نورد ستريم 2.. تفاصيل خطة بايدن لوقف المشروع الروسي
تعيين مبعوث خاص لقيادة مفاوضات وقف خط الأنابيب
محمد فرج
بدأ البيت الأبيض محادثات لتعيين مبعوث خاص لقيادة المفاوضات بشأن وقف بناء خط أنابيب الغاز الروسي إلى ألمانيا نورد ستريم 2.
وقال مسؤولون إن آموس هوكستاين الذي شغل منصب المبعوث الخاص والمنسق لشؤون الطاقة الدولية في عهد الرئيس باراك أوباما، وكان مستشارًا مقربًا لنائب الرئيس -آنذاك- جو بايدن، عُرض عليه الدور بشكل غير رسمي من قِبل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أواخر الشهر الماضي، لكنه لم يقبل بالوظيفة.
وفي السابق، كلّف البيت الأبيض خبراء الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية بالتعامل مع دبلوماسية خط الأنابيب.
وأضاف المسؤولون أن هناك إجماعًا على أن الجغرافيا السياسية الشائكة المحيطة بمشروع نورد ستريم 2 تتطلب مزيدًا من الاهتمام، خاصة أن خط الأنابيب انتهى بالفعل بنسبة 96%.
دعوات لتسريع حزمة العقوبات
يقود أعضاء الكونغرس حملة الضغط من داخل مبنى "الكابيتول هيل" (مقر الكونغرس الأميركي)، إذ هناك شبه اتفاق بين أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين لدعم خطوات إدارة بايدن لشل خط الأنابيب بشكل فاعل قبل فوات الأوان.
ودعا السيناتور الجمهوري في تكساس، تيد كروز، أعضاء آخرين في مجلس الشيوخ -علنًا- إلى تسريع حزمة العقوبات التي تستهدف الكيانات المشاركة في بناء خط الأنابيب، كما يقتضي القانون.
في اجتماع خاص مؤخرًا، ضغط كروز على فيكتوريا نولاند التي اختارها بايدن لقيادة مكتب الشؤون السياسية بوزارة الخارجية، بشأن إمكانية تعيين مبعوث للتعامل مع الأمر، وفقًا لما ذكره شخصان مطلعان على المحادثة.
وأطلق الجمهوري من تكساس قبضته على ترشيح مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، بعد أن تعهّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن علنًا بإغلاق خط الأنابيب.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن "وزارة الخارجية تكرر تحذيرها من أن أي كيان متورط في خط أنابيب نورد ستريم 2 يخاطر بالعقوبات الأميركية، ويجب أن يتخلى على الفور عن العمل في خط الأنابيب".
لكنّ أحد المسؤولين الأميركيين المطلعين على الأمر جادل بأن الإدارة كانت تتباطأ بالفعل.
تقديم العقوبات إلى الكونغرس
قال المسؤولون إن وزارة العدل منحت الموافقة القانونية الشهر الماضي على حزمة عقوبات تستهدف شركة نورد ستريم 2، المسؤولة عن التخطيط والبناء والتشغيل اللاحق لخط الأنابيب، ورئيسها التنفيذي ماتياس وارينغ.
وأضافوا: "ويبقى أن نرى ما إذا كانت الإدارة ستدرج نورد ستريم 2 إيه جي ووارينغ في قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات التي يتعين عليها تقديمها إلى الكونغرس الشهر المقبل".
ومع ذلك، فإن بعض المسؤولين حذّروا من أن تعيين مبعوث قد يؤدي في الواقع إلى نتائج عكسية، كما أن مزيدًا من العقوبات المفروضة على نورد ستريم 2 من خلال إرسال برقية إلى ألمانيا وروسيا تفيد بأن الولايات المتحدة منفتحة على شكل من أشكال المصالحة.
تعيين هوكستاين
أحد مساعدي الديمقراطيين في مجلس الشيوخ قال: إن تعيين هوكستاين في هذا الدور سيكون شيئًا جيدًا ومرحبًا به من جانب الديمقراطيين، وإن سمعته طيبة وعمل على قضايا مماثلة خلال إدارة أوباما.
وفي حين أنه ليس من الواضح بعد ما ستكون عليه ولاية المبعوث ومعاييره بالضبط، إلا أن الدور سيركز في البداية -على الأقل- على إدارة المفاوضات الدقيقة حول كيفية عرقلة خط الأنابيب دون إبعاد حليف رئيس للولايات المتحدة في برلين.
وقد يتم التعامل بعد ذلك بشكل أوسع مع قضايا الطاقة الدولية، على غرار ما كان يفعله هوكستاين في وزارة الخارجية خلال عهد أوباما، كما قال شخصان شاركا في المناقشات.
وقال المسؤولون إن الوضع الدبلوماسي دقيق للغاية، وتريد الإدارة الأميركية أن تعرقل نفوذ موسكو في قطاع الطاقة، وقد وصفها بايدن بأنها "صفقة سيئة بالنسبة إلى أوروبا"، لكنّها تريد أيضًا تعزيز علاقة الولايات المتحدة مع ألمانيا، التي تضغط على واشنطن من أجل مواصلة بناء خط الأنابيب بلا هوادة.