التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةعاجل

5 تساؤلات حول تأثير قطاع الطيران على تغير المناخ

إزالة الكربون بالقطاع مكلفة ومعقدة

ترجمة - أحمد شوقي

يتسارع العالم لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مع تحذيرات مستمرة من مخاطر التغيّرات المناخية وتأثيراتها على الاقتصادات والدول ككل، وهو ما يتطلب جهود موسعة من مختلف الصناعات.

وقطاع الطيران أحد الصناعات التي تتعرض لانتقادات كبيرة لما تخلفه رحلات الطيران من انبعاثات كربونية، ما يعني أن هذا القطاع أمامه طريقًا طويلًا ومكلفًا للغاية في الامتثال لأهداف التغيّر المناخي.

ويشرح الرئيس العالمي لقطاع تمويل الطيران في بنك آي إن جي الهولندي، هوغو كانترس، خلال تقرير نشرته مدونة البنك الهولندي، الكثير من الأمور حول قطاع الطيران ودوره في الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.

كيف كانت اتجاهات الطيران قبل تفشي كورونا؟

تُعد معدلات نمو المسافرين جوًا حول العالم مرتفعة نسبيًا، وهو ما يرجع إلى انخفاض تكلفة الطيران بمرور الوقت، فضلاً عن اتجاه قارة آسيا -التي تضم نصف سكان العالم- للسفر.

وفي الولايات المتحدة، يُعد متوسط عدد الرحلات الجوية للفرد الواحد سنويًا مرتفع نسبيًا، إذ يبلغ 3 رحلات تقريبًا، بينما يكون أقل قليلاً في أوروبا، لكنه أقل بكثير في آسيا.

وفي الوقت نفسه، يتزايد الوعي بالتأثير البيئي أيضًا، رغم اختلاف درجاته في أجزاء متفرقة من العالم.

كيف غير الوباء كل شيء؟

تمر صناعة الطيران بموقف صعب للغاية مع تداعيات الوباء العالمي، حيث كان هذا القطاع أول المتضررين وأشدهم ضررًا من كوفيد-19، وربما كذلك تعرض لأطول فترة ضرر سلبي.

وخلال فترة الوباء، لم يقوم الأفراد بالسفر بالقدر المعتاد، سواء بالنسبة للشركات أو لزيارة الأصدقاء والعائلة.

وفي الحقيقة، الطلب الأساسي على الطيران لا يزال موجودًا، وليس هناك بديل لذلك، فالناس لا يخشون السفر، لكنهم قلقين بشأن قواعد الحجر الصحي.

هل يؤدي قطاع الطيران واجبه بما يكفي للحد من تأثيره على البيئة؟

عندما يتعلق الأمر بالتأثير على البيئة، يحظى قطاع الطيران باهتمام كبير، لكن لابد من وضع الأمور في سياقها الطبيعي، لأن إجمالي انبعاثات القطاع الكربونية تمثل ما يتراوح بين 2.5% إلى 2.7% عالميًا.

وفي حين يتم تسليط الضوء على قطاع الطيران كثيرًا، مقارنة بالقطاعات التي لها تداعيات بيئية أعلى من جانب، فإنه على الجانب الآخر يجب أن يشارك الجميع في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وبالتالي، لا يمكن الاختباء وراء حقيقة أن تأثير قطاع الطيران الضار على البيئة ضئيل نسبيًا، وفقًا للتقرير.

ويُعد أحدث جيل من الطائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود بنحو 15%، مما يعني انبعاثات كربونية أقل بنسبة مماثلة تقريبًا، لكن فيما يتعلق بالتكنولوجيا، هناك الكثير مما يمكن فعله.

وعلى الرغم من الحديث عن بعض التجارب، فإن الطائرات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات في الطيران التجاري لا تلوح في الأفق، لأن الجيل الحالي والجيل القادم من تكنولوجيا البطاريات غير مناسب إلى حد كبير للطيران التجاري.

ورغم أن الخطوات في هذا الاتجاه بطيئة، ولكن يتم القيام بها رغم تكلفتها الهائلة، كما يشير المحلل في آي إن جي.

لماذا يحدث التغير في قطاع الطيران ببطء؟

من المحتمل أن تكون تكلفة إزالة ثاني أكسيد الكربون هي الأعلى في أي قطاع على مستوى العالم، حيث إنها في حقيقة الأمر عملية مكلفة ومعقدة بشكل لا يصدق.

وهناك العديد من الأشياء التي تقف وراء بطء تحوّل الطائرات كي تكون صديقة للبيئة، من بينها أن تطوير أي طائرة جديدة هو إلى حد ما عملية تحدث مرة واحدة كل 10 سنوات ويرتبط بتكاليف تصل إلى عشرات المليارات.

وبما أن قطاع الطيران يُعد أكثر القطاعات اهتمامًا بالسلامة، فلا يمكن اختبار تكنولوجيا جديدة في وسيلة تنقل ملايين الأشخاص في الهواء كل يوم، وهذا يفسر سبب كون التغيير في الطيران مكلفًا وصعبًا للغاية، ومع ذلك، فإن القطاع يحرز تقدمًا.

ماذا عن عملية تعويض الكربون وفرض ضرائب؟

هناك مخطط فعال لتعويض انبعاثات الكربون على مستوى الاتحاد الأوروبي، كما أن هناك مخطط عالمي قيد الإعداد، لكن هذه العملية لا تعني الحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة بل القيام بالاستثمار في مشروعات تخّفض أثره.

ويمكن استخدام وقود الطائرات المستدام حاليًا في الطائرات من خلال الخلط مع وقود الطائرات التقليدي.

ويتوقع المحلل في آي إن جي، أن تصبح هذه العملية سالفة الذكر متاحة أكثر بمجرد انتهاء أزمة الوباء، مع إقبال متزايد من قبل الحكومات.

ومن شأن ذلك أن يمثل نهجًا أفضل من مجرد فرض ضرئب إضافية على تذاكر الطيران؛ نظرًا لأن هذه الضرائب لا تؤدي إلى أي تقليل لثاني أكسيد الكربون وعادةً ما يتحملها المستهلك فقط.

وفي الوقت الحالي، بدأت بعض شركات الطيران إدخال رسوم إضافية متعلقة بوقود الطيران المستدام عند شراء تذكرة الطيران، وقد يكون ذلك جزءًا من سياسات شركات الطيران للسفر.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق