توقعات بانتعاش الطلب على الغاز في أوروبا خلال الصيف
بعد تخفيف إغلاقات كورونا
آية إبراهيم
يتوقع محللون أن تشهد أوروبا انتعاشًا طفيفًا في الطلب على الغاز في الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بانخفاضات العام السابق على إثر جائحة كورونا.
وهناك توقعات بأن تزداد معدلات استهلاك الغاز -المتغيرة بحسب درجات الحرارة- في أوائل فصل الصيف العام الجاري، على الرغم من اضطرار حكومات معظم دول الاتحاد الأوروبي إلى الإبقاء على القيود المفروضة على الحركة العامة؛ بسبب ضعف وتيرة عمل برامج التطعيم ضد فيروس كورونا، حسبما ذكرت وكالة آرغوس ميديا المعنية بالطاقة.
وفي أسوأ السيناريوهات، فإن سرعة تفشي العدوى بالفيروس تتسبب في فرض إغلاقات صارمة كما حدث في أبريل/نيسان 2020، وهو ما قد يؤدي إلى ضعف الطلب مثل الربيع الماضي، لكن هذه نتيجة غير مرجحة؛ لأن الاحتياطات الأفضل والإلمام الأكبر بالفيروس سمحت -حتى الآن- بإغلاق أخف من السابق.
وسمحت القيود الأقل صرامة بعد التحسن الطفيف في الأوضاع، أن يظل الطلب أقوى خلال فترات الإغلاق الشتوية مقارنة بالعام الماضي.
انخفاض الطلب في 2020
أدت عمليات الإغلاق الأولى -التي بدأت في مارس/آذار وأبريل/نيسان من العام الماضي- إلى تقليص حركة الناس بشكل حاد؛ وهو ما أدى إلى ضعف النشاط الاقتصادي، وانخفاض الاستهلاك الإجمالي للطاقة في الصناعة.
وتم كبح الطلب على الغاز في قطاع الطاقة في معظم أنحاء أوروبا بسبب الانخفاض الكلي في الطلب على الطاقة وارتفاع الإنتاج المتجدد خلال فصل الربيع المشمس بشكل غير عادي، حيث تأثر الطلب على الغاز من المصافي بشكل خاص.
وبشكل عام، انخفض الطلب على الغاز من الصناعة والمولدات في أكبر 6 دول مستهلكة للغاز في أوروبا في الربع الثاني من عام 2020، بنحو 5.9 مليار متر مكعب على مدار العام، و3.2 مليار متر مكعب عن متوسط السنوات الـ3 السابقة.
بريطانيا وإيطاليا في المقدمة
سجلت المملكة المتحدة وإيطاليا أكبر معدلات انخفاض في الطلب على الغاز في قطاع الطاقة، حيث انخفضت شحنات المولدات بمقدار 1.6 مليار متر مكعب و940 مليون متر مكعب، على التوالي مقارنة بالعام السابق.
كما انخفضت شحنات الغاز إلى المولدات الإسبانية بشكل كبير عن العام السابق، على الرغم من أنها كانت تتماشى بشكل عام مع متوسط ثلاث سنوات.
وانخفض الطلب الإسباني على الغاز التقليدي بشكل كبير، بنحو 1.05 مليار متر مكعب عن العام السابق، حيث يجمع مشغل النظام الإسباني بين الطلب الصناعي وتدفئة الفضاء في مقياسه التقليدي، ولكنه ينشر بشكل منفصل الأرقام التي تشير إلى انخفاض الطلب من الصناعة الذي يمثل 832 مليون متر مكعب من هذا الانخفاض.
وكان التكرير أحد أكبر الانخفاضات في القطاع الصناعي، إذ انخفض الطلب بمقدار 160 مليون متر مكعب عن العام السابق في الربع الثاني.
الإغلاقات تمثل عبئًا اقتصاديًا
تعوق عمليات الإغلاق الممتدة في معظم أنحاء أوروبا النشاط الاقتصادي، لكن العديد من الصناعات اتخذت الاحتياطات ضد الوباء الذي سمح لها بالعمل إلى حد أكبر مما كانت عليه خلال الموجة الأولى.
وارتفع الطلب الصناعي قليلاً في الربع الأول من هذا العام بدءًا من عام 2020 في العديد من أكبر اقتصادات أوروبا، لكن هذا تم تعويضه بضعف الطلب من قطاع الطاقة، إذ أدى ارتفاع أسعار الغاز خلال فصل الشتاء الأكثر برودة إلى جعل توليد الكهرباء باستخدام الغاز أقل ربحية.
وانخفضت شحنات الغاز إلى المولدات في المملكة المتحدة بمقدار 2.8 مليار متر مكعب في الربع الأول من عام 2021 مقارنة بالعام السابق، لكن إجمالي الطلب من الصناعة وقطاع الطاقة في أكبر 6 اقتصادات في أوروبا كان أقل بمقدار 1.2 مليار متر مكعب فقط.
انتعاش الطلب صيف 2021
لا يزال الطلب الصناعي في معظم البلدان أقل من متوسط 3 سنوات ماضية، حيث لا يزال النشاط الاقتصادي أقل من اتجاه ما قبل الجائحة.
وتعتمد كيفية تطور الطلب خلال الربع الثاني على الوقت الذي تشعر فيه البلدان بأنها قادرة على تخفيف قيودها على الحركة الشخصية، حيث لم تتمكن العديد من دول الاتحاد الأوروبي من توفير المصل ضد الفيروس لسكانها بالسرعة التي كانوا يأملونها سابقًا؛ الأمر الذي تسبب في ترددها لتخفيف الإغلاق بشكل كبير حتى فصل الصيف، لكن بعض الباحثين لاحظوا وجود علاقة قوية بين ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وانخفاض قابلية انتقال الفيروس؛ ما قد يمنح بعض السياسيين الثقة لمنح ناخبيهم استراحة من قيود الإغلاق بعد شتاء طويل.
اقرأ أيضًا..