البيتكوين الأخضر.. البصمة الكربونية تثير الدعوات إلى عملة أنظف
لا توجد طريقة لضمان عملة البيتكوين المحايدة
دينا قدري
- 10% فقط من المؤسسات المالية نفذت رغبتها في الاستثمار في البيتكوين
- البيتكوين يحتاج إلى معالجة العوامل الخارجية الخاصة بسك شكل نقدي جديد
- هناك عدد متزايد يرغب في عملة بيتكوين أنظف وأكثر أخلاقية
- طريقة استخدام وتخزين البيتكوين تُضعف قدرة شركات التحليلات على تتبع "البيتكوين الأخضر"
ترغب العديد من المؤسسات في الاعتماد على عملة البيتكوين، ولكنها تضع توافقها مع التحوّل الأخضر شرطًا قبل استخدامها؛ ما يراه الخبراء أمرًا يصعب التحقق منه في الوقت الحالي.
صرح المستثمر الكندي الشهير والمذيع التلفزيوني، كيفن أوليري، لمنصة كوين ديسك، أن 10% -فقط- من المؤسسات المالية التي قد ترغب في الاستثمار في البيتكوين قد فعلت ذلك؛ بسبب مخاوف الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
توافق البيتكوين
لا يوجد شيء مثل "البيتكوين المستدام"، ولا توجد بدائل سهلة، وستحكم المؤسسات بنفسها ما إذا كانت ستشتري أم لا، ولكن، حتى تصبح الشبكة العالمية خضراء، فسيتعين علينا وضع فكرة عملة البيتكوين المتوافقة.
أكد أوليري أن عملة البيتكوين يجب أن تكون متوافقة، مشددًا على أن البصمة الكربونية الكبيرة المرتبطة بها هي "نتيجة غير مقصودة" لنجاح الشبكة.
فمجتمع البيتكوين يحتاج إلى معالجة العوامل الخارجية التي ينطوي عليها سك شكل نقدي جديد، من حيث أثره البيئي ودوره في مساعدة المجرمين والطغاة على تجنب العقوبة.
البيتكوين هو نظام يتطور ببطء -ولكنه قابل للتكيف- ويتقدم تدريجيًا نحو القبول السائد، فالمؤسسات والأفراد وشركات التشفير يقومون -على حدٍ سواء- بتشغيل التطبيق، أو المشاركة في النظام البيئي، وقد يكون لديهم رؤية مختلفة لماهية البيتكوين وما يجب أن تكون عليه.
وقد تشهد المرحلة التالية من تطور عملة البيتكوين -التي يُشار إليها على أنها أموال صعبة؛ نظرًا لمجموعة رئيسية من السمات شبه غير القابلة للتغيير- أنها تتكيف مع إرادة المؤسسات التي تمتلك النقود القديمة.
انتقادات مستمرة
انتقادات أوليري ليست جديدة، إذ يرغب العديد من مستخدمي عملة البيتكوين في شطبها تمامًا.
لا يسير أوليري في هذا الاتجاه وحده، فقد ذكر رئيس شركة "إي واي بلوكتشين"، بول برودي، أنه أجرى المحادثة نفسها حول استهلاك طاقة العملة المشفرة على مدار السنوات الـ4 الماضية.
وقال برودي لـ"كوين ديسك": "لدينا الكثير من عملاء المؤسسات الذين يهتمون بهذا الموضوع. لقد توقف عدد قليل جدًا من عملاء المؤسسات عن القيام بأعمال في تقنية البلوكتشين بسبب مخاوفهم بشأن البصمة الكربونية".
البيتكوين النظيف
هناك عدد متزايد من الأطراف المهتمة التي تريد نوعًا مختلفًا من البيتكوين، عملة أنظف وأكثر أخلاقية.
تستثمر شركة المدفوعات الناشئة "سكوير" في ممارسات البيتكوين المستدامة بيئيًا، بينما تقوم شركة "سيتي" بتعدين البيتكوين باستخدام الكهرباء العالقة أو المتقطعة.
وقد يكون من المفيد التفكير في سبب مطالبة الشركات بأشكال محايدة -أو أنظف- من البيتكوين. ووفقًا لبرودي، هناك سببان رئيسيان وراء هذا الاتجاه.
السبب الأول يتمثل في أن محاولة الشركات توقع التغيرات التنظيمية المستقبلية، والآخر يكمن في مطالبة العملاء للشركات بتبني ممارسات صديقة للبيئة.
الطاقة الخضراء
من الأعمال المصرفية إلى الطاقة، تتظاهر الشركات على الأقل بدعمها لمستقبل مستدام، وقد يكون من المناسب ملاحظة أن قانون "الصفقة الخضراء الجديدة" في الكونغرس قد تلقى دعمًا شعبيًا هائلًا، في ظل انتشار العدالة البيئية.
إذا تم إصدار تفويضات "الطاقة الخضراء" حول البيتكوين، يعتقد الكثيرون أن السوق يمكن أن ينقسم، إذ اقترح أوليري أنه قد يكون هناك سوق أبيض وأسود للعملات المعدنية التي تلبي متطلبات امتثال الشركات، وتلك التي لا تلبي متطلبات الامتثال.
وتمت مناقشة سيناريو مشابه في العام الماضي، عندما نوقشت "قاعدة السفر" لمجموعة العمل المالي.
وقال رئيس شركة "باكت"، آدم وايت، في ذلك الوقت: "سنرى تشعبًا في فضاء التشفير. سنرى التشفير الأبيض والتشفير الرمادي. ومن المرجح أن يتم تداول هذه الأشكال المختلفة من العملات الرقمية بأسعار مختلفة".
صعوبة التتبع
يعتقد المؤسس المشارك لشركة "كورويف"، برانين ماكبي، أن هذا التأطير حول "سؤال العملة القذرة" لا معنى له تمامًا.
وأكد ماكبي أنه لا توجد طريقة موثوقة لتحديد كيفية سك عملة معينة، وأشار إلى أن معظم عملات البيتكوين يتم إنتاجها من خلال تجمعات التعدين التي تستمد قوة الحوسبة من المواقع في جميع أنحاء العالم.
وتعمل التجمعات على تعقيد الوضع، وتجعل من المستحيل تحديد ما إذا كانت عملية تعدين مستدامة قد فازت بدعم معين للتعدين.
علاوة على ذلك -كما يقول برودي- فإن الطريقة التي يتم بها استخدام وتخزين البيتكوين عادةً ما تُضعف قدرة شركات التحليلات على تتبع "البيتكوين الأخضر".
الفكرة القائلة بأن الطلب على عملة البيتكوين الخضراء سيؤدي إلى "كسر قابلية استبدال عملة البيتكوين" -أو خلق سيناريو تكون فيه بعض عملات البيتكوين أكثر تكلفة لأنها عملات مرغوبة أكثر من غيرها أو عملات أخلاقية- هي فكرة خاطئة.
ومن المحتمل أن تكون المؤسسات قد توصلت إلى أنه لا توجد طريقة لضمان عملة البيتكوين الخضراء. من الناحية العملية، إما أن تشعر الشركات بالراحة مع نجاح البيتكوين في الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية وتخصصه، أو تبتعد عنه.
عملة بديلة
الخيار الأكثر وضوحًا هو الإثيريوم، الذي يُعد ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية. وبينما تحيط الاهتمامات البيئية -أيضًا- بهذه العملة، خاصةً وسط طفرة الرمز غير القابل للاستبدال المستمر، يستهلك الإثيريوم طاقة أقل 7 مرات من البيتكوين في السعة الحالية.
على الرغم من ذلك، لا يمكن تخطي البيتكوين لعملة بديلة. فقد أكد برودي أن بيع البيتكوين يعتمد على أنه يُمكن أن يكون أحد الأصول المعاكسة للدورة الاقتصادية لاستخدامه في محافظ الشركات.
وبينما لم تنفصل عملة البيتكوين بعد عن الأصول المضاربة الأخرى، وترتبط بجميع الأصول المتأثرة بقوى الاقتصاد الكلي، هناك اعتقاد سائد بأن البيتكوين يمكنه أن يسحب نفسه من التلاعب السياسي.
اقرأ أيضًا..
- البيتكوين.. عملة رقمية تستهلك كميات طاقة بحجم دول
- تعدين البيتكوين.. مخاطر بيئية واستنزاف ضخم للكهرباء
- مقال - مستقبل تسعير النفط الخليجي.. الدولار أم البيتكوين؟