تكنو طاقةتقارير التكنو طاقةتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

الطاقة الكهرومائية تزيد التوترات بين الدول.. ومخاوف من مواجهات مباشرة

مشروع سد صيني ضخم يثير قلق الهند

لم تصل المجادلات والمناوشات بين أنصار الطاقة التقليدية والمتجددة إلى حدّ النزاع العسكري، لكن يبدو أن توليد الكهرباء من مشروعات الطاقة الكهرومائية، قد يصل لأبعد من ذلك.

بيد أن هذه المشروعات تحتاج إلى المياه لتوليد الكهرباء، ومن هنا تبدأ الاختلافات والمطالبات والمفاوضات، وقد تصل إلى المواجهات المباشرة.

يأتي ذلك في الوقت الذي حذّرت فيه الأمم المتحدة من نقص عالمي في المياه بنسبة 40% بحلول 2030، نتيجة الهدر الكبير وإساءة الاستخدام.

تسعير المياه

يؤكد تقرير حديث نشرته اليونسكو، أن أكثر من ملياري نسمة لا يحصلون على مياه شرب صالحة بشكل مباشر، ما يستوجب بذل الجهود العالمية للحفاظ على الموارد المائية وتعديل قيمة المياه وسعرها في الأسواق.

وتفيد الإحصاءات بأن توفير مياه الشرب والانتفاع بمرافق الصرف الصحي في 140 دولة ذات دخل منخفض ومتوسط يكلف 114 مليار دولار سنويًا.

وقالت مدير عامّ اليونسكو أودري أزولاي: إن "المياه لا تُقدَّر بثمن، فهي ذهب أزرق يتعسّر توفيره للملايين، وعلى المجتمع الدولي بحث المشكلة من الآن".

التغيرات المناخية

بينما تتجه الدول ناحية الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء، ولخفض الانبعاثات الكربونية، تعدّ المياه في صلب عملية التكيف مع تغيّر المناخ، حيث تضطلع بدور الرابط بين المجتمع والبيئة.

والمياه هي كذلك مسألة حقوق وفق الأمم المتحدة، ففي حين ازدياد تعداد سكان العالم، تزداد الحاجة إلى خلق توازن بين جميع المتطلبات التجارية من موارد المياه بما يتيح للمجتمعات الحصول على كفايتها من المياه.

ومن شأن التغيرات المناخية أن تزيد التحديات العالمية في إيجاد المياه بصفتها مصدرًا رئيسًا للحياة، وسط تقارير تحذّر من بلوغ مرحلة الشحّ قريبًا.

تحديات متعلقة بالمياه

  • يفتقد 2.1 مليار فرد خدمات مياه الشرب المأمونة
  • يفتقد 4.5 مليار فرد خدمات المرافق الصحية
  • يعاني 1 من كل 10 أشخاص في العالم من شحّ المياه، و90% من الكوارث الطبيعية متصلة بالمياه
  • تعود 80% من مياه الصرف الصحي للنظام الإيكولوجي دون معالجتها أو إعادة استخدامها
  • لا يوجد إطار إداري تعاوني لثلثي أنهار العالم العابرة للحدود السياسية، في حين تستهلك الزراعة 70% من المخزون العالمي للمياه
  • تستخدم 75% من المياه المستخدمة في الصناعة في إنتاج الطاقة

أمام كل هذه المعطيات، التي أوردتها الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني، تزداد أهمية المياه بالنسبة للمجتمعات، وهو ما يعزز موقف مصر والسودان في أزمتهما مع إثيوبيا التي تصرّ على بناء سد النهضة، الذي سيزيد من الصعوبات المائية على القاهرة.

سدّ صيني

تعتزم الصين بناء سدّ عملاق على نهر براهمابوترا في التبت ينتج كهرباء بقدرة تفوق بثلاثة أضعاف طاقة سدّ الممرات الثلاثة، أكبر سدود العالم، في مشروع عملاق يثير مخاوف أنصار البيئة، وكذلك الهند المجاورة.

وحددت الصين موقع المشروع على ارتفاع يفوق 1500 متر في أطول وأعمق وادٍ في العالم، حيث يلتفّ نهر براهمابوترا حول جبال الهيمالايا، فينعطف ويتجه جنوبًا غربًا نحو الهند، ثم بنغلادش، حيث يصبّ في نهر الغانج قبل الوصول إلى البحر.

وعند هذا المنعطف تحديدًا في منطقة ميدوغ، تعتزم الصين بناء السدّ العملاق الذي سيطغى على سدّ الممرات الثلاثة.

قاعدة كهرمائية

تنصّ الخطة الخمسية لفترة 2021-2025 التي أقرّها البرلمان الصيني في مطلع مارس/آذار الماضي على "بناء قاعدة كهرمائية في المجرى السفلي لنهر براهمابوترا، ولم تحدد الصين ميزانية لهذا المشروع ولا جدولًا زمنيًا، كما لم تحسم تفاصيله التقنيّة.

ويعترض سدّان -حاليًا- النهر عند أعاليه، إضافة إلى 6 سدود قيد الإنشاء، أو لا تزال مجرّد مشروع، غير أن "السدّ الخارق" سيكون بمقاس مغاير تمامًا.

معارضات بيئية

تبرّر بكين مشروع السدّ الجديد، بضرورة الحدّ من الطاقات الأحفورية، إلّا أنه قد يصطدم بمعارضة شديدة من الحركات المدافعة عن البيئة، على غرار ما حدث مع سدّ الممرات الثلاثة الذي شُيّد بين 1994 و2012 وسط البلاد.

وولّد المشروع بحيرة شاسعة لاحتجاز المياه، وتسبب بنزوح 1.4 مليون شخص عند أسفل النهر، وفقًا لوكالة فرنس برس.

غير أن المخاوف الكبرى حيال هذا المشروع تتركّز في نيودلهي، بعد أقلّ من عام على مواجهات دامية في الهيملايا بين قوات هندية وصينية، فالنظام الشيوعي يسيطر بفعل وجوده في التبت على خزّان مياه حقيقي يروي قسمًا كبيرًا من آسيا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق