرين يضاعفون من التمويل لشركات الوقود الأحفوري.
اقرأ أيضًا..
- انبعاثات الكربون عالميًا تتجه إلى ثاني أكبر زيادة تاريخيًا خلال 2021
- مع صيانة المصافي.. إدارة الطاقة الأميركية تستبعد تضرر إمدادات وقود النقل