تحول الطاقة.. بريطانيا تحتاج 488 مليار دولار لتحقيق الحياد الكربوني
بالتركيز على الطاقة المتجددة والهيدروجين وتخرين البطاريات
آية إبراهيم
وضعت بريطانيا خطط استثمار كبيرة في مجال تحول الطاقة، من أجل تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وتسعى المملكة المتحدة لمسايرة الاتجاه العالمي، للاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين وبطاريات تخزين الكهرباء.
أعدّت "لان كلارك بيكوك" -وهي شركة أبحاث واستشارات متخصصة- تقريرًا يحمل عنوان "ألينينج ذا ستارز" - محاذاة النجوم-، حول أصحاب الأصول واستثمارات الطاقة للوصول إلى انبعاثات صفرية، سلّط الضوء على حجم فرص الاستثمار لرأس المال الخاص، وتطويعه لمساعدة حكومة المملكة في تحقيق الحياد الكربوني.
معدل الاستثمارات
أوضح تقرير شركة الأبحاث أن هناك حاجة إلى استثمارات تبلغ نحو 350 مليار جنيه إسترليني (488.802 مليار دولار أميركي) في مشروعات تحول الطاقة، بما في ذلك مشروعات الهيدروجين ومصادر الطاقة المتجددة وبطاريات تخزين الكهرباء، على مدار الـ30 عامًا المقبلة، لتكون بريطانيا محايدة كربونيًا.
وأشار التقرير إلى أن حجم الاستثمار السابق يمثّل نحو 12 مليار جنيه إسترليني سنويًا (16.752 مليار دولار)، حتى عام 2050، حسبما ذكر موقع ري نيوز بيز المعني بشؤون الطاقة.
قال تقرير "لان كلارك بيكوك"، إن التقنيات المتجددة الحالية مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، إلى جانب تخزين البطاريات ستقود الطريق، بالإضافة إلى خلق فرص جديدة في التقنيات المبتكرة مثل الهيدروجين.
السيناريوهات المحتملة
وطرح التقرير سيناريوهين مختلفين، فيما يتعلق بحجم الاستثمار الذي يمكن تنفيذه في السنوات المقبلة:
- العمل كالمعتاد، ويتضمن قيام مالكي الأصول- الشركات الخاصة- في المملكة المتحدة بتوسيع استثماراتهم في البُنية التحتية، على مدى العقد المقبل، إلى 70 مليار جنيه إسترليني (97.657 مليار دولار أميركي)، ما يخلق فجوة تمويلية تبلغ 100 مليار جنيه إسترليني (139.579 مليار دولار أميركي)، بحلول عام 2030.
- السيناريو الأكثر تفاؤلًا، يمثّل في زيادة استثمار القطاع الخاص، إلى جانب الشركات العالمية ودور الحكومة، من خلال التصميم الدقيق واستهداف الاستثمارات، ما يزيد من احتمال استثمار نحو 125 مليار جنيه إسترليني (174.504 مليار دولار أميركي)، على مدى العقد المقبل.
تعاون المستثمرين
أشار التقرير إلى أن المدخل بين الاستثمار الخاص والبُنية التحتية كان مفتوحًا على مصراعيه، على مدار العقد الماضي، حيث استثمر القطاع الخاص في بريطانيا 45 مليار جنيه إسترليني (26.843 مليار دولار أميركي) في أصول البُنية التحتية لطاقة الرياح البحرية، والكتلة الحيوية، والطاقة الشمسية، والصرف الصحي، بالتعاون مع مالكي الأصول من هولندا وأستراليا وكندا وغيرهم.
وأوضح التقرير أن قطاع الطاقة يتطلب من الحكومة العمل مع المستثمرين، لتقديم ما يكفي من الاستثمارات ذات مستويات المخاطرة المناسبة، خاصة الشركات العالمية.
وأكد التقرير أن المستويات الحالية للاستثمار منصفة على أنها نقص في الطلب من قبل المستثمرين، لكن المشكلة في الواقع متعلقة بنقص العرض.
وقال رئيس قسم الرؤية التسويقية في شركة "لان كلارك بيكوك"، كايلي مارتين: "تؤكد الورقة البيضاء للحكومة بشأن الطاقة، أن تحقيق الحياد الكربوني، يتطلب أكثر من نهج واحد يناسب الجميع".
وأضاف مارتين، أن هناك تنوعًا واسعَا في كل من التقنيات والاستثمارات المطلوبة، بداية من التقنيات الحالية، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي من الضروري نشرها على نطاق أوسع، إلى التقنيات الناشئة مثل الهيدروجين واحتجاز الكربون التي لا تزال في مهدها.
مجالات جاذبة للاستثمار
وجد التقرير أن تقنيات الطاقة المتجددة الأكثر شيوعًا، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، تواصل مسيرتها في تمثيل أكبر فرصة استثمارية على المدى المتوسط، ويمكن إعادة قبول طاقة الرياح والطاقة الشمسية البرّية في الجولة التالية من مزادات العقود، من خلال تحفيز زيادة المعروض من المشروعات.
وقد تستغرق أحدث التقنيات مثل بطاريات تخزين الكهرباء أو احتجاز الكربون، سنوات، لتصبح جاذبة للاستثمارات.
اقرأ أيضًا..
- ارتفاع عدد مشروعات بطاريات تخزين الكهرباء في بريطانيا
- مشروع لإنتاج 3 غيغاواط من الرياح والطاقة النووية في المملكة المتحدة