الغاز الطبيعي يهدد طموحات بنغلاديش في الطاقة المتجددة

فتحت الأسواق الناشئة في بنغلاديش وفيتنام أذرعها لشركات الطاقة الأجنبية، للاستثمار في مشروعات النفط والغاز، ما قد يقوّض جهود التحوّل للاستثمار في الطاقة المتجددة والتغيّر المناخي في جميع أنحاء القارة.

وتتفاوض شركة جنرال إلكتريك الأميركية لبيع توربينات الغاز المتطورة في بنغلاديش، ما قد يمهّد الطريق إلى مزيد من صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى البلاد.

وكانت وكالة التعاون الدولي اليابانية "جايكا" وقّعت اتفاقية في وقت سابق من هذا الشهر، للمساعدة في تطوير خطة الطاقة الجديدة في البلاد، حسبما ذكر موقع نيو إيه جي إي.

وذكرت الوكالة اليابانية "جايكا" أنها تريد التحول إلى نظام طاقة منخفض الانبعاثات في بنغلاديش، لكن نظرًا إلى انبعاثات الغازات الدفيئة فإن الترويج لتوسيع الغاز المستورد لأسباب بيئية هو -ببساطة- أمر زائف.

إلغاء تنفيذ مشروعات الفحم

تحتاج خطة الطاقة في بنغلاديش إلى التركيز على المصادر المتجددة لتحقيق استقرار في الشبكة بتكلفة منخفضة، وبمراجعة الخطة الرئيسة لنظام الطاقة فإنه بإمكان بنغلاديش معالجة أوجه القصور في الكهرباء على مستوى النظام.

وتستعد بنغلاديش لإلغاء 9 مشروعات فحم، لكنّ التقارير تشير إلى أنها ستستبدلها بمحطات كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي المسال.

• مؤتمر المناخ.. مبادرة لحماية 4 مليارات شخص من مخاطر التغيرات المناخية

• بنغلاديش تعتزم شراء 3 شحنات من الغاز الطبيعي المسال

وتُعدُّ الخطوة بمثابة إشراف صارم، وتهدِّد بتفاقم مشكلة الطاقة المفرطة المتزايدة في البلاد، ففي الوقت الحالي، الحكومة ملزمة تعاقديًا بدفع مبالغ لمحطات الطاقة على الرغم من أن عديدًا منها لا يعمل معظم الوقت.

ويؤدي التخطيط السيئ إلى ارتفاع متوسط ​​تكلفة الكهرباء للمستهلكين. وهذا يخاطر بالاستدامة المالية للقطاع؛ كما هو موضح في باكستان.

أسعار الغاز المسال

تُعدُّ الارتفاعات المتقلبة في أسعار الغاز الطبيعي المسال بالفعل عبئًا غير مستدام للتكلفة على بنغلاديش، ولكن إذا أصبحت الدولة أكثر اعتمادًا على الغاز الطبيعي المسال فقد تصبح هذه التكاليف قريبًا غير قابلة للإدارة.

وشهدت اليابان -أحد أكبر مستوردي الغاز في العالم- ارتفاعًا في أسعار الكهرباء إلى مستويات قياسية في يناير/كانون الثاني الماضي بسبب نقص الغاز العالمي.

وزاد دعم الوقود الأحفوري في بنغلاديش بشكل كبير، لتجنُّب الارتفاع الكبير في أسعار الكهرباء الذي قد يعيق التنمية الاقتصادية.

مشروعات الطاقة المتجددة

تُعدُّ الطاقة الشمسية أكثر ملاءمة لاحتياجات بنغلاديش المالية والطلب عليها والمناخ على عكس الغاز، إذ تعدُّ مصدر الطاقة الوحيد الذي يتميز بالفعل بانخفاض نسبة انبعاثات الكربون.

وأوصت مسودة خارطة الطريق الوطنية للطاقة الشمسية -التي وضعتها الحكومة في بنغلاديش- بهدف جديد للطاقة الشمسية، لمعالجة التقدم البطيء في تطوير الطاقة المتجددة، حتى 30 ألف ميغاواط بحلول عام 2041.

• "إن واي كيه" تشتري 4 ناقلات تعمل بالغاز الطبيعي المسال

• خبراء يطالبون حكومة بنغلاديش بخطّة واقعية لإنتاج الطاقة الشمسية

وترى خارطة الطريق الوطنية للطاقة الشمسية أن 40% من هدفها للطاقة المتجددة يأتي من الطاقة الشمسية على أسطح المباني، ويمكن تركيب 5 آلاف ميغاواط على أسطح المباني الصناعية الأخرى، وبالمثل فقد قدّر أنه يمكن تركيب ألفي ميغاواط في المباني الحكومية.

فيتنام تتوسع في الطاقة الشمسية

على غرار بنغلاديش، اتجهت فيتنام إلى تقليص الكهرباء التي تعمل بالفحم.

وأضافت فيتنام نحو 9 آلاف ميغاواط من الطاقة الشمسية على الأسطح في العام الماضي.

ومع ذلك، فإن هذا الهدف قد يتعرض للمزاحمة بسبب زيادة التركيز على الاستثمار في الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال.

ووفقًا لأحدث مسودة لخطة الطاقة طويلة الأجل في فيتنام، تصل المشروعات العاملة بالغاز الطبيعي المسال نحو 18 غيغاواط بحلول عام 2030، بينما يُوضع حد أقصى للإضافات الشمسية عند 2 غيغاواط فقط.

وتعدُّ زيادة الاستثمار في تخزين الشبكات والبطاريات في فيتنام من شأنها أن تحرز تقدمًا في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بدلًا من تقليصها.

ومن المتوقع أن تشهد هذه التكنولوجيات انخفاضًا حادًا في التكاليف خلال العقد القادم.

ويتعيّن على الحكومات الأجنبية أن تكون واعية لاحتياجات هذه الدول التي لا تتناسب بشكل جيد مع انتشار واردات الغاز الطبيعي المسال، ولكنها مرشحة لتنمية الطاقة المتجددة.