حوار - رئيس دي ديزرت إنرجي: السعودية و4 دول عربية تحقق طفرة في الطاقة المتجددة
كورنيليوس ماتيوس: العديد من البلدان تتوسع في المشروعات النظيفة للحد من الانبعاثات
أجرى المقابلة : محمد فرج
- من المتوقع أن تشهد التقنيات الخالية من الانبعاثات تسارعًا هائلاً في العقد الحالي
- عدد من الدول العربية أعلنت عن خطط للتوسع في الهيدروجين، ولكنها غير واقعية
- زيادة مشروعات الطاقة المتجددة مرتبطة بخفض تكلفة تدشين المحطات
- القطاع قادر على توفير فرص عمل كثيرة
تعمل شركة دي ديزرت إنرجي الألمانية، مع عدد من الشركات في دول أوروبية وعربية، لإجراء الدراسات وتقديم المشورة بشأن جميع الموضوعات ذات الصلة بتحوّل الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتسعى لإبرام شراكات دولية مختلفة على مستوى العالم، وخلق فرص عمل متعددة، ومساعدة الشركات في خطط التوسع.
أجرت منصة "الطاقة" مقابلة مع الرئيس التنفيذي كورنيليوس ماتيوس، للتعرف على الخطوات المقبلة للشركة في مجال الطاقة، ورؤيته حول عدد من الموضوعات الخاصة بالقطاع..
ما هي أهداف الشركة على المديين القصير والطويل؟
أطلقنا تحالف الهيدروجين في الشرق الأوسط وأفريقيا، لدفع تطوير اقتصاديات الهيدروجين في المنطقة، وتعتمد الشركة على شبكة من نحو 50 شركة مؤثرة من 25 دولة، ويتألف المجلس الاستشاري من قادة الصناعة والقادة السياسيين والمصرفيين والمستثمرين.
نريد أن نبني على 12 عامًا من السجلّ الحافل والثقة التي نبنيها مع مختلف أصحاب المصلحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للعمل على جميع الجبهات اللازمة لدفع انتقال الطاقة وللمساعدة في جعل المنطقة قوة عالمية للطاقة الخضراء.
كيف ترى تأثير وباء كورونا في قطاع الطاقة؟
يمكن القول، إن قطاع الطاقة المتجددة لا يزال يحظى بقبول وانتشار حتى على الرغم من تفشّي وباء كورونا، لا سيما أن الدول بدأت في التوسع بتدشين المشروعات للحد من الانبعاثات الكربونية، وعلى الرغم من بعض التأخير في أعمال الإنشاءات والإغلاق المالى للمشروعات، فإن التحوّل نحو حلول مستدامة له تأثير إيجابي للغاية.
ومن المتوقع أن تشهد التقنيات الخالية من الانبعاثات تسارعًا هائلاً في هذا العقد وما بعده.
ما هي البرامج التي تعمل عليها الشركة حاليًا؟
تعمل ديزيرتيك إنرجي على تقديم الاستشارات والحلول لتنفيذ مشروعات الطاقة الخضراء، للمساعدة في دفع انتقال الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتحقيق الاستقرار والازدهار، وخلق وظائف جديدة.
ماذا عن الهيدروجين واتجاه الدول للاستعانة به في إنتاج الطاقة؟
شهد العام الماضي إعلانات بارزة مختلفة من عدّة دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحجم قد يبدو غير واقعي تمامًا، وذلك ينطبق على دول مثل السعودية والإمارات وعمان ومصر والمغرب، نحن على ثقة بأن هذه المشروعات سوف تتحقق في المستقبل القريب، ما يؤدي إلى تطور أكبر بكثير، وتلعب أوروبا ودول مثل ألمانيا دورًا مهمًا من حيث دعم اتفاقية الشراء.
كيف تقيّم تجربة الشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟
إذا نظرنا إلى الأيام الأولى للشركة منذ أكثر من 10 سنوات، فمن الرائع أن نرى أن الطاقة المتجددة أصبحت قصة نجاح مذهلة في المنطقة.
لم تكن البداية سهلة، حيث قابلنا صعوبات وعقوبات كبيرة، لكننا كنا دائمًا نؤمن بالإمكانات الهائلة للطاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد أشرنا بالفعل في عام 2012 إلى ما يقرب من 100% من الطاقة المتجددة يجب تطبيقها والتوسع تدريجيًا في المشروعات.
ما هو تقييمك لخطط الدول العربية في التوسع نحو الطاقة المتجددة؟
هناك عدد من الدول العربية حققت طفرة وقفزة كبيرة في إنتاج الطاقة المتجددة، من ضمنها السعودية والإمارات ومصر والمغرب وعُمان.
ومن الطبيعي أن تتحرك دول معينة بشكل أبطأ لأسباب مختلفة، ومع ذلك نظرًا لأن الطاقة المتجددة أصبحت أرخص أشكال الطاقة دون أيّ دعم، فمن المتوقع أن يتحرك المتخلّفون بشكل أسرع خلال السنوات المقبلة، حيث سيُنهى دعم الوقود الأحفوري تمامًا.
هل قطاع الطاقة في الشرق الأوسط وأفريقيا قادر على توفير فرص عمل؟
هذا ما نسعى للإعلان عنه بشكل دائم، بأن مشروعات الطاقة المتجددة تخلق الآلاف من فرص العمل، سواء في مجال الإنشاءات أو التركيبات أو التشغيل أو الصيانة، وأيضًا تساعد في انتعاش الصناعة عبر شراء المكونات والمهمات الكهربائية التي يجري توفيرها في المحطة.
على الرغم من توفّر الشمس والرياح في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن العديد من الدول لم تصل إلى 20% من موارد الطاقة المتجددة.. ما هي الأسباب الرئيسة لهذه التطورات البطيئة نسبيًا؟
السبب الرئيس هو أن التخلص التدريجي من دعم الوقود الأحفوري لم يبدأ إلّا في منتصف العقد الماضي.
أيضًا، يجب إنشاء هياكل السوق.. مع انخفاض تكاليف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى مستويات قياسية، والتوليد الأحفوري الذي يفوق بكثير (حتى محطات الطاقة الحالية)، فإن التطوير سوف يسير بسرعة خلال هذا العقد.
المياه قضية حاسمة في الشرق الأوسط.. كيف يمكن لبرنامج ديزيرتيك والطاقة المتجددة المساعدة في حلّ مشكلة نقص المياه؟
المياه بالفعل أحد التحديات الكبيرة، حيث تعدّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من بين أكثر المناطق توترًا من وجهة النظر هذه.
سيجري بناء قدرات تحلية جديدة تعتمد على الطاقة الخضراء، ويمكن أن يساعد ذلك في توفير مصادر مياه إضافية للمجتمعات.
جدير بالذكر أن ديزيرتيك أُطلِقَت في عام 2009 بمثابة مبادرة صناعية في ألمانيا "تسمى مبدئيًا مبادرة ديزيرتيك الصناعية" لاستكشاف إمكانات مصادر الطاقة المتجددة في المناطق الصحراوية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط، وتحسين ظروف السوق ودراسة أوجه التآزر التي سيجري التقاطها من خلال ربط أوروبا وأسواق الطاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
- ولي العهد السعودي وبوتين يبحثان مبادرة الشرق الأوسط الأخضر
- أميركا تتجه لتطوير مشروعات الرياح البحرية وخفض تكاليف الطاقة الشمسية