التقاريرتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةمنوعات

صناعة زيت النخيل في البرازيل تهدد غابات الأمازون

اتهامات للشركات باستخدام مبيدات محظورة بيئيًّا

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الشركات تستخدم مبيدات تضر بصحة السكان الأصليين
  • عشرات الشاحنات تفرغ كل يوم نفايات مصانع زيت النخيل في نهر أكارا
  • تحظى ولاية بارا بأعلى معدل لإزالة الغابات في البرازيل
  • البرازيل أكبر مستهلك للمواد الكيميائية الزراعية في العالم
  • تسيطر 8 شركات على إنتاج زيت النخيل البرازيلي
  • خطة برازيلية لاستخدام زيت النخيل كوقود حيوي

تمثّل منطقة الأمازون الشاسعة أكبر انتشار للغابات المطيرة على كوكب الأرض، وتلعب تلك البقعة الحساسة -مناخيّاً واقتصاديا- دورًا مهمّا في تنظيم المناخ العالمي، وامتصاص الكربون وتنقية المياه.

ويقطن في المنطقة نحو 420 مجتمعًا للسكان الأصليين ممن يعتمدون على الموارد المائية في معيشتهم، كما تحتوي المنطقة أكثر من نصف أنواع الحيوانات والنباتات والحشرات في الكوكب.

استخدام مبيدات تهدد الغابات

في محمية توريه ماريكيتا للسكان الأصليين في البرازيل -المحاطة بمزارع نخيل الزيت- لاحقَ وكلاء الادعاء الفيدراليون كبار مصدّري زيت النخيل في البلاد في المحاكم، على مدار السنوات الـ7 الماضية، زاعمين أن الشركات تلوث الأنهار، وتسمم التربة -حسبما أورد موقع مجلة برازيل-.

ويرى وكلاء الادعاء أن الشركات تستخدم مبيدات تضر بسبل عيش وصحة السكان الأصليين، وهي اتهامات تنكرها الشركات.

وبعد سماع عشرات الادعاءات بتلوث المياه في قرى السكان الأصليين، توجه فريق من الباحثين برفقة الزعيم المحلي، ليسيو تيمبي، إلى معصرة تديرها شركة بيوبالما دا أمازونيا -أكبر منتج ومصدر لزيت النخيل في البرازيل-.

وتقع المعصرة بالقرب من نهر أكارا، الذي يتعرج في مناطق الغابات لما يقرب من 400 كيلومتر قبل أن يصب في خليج الأمازون.

تهديدات تواجه غابات الأمازون
تهديدات تواجه غابات الأمازون

مناطق تصنيع زيت النخيل

شاهد الباحثون رجلاً يلقي النفايات في المجرى المائي، وقال تيمبي: إن البقايا ذات اللون البني الداكن هي حمأة سامة من المواد العضوية والمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب من مصانع زيت النخيل المحلية.

وأضاف أن عشرات الشاحنات تفرغ كل يوم النفايات في نهر أكارا، موضحًا أن استنشاق أبخرة أشجار النخيل المغطاة بالمبيدات الحشرية يمثّل البداية السريعة للسعال وضيق التنفس والغثيان والصداع.

في العام الماضي، أجرى الباحثون تحقيقات في مزاعم المجتمعات المحلية بشأن الانتهاكات الواسعة النطاق من قبل شركات زيت النخيل في البرازيل، واكتشفوا ما يبدو أنه نمط على مستوى الصناعة من التجاهل الصارخ للحفاظ على منطقة الأمازون وحقوق السكان الأصليين.

معاناة السكان الأصليين

تجدر الإشارة إلى أن حقوق السكان الأصليين والمجتمعات التقليدية محمية بموجب دستور البرازيل والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها البرازيل.

ومنذ عام 2014، واجه وكلاء الادعاء الفيدراليون معركة قانونية للحصول على موافقة على إجراء تحقيق جنائي في تلوث مبيدات الآفات والتأثيرات الاجتماعية والبيئية والصحية في منطقة إنتاج شركة بيو بالمافي محمية توريه-ماريكيتا للسكان الأصليين.

ويعود تاريخ المطالبات إلى عام 2012، عندما دقت المجتمعات الأصلية والتقليدية ناقوس الخطر لأول مرة.

وعندما حرِّكت الدعوى، أصدر القاضي أمرًا إلزاميًا يسمح بإجراء تحقيق جنائي، لكن قاضيًا آخر ألغى هذا الأمر لاحقًا، وتقدّم مكتب المدعي العام الفيدرالي بطلب استئناف؛ ولم يصدر حكم نهائي حتى تاريخه.

زيت النخيل
أعمال جمع لزيت النخيل

الإقبال العالمي على زيت النخيل

أصبح زيت النخيل منتشرًا في جميع المجتمعات الاستهلاكية؛ لكونه أحد الزيوت النباتية الأساسية التي يتم إنتاجها وتداولها في جميع أنحاء العالم.

ويرجع ذلك -إلى حدّ ما- إلى تنوعه الهائل؛ إذ يتم توجيه 80% من إنتاجه إلى صناعة المواد الغذائية، كما يُعد مكونًا رئيسيًا في المنتجات الاستهلاكية التي تصنعها شركات كبرى مثل يونيليفر ونستله.

وتستخدم مشتقات مختلفة من زيت النخيل في صناعة الشوكولاتة والآيس كريم والبسكويت والسمن ومنتجات أخرى لا حصر لها.

ويتزايد قلق الباحثين بشأن الأزمات الاجتماعية والبيئية التي جلبتها شعبية زيت النخيل للعديد من المجتمعات الريفية في الدول الاستوائية.

وجرى توثيق الأضرار التي لحقت بالغابات المطيرة والحياة البرية والسكان الأصليين وإمدادات المياه في ماليزيا وإندونيسيا، والتي تمثل معًا 85% من إنتاج زيت النخيل العالمي.

ولاية بارا البرازيلية

على الرغم من أن البرازيل تمثل 1% فقط من إنتاج زيت النخيل العالمي (نحو 540 ألف طن في عام 2020)، إلا أن صناعته تنتشر بسرعة، حسبما أورد موقع مجلة برازيل.

كما زادت تغطية نخيل الزيت في شمال ولاية بارا -المسؤولة اليوم عن نحو 90% من الإنتاج البرازيلي- بمقدار 5 أضعاف تقريبًا لتصل إلى 2630 كيلومترًا مربعًا بين عامي 2010 و2019.

وبينما انخفض الإنتاج الوطني البرازيلي بشكل طفيف في عام 2018، ارتفع الإنتاج في ولاية بارا بمقدار 47653 طنًا ( 3.2%) خلال المدة نفسها.

وعلى الرغم من دفع حكومة الرئيس آنذاك لويز إيناسيو لولا دا سيلفا لتحفيز إنتاج زيت النخيل في عام 2010 من خلال فرض استخدامه كوقود حيوي، لا يزال الإنتاج البرازيلي كله -تقريبًا- يستخدم في صناعة المواد الغذائية، في الغالب كبديل لزيت فول الصويا.

وأطلق الرئيس السابق، لولا دا سيلفا، برنامجًا وطنيًا للديزل الحيوي في عام 2004، وبرنامجًا مستدامًا لإنتاج زيت النخيل في عام 2010؛ ما أدى إلى زيادة الطلب.

وتشتهر ولاية بارا بأن لديها أعلى معدل لإزالة الغابات في البرازيل، وعلى الرغم من أن تربية الماشية وزراعة فول الصويا هما المحركان الرئيسيان لإزالة الغابات، إلا أن هناك مخاوف متزايدة بشأن الأضرار المرتبطة بزيت النخيل في المنطقة.

شركات التعدين تسيطرة على صناعة زيت التخيل
شركات التعدين تسيطرة على صناعة زيت التخيل

شركات صناعة زيت النخيل

تسيطر 8 شركات على معظم إنتاج زيت النخيل البرازيلي، وكانت شركة بيوبالما -التابعة لشركة التعدين البرازيلية العملاقة فالي وأكبر المنتجين- مسؤولة عن أكثر الكوارث البيئية الكارثية في تاريخ البرازيل من حيث المنطقة المتضررة.

ومثّلت بيوبالم ما يقرب من 75% صادرات زيت النخيل، وأعلنت الشركة، التي تعمل في ولاية بارا منذ عام 2007، عن طموحها في أن تصبح أكبر منتج لزيت النخيل في أميركا الشمالية والجنوبية.

وفي عام 2017، صدّرت البرازيل ما يقرب من 90 ألف طن من زيت النخيل، معظمها إلى كولومبيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمكسيك، وفقًا لمؤسسة تراسي، وهي مجموعة بحثية يديرها معهد ستوكهولم للبيئة، ومنظمة غلوبال كانوبيغير الحكومية.

تسمم المياه بالمبيدات الحشرية

يقول ناشطو البيئة إن جميع السموم المتراكمة تدخل في مجرى النهر، وتلوث المياه، وتقتل الأسماك والأحياء المائية الأخرى في موسم الأمطار، عندما يرتفع منسوب الأنهار بشكل كبير وتغمر الأرض.

ووجد تحليل أجراه مختبر اتحادي برعاية وزارة الصحة البرازيلية عام 2014 مبيدات الآفات المحظورة -مثل الإندوسلفان- في الأنهار والجداول القريبة من مزارع نخيل الزيت في منطقة أكارا.

وجمع الباحثون بيانات من 18 موقعًا مائيًا؛ وحدّدوا وجود مبيدات في 80% من العينات التي تم جمعها خلال موسم الأمطار، مع بعض الكيماويات الزراعية المرتبطة بالاضطرابات الهرمونية والسرطان.

وتُعدّ البرازيل أكبر مستهلك للمواد الكيميائية الزراعية في العالم، حيث تشتري نحو 20% من المبيدات الحشرية المنتجة على مستوى العالم، حسبما أورد موقع مجلة برازيل.

وقال عالم السموم في شبكة قانون مبيدات الآفات بي إيه إن، الألمانية، الدكتور بيتر كلاوزينغ، إن 4 من أصل 9 مبيدات حشرية تمت الموافقة عليها للاستخدام في مزارع نخيل الزيت في البرازيل مدرجة على أنها "شديدة الخطورة".

ويُعدّ اثنان من هذه المبيدات، هما غلوفوسينات الأمونيوم والميثوميل، محظورين في الاتحاد الأوروبي.

وقال الدكتور بيتر كلاوزينغ إن النفايات الناتجة أثناء إنتاج زيت النخيل تحتوي على كمية كبيرة من العناصر الغذائية العضوية والمعادن الثقيلة التي يمكن أن تلوث الأنهار، وتلوث الهواء، وتولد غازات الدفيئة.

اقرأ أيضا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق