نيو الصينية الأكثر تأثرًا من نقص الرقائق الإلكترونية
130 ألف سيارة خسائر الصناعة العالمية بسبب الأزمة
آية إبراهيم
أحدث صانع سيارات أجبرته أزمة نقص الرقائق الإلكترونية على وقف الإنتاج هو شركة نيو الصينية، والتي تعدّ واحدة من أكبر منافسي الصين لشركة تيسلا، وفقًا لما ذكره موقع فيوتشر كار.
ويواصل النقص المستمر في الشرائح الإلكترونية التأثير في شركات صناعة السيارات عالميًا، الأمر الذي أدّى إلى توقّف المصانع عن العمل و تقليص إنتاج السيارات، بسبب عدم وجود الرقائق اللازمة.
نيو "تيسلا الصين"
نيو هي واحدة من الشركات الصينية الناشئة في مجال السيارات الكهربائية، وغالبًا ما يشار إليها باسم "تيسلا الصين" جنبًا إلى جنب مع منافستها إكسبينغ. تُقدِّم كلتا الشركتين سيارات كهربائية بالكامل بتكلفة نصف سعر طراز تيسلا في الصين.
وقالت شركة نيو الصينية، إنها ستوقف الإنتاج لمدة 5 أيام عمل في مصنعها في هيفي، وخفضت توقعاتها للتسليم في الربع الأول بما يصل إلى 1000 مركبة، تتوقع نيو الآن تسليم 19.500 ألف مركبة في الربع الأول، انخفاضًا من 20 ألفًا إلى 20.500 ألف سابقًا.
أفادت نيو بأنها سلّمت 5.291 آلاف مركبة، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وهي أعلى أرقام مبيعات شهرية لها على الإطلاق، يمثّل الرقم القياسي نموًا بنسبة 109.3% على أساس سنوي.
تتجاوز القيمة السوقية لشركة نيو الآن 56 مليار دولار، ما جعل الشركة أكثر قيمة من شركة فورد الأميركية لصناعة السيارات، والتي تُقدَّر قيمتها بنحو 8 مليارات دولار أميركي.
انخفضت أسهم نيو المدرجة في بورصة نيويورك، بنسبة 5% تقريبًا يوم الجمعة، لتغلق عند 36.13 دولارًا.
مساعِ حكومية لحلّ الأزمة
وُصِف النقص الأخير في الرقائق بأنه "شديد"، ويتوقع محللو الصناعة أن سلاسل التوريد الخاصة بالسيارات لن تستقر إلّا في وقت لاحق من هذا الربيع، على أقرب تقدير.
تحاول الحكومة في الصين مساعدة شركات صناعة السيارات مثل نيو، للتعامل بشكل أفضل مع النقص المستمر في الرقائق.
أصدرت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية (إم آي آي تي) كتيبًا لشركات صناعة السيارات في البلاد في مطلع مارس/آذار الجاري، يتضمن قائمة بأشباه موصلات السيارات الشائعة، وطلبها لمساعدة شركات صناعة السيارات على إدارة إمداداتها بشكل أفضل.
يوجد أكثر من 1000 عنصر يزداد الطلب عليه من قبل شركات صناعة السيارات الصينية، بما في ذلك 568 منتجًا من 59 شركة من شركات أشباه الموصلات تغطي مجموعه من 10 فئات، بما في ذلك رقائق الحوسبة ورقائق التحكم ورقائق الطاقة.
وتهدف الوزارة إلى تسهيل الاتصال بشكل أفضل بين شركات صناعة السيارات ومورّدي الرقائق.
تقدّر شركة الأبحاث أوتو فوركاست سوليوشن، أن نقص الرقائق قد كلّف صناعة السيارات العالمية 130 ألف سيارة في الإنتاج المفقود، وأغلب الإنتاج المفقود في أميركا الشمالية مع فقد 74 ألف وحدة، تليها أوروبا الغربية مع فقد 35 ألف وحدة.
فورد الأميركية تتأثر بالأزمة
أعلنت شركة فورد موتور الأميركية لصناعة السيارات قبل أسبوع، أنها توقّفت عن العمل في 2 من مصانع التجميع التابعة لها في لويزفيل، كنتاكي، وكولونيا بألمانيا -بسبب نقص أشباه الموصلات العالمي الذي يؤثّر في شركات صناعة السيارات في جميع أنحاء العالم.
بالإضافة إلى عمليات الإغلاق المؤقتة، قالت شركة فورد، إنها ستجمع جزئيًا بعض الشاحنات الصغيرة من طراز إف-150 دون أجزاء معينة، حتى تتمكن من الحصول على المكونات المطلوبة من مورّديها.
حذّرت شركة فورد من انخفاض الأرباح في عام 2021 من 1 إلى 2.5 مليار دولار أميركي بسبب نقص الرقائق، حيث تُعَدّ شاحنة بيك أب إف-150 هي السيارة الأكثر مبيعًا للشركة وواحدة من أكثر نماذجها ربحية.
كما أُجبرت شركة فورد أيضًا على تعليق الإنتاج في مصنعها في لويزفيل بولاية كنتاكي في أوائل يناير/كانون الثاني بسبب نقص الرقائق، والذي يوظف ما يقرب من 3800 عامل كل ساعة.
جنرال موتورز و فولفو
تتوقع شركة جنرال موتورز المنافسة لشركة فورد أن نقص الرقائق سيخفض أرباحها للعام بأكمله بمقدار 2 مليار دولار، في غضون ذلك، قالت كل من جنرال موتورز وهوندا اليابانية هذا الأسبوع، إنهما ستستمران في إيقاف تشغيل المصانع في أميركا الشمالية خلال الأسابيع المقبلة.
قالت شركة فولفو (إيه بي) السويدية لصناعة الشاحنات يوم الثلاثاء الماضي، إن نقص الرقائق سيكون له تأثير "جوهري" في أرباحها خلال الربع الثاني، ومن المقرر أن تنفذ أيام التوقّف عبر مواقعها على مستوى العالم بدءًا من أبريل/نيسان المقبل.
سبب نقص الرقائق
يمكن إلقاء اللوم جزئيًا على الأقلّ في نقص الرقائق على الوباء العالمي، ما أدى إلى انخفاض مبيعات السيارات وإنتاج المنتجات من مورّدي الإلكترونيات بدءًا من الربع الثاني من العام الماضي.
كما أدّى الوباء أيضًا إلى قيام شركات صناعة السيارات بتقليص الطلبات على أشباه الموصلات والرقائق المستخدمة في إنتاج السيارات، في الوقت نفسه، ارتفع الطلب على الرقائق المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية الشائعة مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة ووحدات التحكم في الألعاب، حيث اضطرّ المزيد من الأشخاص إلى العمل عن بُعد.
انتعاش غير متوقع
قال محللون، إن العقوبات المفروضة على شركات التكنولوجيا الصينية لعبت أيضًا دورًا في النقص الأخير.
ولكن مع انتعاش مبيعات السيارات في وقت أقرب مما كان متوقعًا في الجزء الأخير من عام 2020، زادت شركات صناعة السيارات من الإنتاج وزادت طلبات الرقائق، ما أدّى إلى نقص واسع النطاق لشركات صناعة السيارات في الصين والولايات المتحدة واليابان وأوروبا.
اقرأ أيضًا
- السيارات الكهربائية.. نيو الصينية تدرس طرح علامة تجارية جديدة
- شركة نيو الصينية للسيارات تسجّل خسارة غير متوقعة