قناة السويس.. تأثير ضئيل في أسعار النفط بشرط (تقرير)
كل يوم تأخير يزيد السفن العالقة 50 سفينة يوميًا ويضيف 15 يومًا لمدة الرحلة
بينما تسعى هيئة قناة السويس المصرية إلى تعويم سفينة عملاقة جنحت في الممر المائي العالمي منذ أمس، يتزايد عدد السفن العالقة التي تنتظر المرور، بما تحمله من سلع وخامات ونفط.
وانعكس ذلك على أسعار النفط التي ارتفعت بنسبة أكثر من 2%، خاصة أن 10 ناقلات تحمل 13 مليون برميل من الخام تأثّرت بتعطل عبور السفن في القناة، وسط مخاوف من اضطراب بإمدادات الطاقة العالمية.
يقول محلل السلع في بنك يو بي إس في سويسرا، جيوفاني ستوفينو لـ"الطاقة": إن "التأثير سيكون ضئيلًا إذا جرى إصلاحه (خروج السفينة العالقة) اليوم".
وعن التأخير في تعويم السفينة، أوضح ستوفينو أنه "لا يوجد فرق كبير إذا تم إصلاحه اليوم أو غدًا".
أسعار النفط
أثار ما يحدث في قناة السويس مخاوف بعض المتعاملين من انعكاسها على حركة التجارة العالمية المتضررة بالفعل، وهو ما أسهم في صعود أسعار النفط بأكثر من 2% اليوم الأربعاء.
وقفز خام برنت القياسي العالمي تسليم مايو/أيار بنسبة 2.2% إلى 62.15 دولارًا للبرميل، بعد تراجعه بنسبة 5.9% في اليوم السابق.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو/أيار بنسبة 2.1% إلى 59.05 دولارًا للبرميل، بعدما خسر 6.2% في الجلسة السابقة.
نفوط بديلة
قد تستمر أسعار النفط في الصعود بدعم من جنوح السفينة، إذا تسببت لعدّة أيام في تعطّل حركة السفن، إذ يُتوقع أن تسعى شركات التكرير والمصافي الأوروبية للبحث عن إمدادات بديلة من الشرق الأوسط، وقد تتجه إلى النفوط الأميركية أو الروسية، مما قد يرفع من أسعارها.
كانت السفينة متجهة من الصين إلى روتردام، وهي تايوانية ترفع العلم البنمي.
واستمرار تعطّل الملاحة في المجرى الجديد قد تضطر معه شركات التكرير الأوروبية والأميركية للبحث عن مسارات بديلة لشحنات نفط الشرق الأوسط.
ووفقًا لبيان من هيئة قناة السويس، فقد عادت حركة السفن مؤقتًا لنظام قوافل الشمال والجنوب عبر القناة الأصلية.
ارتفاع أسعار النفط يخدم قناة السويس
تأثّرت حركة السفن في قناة السويس خلال الفترة الأخيرة التي شهدت فيها أسعار النفط تراجعًا، نتيجة لجوء بعض الشركات إلى طريق رأس الرجاء الصالح، رغم أنه أطول بنحو 3 آلاف ميل بحري، وتزيد تكلفة بعض الرحلات به إلى ما يصل إلى 200 ألف دولار، إلّا أن رسوم عبور قناة السويس تتراوح ما بين 300 ألف إلى 500 ألف دولار -وفق تحالف CMA-CGM الملاحي-.
وتراجع أسعار النفط وغلق موانئ وانخفاض الطلب الأوروبي، جعل الوقت ليس عاملًا رئيسًا للسفن لحسم اختيار الطريق البحري، بل النظر إلى التكلفة.
وهذا يعني أن ارتفاع أسعار النفط في صالح زيادة عدد السفن المارّة من قناة السويس، ما يزيد من دخلها، وهي التي تعدّ رافدًا رئيسًا للعملة الصعبة في مصر.
حسابات جديدة
كل يوم تأخير في الحلّ يزيد السفن العالقة نحو 50 سفينة يوميًا، ويزيد مسافة الرحلة من الشرق الأوسط إلى أوروبا 15 يومًا، مما يزيد التكاليف والطلب على الوقود أيضًا، وفقًا لشركة فورتيكسا للتحليلات النفطية.
ويمر نحو 12% من حجم التجارة العالمية عبر قناة السويس، وتعدّ أسرع طريق بحرًا لنقل غالبية النفط من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي.
فالرحلة بين الموانئ في الخليج ولندن -على سبيل المثال- تُقطع إلى النصف تقريبًا عند المرور عبر قناة السويس مقارنةً بطريق رأس الرجاء الصالح عبر الطرف الجنوبي للقارّة الأفريقية.
ومعظم الشحنات المتجهة من الخليج إلى أوروبا الغربية نفطية، أمّا في الاتجاه المعاكس، فأغلب ما يتم نقله من أوروبا وأميركا الشمالية إلى الشرق الأقصى وآسيا هو السلع المصنّعة والحبوب.