صفقة بحر الشمال.. خطة بريطانية لدعم تحول النفط والغاز إلى طاقة نظيفة
من خلال الابتكار والاستعانة بالكوادر المدربة في قطاع النفط
نوار صبح
توصلت الحكومة البريطانية إلى اتفاق مع قطاع النفط والغاز، في 24 مارس/آذار الماضي، حول الدور الذي يلعبه القطاع في التحول إلى الطاقة النظيفة، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وأُطلق على الاتفاق صفقة انتقال بحر الشمال، التي ستوضح الدور الذي سيلعبه قطاع النفط والغاز في المملكة المتحدة في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، حسبما ذكر موقع إنرجي فويس المعني بشؤون الطاقة.
وبموافقتها على هذه الصفقة التاريخية لدعم انتقال صناعة النفط والغاز إلى طاقة نظيفة وخضراء، أصبحت المملكة المتحدة أول دولة في مجموعة الدول الصناعية السبع تقدم على مثل هذه الخطوة.
دوافع إبرام الصفقة
في عام 2012، أنتج الفحم 43% من الكهرباء في بريطانيا العظمى، وفقًا لما ذكر موقع كاربون بريف، كما مثل الغاز والطاقة النووية والكتل الحيوية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة المائية -مجتمعة- 54% من توليد الكهرباء.
وفي 2020، شكلت المصادر ما يقرب من 90% من الكهرباء المولّدة، ولم تكن هذه الزيادة ممكنة إلا من خلال الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية والابتكار اللذين يجعلان هذه التقنيات مجدية تجاريًا.
دور الكوادر البشرية
في أواخر عام 2018، سجل قطاع النفط والغاز نحو 147 ألف وظيفة مباشرة، كما دعم سلاسل التوريد، وفقًا لما أوضحه قطاع صناعة النفط والغاز البحرية في المملكة المتحدة "أو جي يو كيه".
ومنذ بدء الإنتاج لأول مرة في المملكة المتحدة في عام 1967، تراكمت لدى العاملين في القطاع خبرات كبيرة، ومعارف تقنية واسعة، ومهارات متميزة.
ولهذا، تهتم الصفقة التاريخية بالقدرات المؤكدة والراسخة للقطاع، والحاجة إلى اكتساب تلك القدرات والمهارات لانتقال المملكة المتحدة إلى رائد عالمي في التقنيات الجديدة والناشئة، وتشمل هذه التقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، وإنتاج الهيدروجين والرياح البحرية.
ونتيجة لنضوج أصول النفط والغاز الموجودة في بحر الشمال على مستوى العالم، سيصبح إيقاف التشغيل (المقدّر بقيمة 373.41 مليار دولار على مستوى العالم) مهمًا للغاية، كما ستصبح خبرة إيقاف التشغيل، المتوافرة في المملكة المتحدة، حيوية في الحفاظ على الميزة التنافسية للسوق.
الابتكار في الانتقال للطاقة النظيفة
تلعب الاستثمارات المشتركة بين الحكومة البريطانية وقطاع النفط والغاز المتفق عليها لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه (4.15 مليار دولار أميركي)، وإنتاج الهيدروجين (13.83 مليار دولار) دورًا أساسيًا في تطوير هذه الصناعات لتحقيق هدف 2050 من الحياد الكربوني.
ويُعدّ الابتكار ضروريًا لإزالة الكربون من إنتاج بحر الشمال؛ للوفاء بتخفيضات الانبعاثات بنسبة 10%، و25% و50% بحلول عام 2025 و2027 و2030 على التوالي.
وفي الأعوام الخمسين الماضية، أصبحت المملكة المتحدة، وشمال شرق إسكتلندا، مركزًا للتميز في صناعة النفط والغاز، وستضمن صفقة انتقال بحر الشمال تقييم الصناعة على أنها مركز عالمي للتميز لانتقال الطاقة من خلال تطوير تقنيات مبتكرة في المملكة المتحدة.
اقرأ أيضا..
- المملكة المتحدة تدرس وقف التنقيب عن النفط في بحر الشمال
- المملكة المتحدة وأميركا تقودان الحشد الدولي لتحقيق الحياد الكربوني